الفصل 16

304 4 0
                                    

نار الحب16
كان مراد جالسا يرتشف قهوته الصباحية ويقلب صفحات الجريدة لكن عقله لا يستوعب أي شيء فهو لايزال يفكر في ما حدث بالأمس. نزلت فاتن من غرفتها لتناول الفطور فجلست مقابلة لمراد إذ أرادت أن تحدثه فيما حدث أمس فهي لم تفهم أي شيء ولم تعرف من تلك الفتاة وماعلاقتها بمراد وهشام وفي نفس الوقت ما حدث مع تلك النادلة وتصرفهما معها.
فاتن: صباح الخير مراد
مراد ونظره موجه للجريدة ويتحدث ببرود: صباح الخير
فاتن : لم هذه الرنة في صوتك إنها ليست كالمعتاد
مراد:أنسيت ما فعلته أمس أم أذكرك. لقد خجلت مكانك يا فاتن. لم عاملتها بتلك الطريقة
فاتن بلا مبالاة: عاملتها كما تستحق ياأخي. لا حاجة لي لأبرر لك أي شيء وأنا لست نادمة عما فعلته.
لم يعجب كلام فاتن مراد فرمى الجريدة على المائدة وقام مغادرا إلا أن صوت فاتن أوقفه حيث قالت: أنت تحدثني هكذا وكأنك ملاك. مالذي فعلته لتلك الفتاة حتى تصرفت معك كذلك. لقد كنت ضعيفا جدا أمامها. دهشت لما رأيتك في ذلك المنظر وأنت تتصنع القوة هنا أمامي
مراد بغيظ: فاتن الزمي حدك واحترمي نفسك فأنت لا دخل لك بشؤوني. ثم غادر مراد وهو متعصب من فاتن ثم توجه الى شركته.
*****
وصلت حنين الى مكان المقابلة و دخلت فطلب منها الإنتظار ريثما يصل دورها. كانت تشعر بالخوف الشديد وتدعو الله أن يوفقها للقبول في هذه الوظيفة فهي في أمس الحاجة لها. وصل دور حنين فدخلت و وجدت مسؤول الموظفين المكلف بتقييمها والذي طرح عليها مجموعة من الأسئلة وقد أعجب كثيرا بسيرتها الشخصية و بطريقة إجابتها.
انتهت حنين من المقابلة فطلب منها المسؤول أن تنتظر في الخارج ريثما ينتهي الباقون فيعلن على من حالفه الحظ.
توجهت حنين وجلست في إحدى مقاعد الإستقبال وتكثر من الدعاء. بعد مدة شعرت حنين بالضيق فقررت أن تخرج للخارج لتستنشق بعض الهواء النقي.
عندما كانت خارجة اصطدمت بشخص كان قادما على عجل فتأسفت من دون أن ترى وجه من اصطدمت به ثم رفعت وجهها وصدمت أنه نفسه مراد فقالت : أنت ثانية
لم يجبها مراد وأمسك بها من يدها ثم ذهب بها الى الخارج وقال لها بعصبية: لم تظهرين لي في كل مرة. لقد سئمت من تأنيب الضمير ذاك وأنت أبيت أن تفهمي أنني لم أكن أنوي سوءا بأختك أو ما شابه كل ما في الأمر أنك أنت توقظين لدي ذكريات أليمة من الماضي. أنت تجعليني أتذكر جروحا اعتقدت أني نسيتها. أنا في أوقات عديدة لا أراك أنك... ثم توقف مراد وصمت قليلا فأردف: يجب أن تعرفي أنني لو كنت عاقلا يومها لما فكرت حتى أن أمس أختك بالسوء فأنا أيضا لدي أهت ولا أود أن يصيبها مكروه افهميني أرجوك وكفاك إيلاما لي.
صدمت حنين لما قاله مراد ولم تعرف بم تجيبه حتى لم تستوعب ما قاله ثم قالت : أنت لقد فعلت شيئا لا يمكن أن تبرره بكلامك هذا
مراد : أنت لا تعلمين أي شيء و أنت تظلميني بكلامك هذا و ستندمين عما تعرفين الحقيقة أؤكد لك. ثم ذهب مراد وترك حنين غير مستوعبة لكل ما يحدث ولم تعرف لم لم تستطع أن تجيبه ولم كان قلبها يخفق بشدة عندما كان ممسكا يدها تماما كما حدث لها عندما صدمها أول مرة بالسيارة. كانت حنين سارحة الى أن سمعت شخصا ينادي على اسمها في الداخل فدخلت.
موظف: حنين. أين هي حنين
حنين وقددخلت: نعم أنا هنا
موظف: تفضلي المسؤول يريدك
توجهت حنين الى مكتب مسؤول الموطفين فهنأها أنها قبلت وتم تعيينها كموظفة بدوام جزئي. فرحت حنين لسماع الخبر وكادت تطير من الفرحة الى أن دخل مراد بعصبية وقال لمسؤول الموظفين بعصبية: أين هي السكرتيرة. ألم توظفو أي شخص بعد. منذ متى وأنا أقول لكم أن توظفو شخصا. أيلزمني أن أفعل كل شيء بنفسي لا تنفعون لأي شيء. صدمت حنين لما رأت مراد أما هو فلم ينتبه لوجودها أصلا. نهض المسؤول من على كرسيه وقال بخوف: آسف على التأخير يا سيد مراد. لكن لقد وظفت هذه الفتاة الآن.
انتبه مراد لحنين و صدم لمعرفة أنها الموظفة الجديدة وكاد يتحدث لكن حنين سبقته وقالت للمسؤول وهي تحمل محفظتها: آسفة ياسيدي لكن سأنسحب من هذه الوظيفة لم أعد أريدها.
المسؤول بحيرة: لم يا آنسة حنين. ماذا حدث
حنين: لي أسبابي يا سيد فقط استبدلني بأي شخص آخر
المسؤول: لكن يا آنسة...
ثم قاطعه مراد: اتركها تذهب فهناك الملايين غيرها يودون هذه الوظيفة.
أحست حنين بغيظ شديد من جواب مراد. فخرجت بعصبية و ضربت الباب بقسوة. في حين أن مراد قال للمسؤول: انتظر أسبوع إن لم تعد نادي على شخص آخر.
المسؤول: حسنا ياسيدي
*****
خرجت حنين و كلها عصبية واغتياظ وفي نفس الوقت حزن فهي كانت في أمس الحاجة الى تلك الوظيفة وكانت جد ملائمة لها. وبينما كانت تسير أوقفها عمها في الطريق وقال لها: متى تزوجت أختك يا هذه
حنين بذهول: ماذا تقصد يا عمي. أي أخت وأي زواج
أحمد:وكم من أخت لك. بالتأكيد أتحدث عن ملاك. متى تزوجت ومابال زوجها ذاك.
لم تفهم حنين ماذا قصد أحمد وظلت صامتة لم تفهم شيئ فأردف عمها: على كل أنا لا اهتم بكم لكن عندما رأيتك وددت أن أخبرك أنه لم يظل سوى أيام قليلة على موعد خروجكم من المنزل. ثن أكمل احمد طريقه وترك حنين في حيرة من أمرها وقالت لنفسها : ماذا يقصد ومابال ملاك...
يتبع..

نار الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن