31

257 7 0
                                    

نار الحب 31
ملاك بدهشة: ماذا تقصد يا حسام. لم أفهم أي شيء
حسام: كما سمعت يا ملاك. لقد ارتكبت أخطاء كثيرة في الماضي لكن لم أكن أقصد ذلك فقد كان ذلك فوق رغبتي. لكني أقسم لك يا ملاك أني تغيرت ولم أعد كحسام الذي كان في الماضي وتقربت الى الله أكثر والحمد لله أصبحت حسام آخر ولكن المشكلة أنه منذ مدة قصيرة...
قطع رنين هاتف حسام كلامه فأجاب بعد أن تنفس بعمق: نعم سيد محمود. أنا أسمعك
محمود: حسام هناك أمر خطير يخص نرمين تلك
حسام وقد نهض من كرسيه من شدة الصدمة: ماذا تقصد. مابالها
محمود: لقد علمت أنها عادت منذ فترة قصيرة من الخارج و كسرت الإتفاق الذي كان بيننا
حسام بخوف وبصوت متقطع: كيف... كيف عادت.. وماذا عن هويتها
محمود: ليست لدي أي معلومات الآن... كل ما أعرفه أني طلبت من أحدهم تحري أخبارها و الآن أنصدم بأنها عادت منذ فترة قصيرة ولا أعلم لم و لا كيف. يجب أن تأتي حالا لأنها إن كشفت الإتفاق الذي كان بيننا أكيد أن مراد لن يسامحنا أبدا.
حسام: حسنا أنا آت اليك الآن.
أغلق حسام الخط و ودع ملاك إذ قال لها أنه مسرع جدا وأنه سيكمل حديثه لها فيما بعد.
غادر حسام فيما ملاك ظلت قليلا في الحديقة لتستوعب ما سمعته قبل قليل من حسام الذي كانت تظن أنه من المستحيل أن يفعل أي سوء لأحدهم.
****
غادرت حنين و ظل مراد ونهلة يتبادلان النظرات فيما بينهما ثم أمسك مراد يدها وقبلها برفق وذرف دموعا حارة على يدها ثم قال لها وهو ياح:ث تارة ويصمت تارة أخرى لا أعلم لم أحس هكذا لكني أعتبرك في مقام والدتي رحمها الله. لقد رحلت منذ مدة طويلة وولم أشبع من حنانها و لطفها معي وعندما رأيتك أول مرة ذكرتني بها. ربما لطيبتك أو لخنانك على بنتيك أو لا أعلم. لكن إحساس داخلي يجعلك قريبة الى قلبي... لا أعلم شعورك ناحيتي ولا أي شيء و أعلم أنك لن تبادلني الحديث على الأقل الآن لكن وددت حقا أن أعبر لك على معزتك عندي وأود أن أقول لك يجب أن تقاومي وتشفي بسرعة ولا تتركي حنين وملاك يصارعون هذه الحياة لوحدهم فهما بأنس الحاجة الى عطفك وحنانك. نزلت دموع نهلة لسماعها كلام مراد و هو بالآخر لمعت عيناه بالدموع ثم ترك يدها و مسح دموعه وخرج من الغرفة حيث وجد حنين في غرفة الجلوس فشكرها على استقباله وودعها . لمحت حنين نظرات الحزن في عينيه وبمجرد خروجه اتجهت الى غرفة نهلة ورأت عينيها مغرورقتان بالدموع فتساءلت في نفسها عن الحديث الذي دار بينهما.
****
وصل حسام الى مكتب محمود ودلف ثم قال لمحمود في توتر وبسرعة: ماذا حدث يا سيد محمود و كيف عادت
محمود بحيرة: لا أعلم. كل ما أعرفه أن تلك الحقيرة هنا منذ يومين و المشكلة أننا لا نعلم لم تخطط له
حسام: يجب أن نجدها بسرعة قبل أن تظهر لمراد و تحكي له الحقيقة التي خبأناها لسنين
محمود : معك حق يا حسام سأكلف من يبحث عنها وابحث عنها أنا كذبك بدورك وحاول أن تجدها قبل أن تسبب لنا مشكلة
حسام: حسنا
غادر حسام مكتب محمود وهو يفكر في سبب عودة نرمين التي دفنت في الماضي وكله خوف مما سيقع إذا كشفت الحقيقة وردة فعل مراد إذا علم بما أخفاه عنه لسنين. ومن جهة أخرى تهديدات هشام التي لا تنتهي. كل هذا جعل حسام تائها لا يعرف ماذا سيخبؤه له المستقبل وماذا سيحدث إن انكشفت الحقيقة
*******
رجعت ملاك الى المنزل ودلفت الى غرفتها من دون أن تحدث حنين. تبعتها حنين وفتحت الباب ثم جلست بجانب ملاك واعتذرت منها عما قالته لها في الهاتف ثم أخبرتها أن تعتني بأمهما ريثما تعود حنين من رحلة العمل مع مراد.
في الصباح جهزت حنين حقيبتها وودعت ملاك ونهلة وأوصتهم أن يعتنو بأنفسهن في مدة غيابها ثم أخذت سيارة أجرة وتوجهت الى المطار حيث ستلتقي بمراد.
ستلتقي بمراد
*****
استيقظت فاتن في الصباح و اتصلت برامز لتعلم إن أوردها بالأخبار عن ملاك.
فاتن: مرحبا رامز. ما الجديد في المهمة التي كلفتك بها
رامز: لقد حضرت لك نلفا بكامل تفاصيل حياة ملاك و عائلتها.
فاتن بمكر: جيد. سألتقي بك بعد ساعة في المقهى المعتاد وأحضر لي الملف وبدوري لن أنسى مكافئتك.
استعدت فاتن ونزلت من غرفتها فالتقت بمراد مغادرا الى المطار فودعته ببرود ثم غادرت وتبعها مراد.
وصل مراد للى المطار ووجد حنين تنتظره فألقى عليها التحية ثم استقلا الطائرة الى وجهتهما.
وصلت فاتن الى المقهى عند رامز ثم قالت له بلهفة: أخبرنيظ ما قصة تلك الفتاة.
رامز بهدوء: استنشقي الهواء وتنفسي بعمق فما بهذا الملف أكيد سيذهب لك عقلك
فاتن بمكر: إذن أظن أنك حضرت لي وجبة دسمة. حسنا أخبرني.
رامز : اسمها ملاك حنفي. عمرها 18 سنة وتدرس في السنة الأخيرة ثانوية عامة. لها أخت وحيدة اسمها حنين و هذه صورتها
فاتن بصدمة: أأنت متأكد أنها أختها
رامز: أجل. و قبل مددة تعرض والديها لحادث سير خطير لم يعرف أحد سببه الى حد الآن و حتى أن الشرطة لم تتدخل وهو الشيء الغريب في هذه القضية وعلى الأرجح أن من تسبب بالحادث ذا نفوذ و طمس الملف و بناتهما لم تتحريا الأمر لأن المشاكل إنهالت عليهم من كل جهة. إثر هذا الحادث توفي الأب في حين أن الأم أصيبت بشلل.و أمها هذه ذات ماض سيء فهي لا تملك أي عائلة أي أنها تعتبر بنت شارع و لا أحد يعرف ماكانت تفعله بالماضي لتكسب قوت يومها حتى أن بنتها الكبرى أي حنين لم تولد ضمن إطار الزواج بل ازدادت قبل أن يتزوج أبويها الشيء الذي يدعو للريبة فيما إذا كانت هي أخت شقيقة لملاك أو لا. لملاك عم وحيد و هم في علاقة متوترة فقد رفض منذ البدء زواج أخيه بنهلة لأنها ليست من المستوى لكن أب ملاك عاندهم وقطع جميع علاقاته مع عائلته و قطن في منزل الذي يعود بالأساس لأخيه و الآن بعد وفاة الأب هذا العم الذي يدعى أحمد يهددهم للخروج من منزله وطردهم خارجا. وإن كنت ستدفعي أكثر سأخبرك بمعلومات لن تتوقعيها.
فاتن: كم تطلب سأدفع لك قدر ما تشاء
رامز بمكر: حسنا أود مليون دولار
فاتن بصدمة: ماذا من أين لي بهذا المبلغ يا رامز
رامز: حسنا كما ترغبين إذن لن أخبرك و سأبيع هذه المعلومات لشخص آخر
فاتن : ماذا تقصد
رامزبمكر: إن ما أردت إخبارك به يمس  أخوك مراد و ابن عمك هشام
فاتن: قد أفهم أنك ستبيعني معلومات عن مراد لكن عن هشام لا أصدق فهو صديقك على ما أعلم
ضحك رامز بشر ثم قال: تؤ تؤ تؤ. غلط يا فاتن فأنا لست صديق أحد. أنا صديق مصالحي وقد أبيع أي أحد مقابل المال كما تعلمين ففي هذا المجال لا وجود لعلاقات وأنا صديق من يدفع أكثر. وإن كنت ستدفعين أكثر سأبيعك هشام. ماذا قلت
فاتن: لقد أخفتني. حسنا سأدفع لك فقط أمهلني أياما ريثما أجمع لك المبلغ
رامز: لا أستطيع أن أضمن لك هذا. إذا وجدت من يدفع بسرعة سأبيع كلما أسرعت سيكون ذلك في صالحك. حسنا. ثم وقف رامز مغادرا و أوقفته فاتن وقالت له: 3 أيام فقط و سأدفع لك. لا تبع لأي واحد.
ابتسم رامز ابتسامة جانبيى ثم غادر.
و اتصلت فاتن بشخص ما ثم قالت له: يجب أن تبحث لي عن عنوان شخص يدعى أحمد حنفي وأود العنوان بعد خمس دقائق أن يكون عندي.
ثم أغلقت الهاتف وبعد مدة قصيرة وصلتها رسالة بها عنوان أحمد فأهذت حقيبتها وغادرت المقهى ثم قالت في نفسها: هذا أول شيء سأحرمك منه يا ملاك وانتظري المزيد.
******
لم يعرف حسام ماذا يفعل فااتصل بهشام وأراد رؤيته فالتقيا في مكانهم المعهود. ظل حسام صامتا لفترة فقال له هشام بسخرية: أأحضرتني لنجلس معا وينظر بعضنا للآخر أو ماذا. قل لي ماذا تريد
. قل لي ماذا تريد
نطق حسام بصعوبة: أعلم أن لديك الكثير من النفوذ يا هشام وأود منك أن تساعدني للبحث عن شخص
ضحك هشام ثم قال: ولم أتيت لي. كنت تذهب عند صديقك المقرب. آه نسيت لا تريد أن تطلب المساعدة لأنك خنته اليس كذلك
كظم حسام غيظه بصعوبة ثم رد: أستساعدني أم لا.
هشام بمكر: وما المقابل
حسام بعد تفكير: حسنا اطلب ما شئت
ابتسم هشام ابتسامة جانبية وقال له: حسنا أنا موافق. فيما تريد أن أساعدك ومن هذا الشخص
حسام: أريدك أن تحضر لي عنوان فتاة تدعى زهرة أحمد
هشام باستغراب: زهرة أحمد
حسام: نعم
هشام: حسنا أمهلني ساعة أجري اتصالاتي والعنوان سيكون لديك
حسام بارتياح: شكرا لك
هشام: لا داعي للشكر فهو تبادل مصالح كما تعلم .
******
وصلت حنين ومراد الى الفندق و حجزا غرفا متجاورة . فدلف الى غرفهما وارتاحا قليلا ثم أخذت حنين الهاتف واتصلت بملاك لتطمإن عليهم. بعد ذلك طرق مراد باب غرفة حنين وقال لها من خلف الباب: حنين هل نمت
نهضت حنين وفتحت الباب ثم  نظرت الى مراد وقالت: لا لم أنم بعد
تبادلا نظرات مطولة ثم قال مراد: حسنا إذن هيا لنتغذى فقد حجزت في مطعم الفندق.
حنين : حسنا. أنا قادمة
غادر مراد ونزل الى المطعم في حين أن حنين أغلقت الباب و وضعت يدها على قلبها الذي كان يدق بشدة ثم قالت لنفسها: لا تدق هكذا.لا تدق فأنا أكيد أني لا أحبه. فقط تنفسي بعمق يا حنين. ف استنشقت الهواء بعمق ثم غيرت ملابسها واتجهت الى المطعم.
كان مراد يتأمل بعمق إسوارة في يده وبمجرد قدوم حنين  أخفاها بسرعة في جيبه. جلست حنين مقابلة لمراد لكنها تحاشت النظر الى وجهه لأن نظراته لها توترها كثيرا. لحظ مراد ذلك فقال لها: ما بك منذ أيام يا حنين. لم تتحاشين النظر الى وجهي.
حنين وهي تنظر الى صحن طعامها : لا أنا لا أتحاشى فأنا أتصرف عادي. 
مراد:لا فأنت الآن تتحدثين ولم تنظري الي ألهذه الدرجة أنا سيء المظهر
حنين وقد استدركت الأمر ونظرت الى مراد لكن بدون تركيز فيه: لا ليس الأمر كذلك فأنا آكل فقط ولا أستطيع أن أنظر لك وأنا أتناول طعامي .
مراد: لا لقد تغيرت. في الماضي صحيح كنت لا تطيقينني على حد علمي لكن كنت تنظرسن الي بتحد وتتصرفين بطريقة شرسة أما الآن فكأنك تتجاهلينني أو ما شابه بالرغم من أنك لم تعودي شرسة كالسابق وتصرفك هذا يقتلني بجد يم حنين. فأنت تتحدثين ببرود و هذا يغضبني حقا.
قالت حنين في نفسها: لو كنت تعلم بم أحس الآن لما قلت هذا لكني لا أستطيع يجب أن أتحكم بمشاعري فأنا من سيتأذى بالأخير لأني فقط أذكرك بحبيبتك السابقة.
رأى مراد حنين شاردة فقال لها: مابك شردت يا حنين.
حنين وقد استدركت: لا شيء. أنا شبعت سأذهب الى غرفتي لأستريح قليلا و أحضر نفسي للإجتماع ثم غادرت حنين و ضغط مراد بشدة على الملعقة التي كانت بيده.
*****
عثر هشام على العنوان وأرسله الى حسام فذهب مسرعا اليه. طرق حسام عدة طرقات لكنه لم يجبه أحد فتوجه الى البيت المجاور وطرق الباب فخرجت عنده مالكة البيت وقال لها: السلام عليكم يا خالة هلا سألتك عن هذا البيت المجاور لكم من يقطن به
السيدة: وعليكم السلام. هذا البيت كان فارغا منذ زمن لكن أول أمس انتقلت له فتاة شابة لم تتحدث مع أحد ولا أحد يعلم عنها أي شيء
حسام: حسنا ولكن ألا تعلمين إن كانت بالمنزل أو لا
السيدة: عندما كنت أرمي القمامة بالصباح رأيتها مغادرة وكانت تحمل معها حقيبة سفر صغيرة
حسام: حسنا. أشكرك يا خالة.

نار الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن