الفصل 13

319 7 0
                                    

نار الحب 13
ظلت حنين صامتة لم تنطق بولا كلمة لكنها كلها حيرة عن ماذا يريد هشام ولم طلب منها الحديث خارجا في مطعم. أما هشام فكان يقود سيارته و يفكر بالطريقة المناسبة التي سيفتح الموضوع معها و عن ردة فعلها بعد أن تعرف.
تاه هشام في أفكاره وفقد تركيزه ولم يحس حتى ضرب بسيارته السيارة التي أمامه.
****
استعدت فاتن وتأنقت ولبست أجمل وأحلى ما لديها من ثياب ولم تنس عطرها الأنثوي الذي يزيدها جاذبية ثم توجهت الى السيارة حيث كان ينتظرها مراد.
مراد : وأخيرا الآنسة فاتن أطلت. إعتقدت لوهلة أنك غيرت رأيك ولم تعودي تريدين الذهاب.
فاتن بغيظ: كفى ثرثرة يا مراد وهيا بنا لا يجب أن نترك حسام ينتظر.
مراد: الآن أصبحت ثرثارا يا فاتن. لم أعد أفضل أخ في العالم.
اكتفت فاتن بإغاظة مراد بحركة بفمها ثم صعدت المقعد الأمامي. علت ابتسامة صغيرة وجه مراد لتصرف أخته ثم حرك مقود السيارة واتجها الى مطعم.
كان تفكير مراد مشغولا بحنين وهو يحس بالذنب وبالأسف لأجلها وتذكر حديثهما في المقهى و امتعة التي أحس بها آنذاك حتى أنه لم يشعر بمرور الوقت معها. ظل مراد سارحا حتى سمع صوت اصطدام سيارته بشيء ما. فأوقفها وخرج ليرى ما حدث.
******
وصلت ملاك الى المطعم إذ حان موعد تجريبها. تنفست بعمق قبل الدخول ثم قالت في نفسها بعزم: ستفعليها يا ملاك. لن يجدو أفضل منك فأنت رائعة. أجل سأفعلها وسأكون عونا لعائلتي .
ولجت ملاك المطعم و كلفها المسؤول عن الموظفين بأن تبدأ في تلقي و أخذ طلبيات الزبائن ثم أخبرها بأنه الأمر سيكون سهلا عليها بما أن لها خبرة في هذا المجال. شعرت ملاك بقليل من الإحراج آنذاك فهي اضطرت الى الكذب بشأن خبرتها من أجل القبول في العمل.
بدأت العمل و تطبيق ما شاهدته في التلفاز عن خدمة الزبائن. كانت كل الأمور تسير بخير في الأول عندما كان المطعم فارغا ولكن بدأت المهمة تصعب شيئا فشيئا بازدياد عدد الزبائن ومن كثرة توترها لم تنتبه لقدم زبونة وكادت أن تسقط أرضا لكنها حاولت الثبات باستنادها على المائدة الموجودة جانبها الشيء الذي أدى الى انسكاب كأس الماء الذي كان فوقها على ثياب زبونة المطعم.
الزبونة وهي تصرخ: ماذا فعلت أنت؟ ألا تنظرين أمامك
ملاك بخجل: آسفة يا سيدة لم أقصد
الزبونة وصراخها يعلو : كيف لم تقصدين أأنت عمياء أم ماذا من شغل فتاة مثلك هنا
سمع مسؤول الموظفين الصراخ فتوجه الى مكان الصوت ليستعلم
المسؤول: ما ذا يجري هنا. ماذا فعلت للآنسة يا ملاك
ملاك: أنا لم أفعل أي شيء يا سيدي فقط كنت أحاول ان...
قاطعتها الزبونة : كيف لم تفعلي أي شيء لقد أوسخت ملابسي . أنا متأكدة أنك حتى لو اشتغلت هنا لعمرك لن تجمعي ثمنها
ملاك : لقد سكب عليها الماء فقط. و ستجف بعد قليل
المسؤول: على كل نحن آسفون يا آنسة فاتن فأنت زبونتنا الوفية وأنت تعلمين أن مثل هذه الأشياء لا تحدث في مطعمنا.
فاتن : لكنها حدثت الآن وللتكفير عن ذنبكم يجب على هذه النادلة أن تركع وتعتذر لي
ملاك بعزة نفس وهي تتذكر كلام حنين: قد أعتذر ولكن لن أركع لك ياآنسة فهذه إهانة لي وأنا أركع فقط لله عز وجل
اغتاظت فاتن لما قالته ملاك و أجابت وهي تسخر: ومن قال أني أهينك. فأنت مهانة أصلا وحالتك هذه وثيابك الرثة هذه هي أكبر دليل.
لم ترض ملاك لما سمعته من فاتن وقالت بحدة: أخلاقي لا تسمح لي أن أنزل لمستواك يا سيدة وأنا أصلا لا يهمني رأيك فيي أو في ملابسي فأنا لا أهتم بآراء المخمليين المدللين
*****
وصل حسام المطعم ورأى فاتن واقفة مع نادلة و سيد فتوجه اليها ووقف خلف النادلة وسمع آخر ماقالته فقال حسام  : ما الأمر يا آنسة . احترمي نفسك. كيف سمحتي لنفسك أن تعاملي الآنسة فاتن هكذا يبدو أن والديك لم يحسنوا تربيتك ياهذه.
ابتسمت فاتن لما قاله حسام أما ملاك فقد مسكت أعصابها بصعوبة ثم قالت له من غير أن تلف: وماشأنك أنت يا سيد. الزم حدودك ولا تذكر والدي على لسانك.
استغرب حسام لتصرف النادلة وأراد أن يحادثها في وجهها فأمسك بدراعها ودفعا لتلف وصدم الإثنان لما رأو بعضيهما فقال حسام في ذهول: أنت
استغربت ملاك أيضا فلزمت الصمت  وأفلتت يده التي ما تزال ممسكة بها. لم يعرف حسام ماذا يقول وظل فقط ينظر لها. استغربت فاتن لما حدث فقالت للمسؤول: اطرد هذه الفتاة الآن فمستواها لا يليق
هز المسؤول رأسه بالإيجاب ثم تدخل حسام وقال: لحظة يا سيد مالذي وقع بالضبط بين الآنستين . أنا متأكد أن هناك سوء فهم.
فاتن بعصبية : ما من سوء فهم يا حسام يجب أن تطرد هذه النادلة وكفى
حسام: اهدإي يا فاتن فالأمور لا تحل بالعصبية وقولي لي اولا أين مراد ولم انت وحدك
فاتن: مراد صدم قطة في طريقنا و صاحبها خلق مشكلة فأخذت أنا سيارة أجرة الى هنا لكي لا نجعلك تنتظر ريثما يلحق بنا. على كل هذا ليس موضوعنا فأنا لا أود أن تبقى هذه هنا وإلا لن يأتي أحد الى هذا المطعم
حسام : لا تفعلي هذا يا فاتن فالآنسة أعرفها وهي تعيش ظروفا صعبة وفي وضعية...
قاطعت ملاك حسام وقالت بقوة: لا أحتاج الى شفقتك يا سيد حسام. لم أتوقع أن تكون هكذا كنت أحترمك جدا لكن لقد سقطت من عيني الآن
حسام....
يتبع

نار الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن