نار الحب 12
قررت حنين الرجوع الى المنزل وقد شعرت بالراحة النفسية بعد أن بكت بشدة وأخرجت جميع أحزانها و كلها صميم على أن تقاوم جميع الظروف و لا تستسلم أبدا و قررت أن تصدق قلبها الذي يخبرها أنها ابنة والدها الذي عاشت معه كل تلك السنين وكذا فهي تعرف جيدا أمها وتصدقها ثم إنهم بحاجة الى أن يظلو أقوياء ومجتمعين أكثر من أي وقت آخر. في طريق عودتها مرت على ذاكرتها صورها وذكرياتها الجميلة مع عائلتها في الماضي منذ كانت صغيرة الى وهي تكبر شيئا فشيئا. تذكرت كل شيء لحظة بلحظة و عيناها تذرف الدموع وعندما وصلت الى البيت مسحت دموعها وقالت بعزم: سأكون قوية ياأبي،أعدك أني لن أستسلم أبدا. أعدك أن لا شيء سيهزني وسأكون أقوى مما عاهدتني عليه. ثم دخلت البيت الذي وجدته في كآبة وفي ظلام.
أعدت حنين الفطار و ذهبت وأيقظت ملاك التي كانت قد غفت منذ مدة وجيزة ثم توجهت الى بيت والدتها وسمعتها تتلوا القرآن وتناجي ربها ليرأف بهم. دخلت حنين الى والدتها وقبلت رأسها وقالت لها برفق: آسفة يا أمي على ماقلته البارحة. لقد كنت مشتتة الذهن ولم أعرف ماذا كنت سأفعل أو من أكون وبنت من أكون. لقد فقدت صوابي ولم أعرف أي شيء حقا
نهلة وبعض الدموع تخونها وهي ممسكة يد حنين وتنظر الى عينيها مباشرة: آسفة يا حبيبتي، أعلم أنك صدمتي وأعلم شعور الإهانة الذي أحسست بها آنذاك. أعذرك عن كل ماقلته وأتفهمك لذا لا تقلقي يا صغيرتي وكوني متأكدةأنك من صلب...
حنين وهي تذرف بعض الدموع: ششش لا تممي يا أمي. أنا لن أشك يوما فيك أو في شرفك فأنا متأكدة تماما أنني من صلب أبي رحمه الله. ثم مسحت دموعها ودموع والدتها برفق وقالت لها: هيا يا حبيبتي لنذهب ونفطر لقد جهزت الإفطار اليوم كما تحبين أنت وملاك.
ابتسمت نهلة ودفعت حنين كرسي والدتها ثم توجها وتناولا افطارهما برفقة ملاك.
****
عاد مراد الى منزله بعد زيارته لقبر والدته وتذكر عندما رأى حنين في المقبرة وهي تبكي وكان قد توجه لها ليعطيها منديل لكنه لم يستطع وظل يراقبها من بعيد وقلبه يأنبه على ماكان ينوي فعله بها وأنه لم يحافظ على نظرتها البريئة له.
كان مراد هائم في تفكيره الى أن كلمته فاتن
فاتن: ما بك يا أخي؟ فيم تفكر
مراد: لا شيء يا فاتن. لكن أخبريني هل أنا سيء لهذا الدرجة
فاتن وهي تعانقه: بالطبع لا يا أخي. لا يوجد في هذه الدنيا من هو أرق منك
مراد : هههه أتقولين هذا الكلام من قلبك أم لأنك تريدين حاجة لأقضيها لك
فاتن بمرح: الإثنين معا يا حبيبي.
مراد: هههه أانت متأكدة. أظن أنها الثانية فقط
فاتن بمرح: أخيييي. المهم أتستطيع أن تتعشى معي خارجا وتجلب رفقتك صديقك حسام
مراد وهو يتصنع الغباء: ولم صديقي حسام. لنذهب نحن الإثنين فقط
فاتن بغيظ: أخييي. أنا فقط قلت بما أنه صديقك لنذهب جميعا لأننا سنستمتع أكثر
مراد: كم أحب إغاظتك يا فاتن. حسنا سأكلمه إن لم يكن مشغولا وسنذهب الليلة. فقط حافظي على ابتسامتك يا حبيبتي
فاتن قفزت وقبلت مراد: لا يوجد من هو أفضل منك يا أحلى أخ بالعالم
*****
بعد إنهاء حنين لدوام الجامعة أوقفها هشام
هشام:انتظري يا آنسة حنين
حنين: نعم يا أستاذ
هشام: أتمنى أن تكون والدتك بخير
حنين: أجل يا أستاذ أشكرك على كل ما فعلته من أجلي وآسفة على ما فعلته أمي البارحة. و سأرد لك مالك في القريب العاجل ياأستاذ
هشام: ومن ذكر المال الآن. خذي وقتك. لكني أود في أن أتحدث معك في موضوع مهم إن كان ممكن
حنين: طبعا يا أستاذ تفضل
هشام: لا ليس هنا. سأنتظرك مساء قرب منزلك ولنذهب لمطعم وهناك سأخبرك
استغربت حنين من كلام هشام وكادت أن ترفض الا أنها تذكرت ما فعله لأجلها فقبلت.
*****
بعد خروج ملاك من مدرستها كانت تفكر مليا في ما قاله عمها عن المنزل وتذكرت أنهم لا يكسبون فلسا واحدا فمرت بجانب مطعم راقي ورأت إعلانا عن طلب تشغيل جزئي لفتاة كنادلة فذهبت وتقدمت بدون تفكير للشغل . طلب المانجر من ملاك أن تقوم بتجربة أولية في المساء لمعاينة مهارتها فقبلت .
رجعت ملاك للمنزل وأخبرت أمها وحنين أنها ستذهب الى بيت صديقتها للإستعداد للإمتحانات وستتأخر ليلا فهي لم تشأ إخبارهما بالشغل الجزئي لأنها تعلم أنهما لن تقبلا ففضلت أن تبقي الأمر سرا.
*****
في المساء استعدت حنين وتوجهت رفقة هشام الى المطعم وكلها شوق للموضوع المهم الذي سيحدثه فيها ومن جهة أخرى توجه مراد رفقة فاتن التي كانت ستطير من الفرحة الى مطعم حيث سبلتقيان بحسام
يتبع...

أنت تقرأ
نار الحب
Любовные романыرواية نار الحب عندما تفقد أعز الأشخاص في هذه الدنيا عندما تظل وحيدا في مواجهة الذئاب عندما تفرض عليك الحياة أن تظل قويا ولا تستسلم عندما يظل الماضي يتبعنا و نحاول أن نهرب منه لكن دون جدوى عندما يكون الحب مرادفا للضعف ونحاول أن نهرب منه لكن يظل يت...