نار الحب

32

نار الحب 32
تبع مراد حنين الى غرفتها وفي طريقه اصطدم بامرأة شابة كانت تسير مقابلة له لكنه لم ينتبه لها واعتذر بشدة من دون أن ينظر لها. في حين أن السيدة ابتسمت وقالت لنفسها: أخيرا وجدتك يا مراد ولن أتخلى عنك أبدا.
وصل مراد الى غرفة حنين وطرق الباب بشدة لكن لم يجد أي إجابة من حنين فاستغرب للأمر واتصل بهاتفها فسمعه يرن في الداخل فعاد وطرق الباب لكن لم يلق أي إجابة ثانية ثم ذهب واستعلم لدى الإستقبالات فاتصلت الموظفة بهاتف الغرفة الثابت لكن لم تكن هناك أية إجابة فكلب مراد من الموظفة مفتاح الغرفة للتأكد من أن حنين بخير.
وافقت الموظفة ورافقت مراد الى غرفة حنين و فتحت الباب ثم دلفوا الى الداخل لكن لم يكن هناك أي أثر لحنين مما أقلق مراد كثيرا. اتجه مراد الى خارج الفندق وسأل الحراس إن كانو قد رأوها فنفو الأمر فقال مراد في نفسه بقلق: أين أنت يا حنين..أين أنت.. وكيف اختفيت هكذا.
كاد مراد يتجه للبحث عن حنين في الخارج فسمع  صوتا رقيقا ينادي عليه من الخلف: مراد.
استدار مراد بسرعة والبسمة تعلو شفتيه ظنا منه أنها حنين لكن عندما رآها وجدها فتاة تشبه حنين لكنها تضع نظارات شمسية وطريقة لبسها لا تشبه حنين بتاتا.
خلعت الفتاة النظارات وابتسمت فقالت له: أنسيتني يا مراد.. هذه أنا نرمين ألم تتذكرني
اندهش مراد لما سمعه وظل صامتا لم ينطق بولا كلمة وأحس بالدنيا تدور عليه ثم استدرك الأمر وقال بصوت متقطع: هذا..مستحيل.. أكيد أنني.. أحلم.. أو إنه كابوس...لا يمكن فنرمين ماتت منذ زمن.. ماتت
اقتربت نرمين من مراد ومسكت يده بلكف ثم قالت له بحنو:لا أنا لم أمت وهذه أنا نرمين. وسأشرح لك كل شيء.
ظل مراد صامتا مذهولا مما يسمعه ولم يحس حتى عانقته نرمين وقالت له: لقد اشتقت لك يا مراد وأنا هنا ولن أتخلى عنك أبدا.
ظل مراد جامدا للحظة ثم دفع نرمين بقوة وقال لها: ماذا تفعلين..كيف أصدق أنك نرمين فعلا وحتى إن كنت أنت فعلا نرمين بأي وجه أتيت لي بعد فعلتك تلك.
صمتت نرمين قليلا ثم نظرت الى عيني مراد وقالت بنبرة صدق: أنا أستطيع أن أثبت لك أني نرمين وسأسرد لك كل ذكرياتنا إن أردت و خاصة ذكرياتنا في هذا الفندق عندما أتينا الى هنا واستمتعنا كثيرا. وأنا أقسم لك أني ليس لي ذنب في كل ماحدث فأنا كنت أحبك ولا زلت أخبك ولم أهدعك أبدا فكل ذلك كان بسبب أبوك و ذلك الذي الحسام الذي تحسبه صديقك.
رد مراد بقسوة بعدما صدق أنها فعلا نرمين: لا تذكري أبي وأخي حسام على لسانك فلا ذنب لهما و لا تنسي أني رأيت وسمعت كل شيء
ردت نرمين وعينيها مغرورقتان بالدموع: لا ذلك كله كان كذب وأنا أستطيع أن اثبت لك صحة كلامي فقط اعطني فرصة واسمعني.
مراد بتمرد: لا أود سماع أي شيء ثم إنك ميتة حقا بالنسبة لي و لا يهمني ماستقولينه وأي كذبة ستخترعين لتغطي عن أخطائك.
ذرفت نرمين دموعا حارة وقالت له بصوت مخنوق: لقد آلمتني يا مراد وأنا من أتيت لك مسرعة لأعود اليك وأشرح لك كل ما حدث بالماضي وأنت قتلتني الآن. لم أحس أبدا بألم يخترق قلبي كما فعلت الآن. أنت لا تعرف أي شيء.. لا تعرف أي شيء . لقد دمرتني يا مراد.. دمرتني
مراد بانفعال: وأنت ألم تسألي نفسك بم شعرت أنا آنذاك.. أنت لقد قتلتني منذ زمن ودمرتني كثيرا. كيف لك أن تتهميني الآن وأن تأتي بعد سنين وتقولي هذا فأنا الى حد الآن حرقتك ما تزال بقلبي وتألمني كل يوم والآن أتيت بكل جرأة وتقولين لي أنك حية . كيف تجرإين.. فقط قولي لي كيف تجرإين.
بكت نرمين بحرقة وقالت وهي تصرخ: لا تتهكني هكذا من دون أن تفهم.. فأنا تخليت عنك لأنقذ حياة أمي. تخليت عن حب حياتي لأربح رضا أمي ورضا ربي. وتأتي الآن من دون أن تفهم أي شيء وتزرع خنجرا مسموما بقلبي.. أنت لم تفهم أي شيء.
صمت مراد ونظر الى نرمين ثم قال لها: ماذا تقصدين.
ردت نرمين: لو تركتني أشرح لك كنت ستفهم كل شيء وتعذرني.
مراد: حسنا سأسمعك هيا لنجلس خارجا واحك لي مالديك.
نرمين: شكرا لك وأنا متأكدة أنك ستعذرني.
ذهب مراد ونرمين وجلسا وجها لوجه في حديقة ثم قال تحدث مراد بعد أن استنشق الهواء بعمق: حسنا أنا أسمعك قولي ما لديك.
تحدثت نرمين وهي تنظر الى الطاولة وعيناها مغرورقتان بالدموع: حسنا. القصة بدأت منذ أن قلت لي أنك تحدثت مع والدك بشأن زواجنا. في ليلة ذلك اليوم لازلت أذكر كان الجو ممطرا وكنت سعيدة بشدة لأني سأصبح زوجتك عما قريب وبعد أن اتصلت بي ليلتها سمعت صوت طرق للباب ففتحت الباب ووجدت السيد محمود واقفا بالباب رحبت به بحرارة فدخل الى المنزل وتجول به باسحقار ثم جلس و قال لي: كم ثمنك يا بنتي لتبتعدي عن مراد فكما تعلمين أنت لا تلائمينه. كيف فكرت في يوم من الأيام أني سأزوجك ابني
تعجبت حينها لم قاله وقلت له ببراءة: أنا لم أفهمك يا سيدي. ماذا تقصد..الم يخبرك مراد بشأن زواجنا.
حينها ضحك محمود بسخرية وقال لي بسخرية: من تظنين نفسك لتتزوجي بابني مراد الشاوي. فأنا فقط سايرت ابني لكن لا تحلمي أن تتزوجي بابني ويخرجك من حال البؤس هذه التي تعيشين فيها. ثم أهذ شيكا من جيبه وقال لي أن أطلب المبلغ الذي أريد لأبتعد عنك. حينها أنا رفضت بشدة و طردته بقسوة من منزلي وكنت أنوي أن أخبرك بكل ما فعله بي والدك في للصباح. و إن تذكرت الأمر فقد طلبت رؤيتك بالصباح وكنت أنوي الحديث معك بشأن ما قاله لي والدك لكن عندما وددت أن أفاتحك بالموضوع وردني اتصال بأن أمي أخذت الى المشفى بعد أن سقطت في إحدى البيوت التي كانت تعنل فيها كخادمة. خينها ذهبت بسرعة الى المشفى التي أخذت له وكان هو مشفى الشاوي الخاص الذي تملكونه.حينها صدمت بأن أمي كانت تعاني من سرطان وقد أهفت الموضوع عني لمدة طويلة ذلك أنه لم يكن لها المال لتتداوى به فأخفت الأمر عني.
توقفت نرمين عن السرد وبكت بشدة فمدها مراد بمنديل لتمسح دموعها ثم أتممت نرمين السرد بصوت مخنوق: حينها لم أكن أعلم ماذا سأفعل ودارت بي الدنيا ولم أعرف بم صعقت. توجهت للدكتور وأخبرني الدكتور حسام الذي كان متكفلا بحالة أمي أن السرطان وصل لمراحل متقدمة وتلزم عملية جراحية خطيرة وثمنها باهض وهي الحل الوحيد لتشفى أمي. لم أكن أعرف ماذا سأفعل فلم أفكر ولو لوهلة واحدة واتصلت بأبيك ووافقت أن أبتعد عنك بشرط أن يغطي تكاليف عملية أمي. فرح حينها كثيرا والدك وفعلا أمدني بالمال لكنه لم يود فقط أن أبتعد عنك بل أراد أن يفسد صورتي لديك فأجبرني أن أتصرف كما رأيت تلك الليلة وأنا وافقت وقلبي كان يعتصر ألما لكن لم أشأ أن أضحي بوالدتي وبعدها أرغمني على أن أفعل وكأني توفيت بحادث وأغير هويتي و أمضيت على وثيقة تغير هويتي فمنذ ذلك اليوم تحولت الى زهرة. حينها قتلت هوية نرمين لكن من أجل حياة أمي..ا قدمت المال للمشفى وقام حسام بالعملية.. لكن تلك العملية لم تنجح والسبب أن الدكتور حسام قام بخطأ طبي وكانت التكلفة هي حياة والدتي التي دخلت الى العملية ولم تعد. توقفت نرمين وبدأت تعتصر ألما وتبكي بحرقة فقال لها مراد الذي ظل مصدوما مما سمع: هذا يكفي يا نرمين توقفي وارأفي بحالك. شهقت نرمين ثم قالت: لا سأتابع.. عندما عرفت أن السبب في وفاة أمي كان حسام أردت أن أقاضيه لكنه اتفق مع محمود و هدداني بشدة و أرغماني على مغادرة البل كما تنص الوثيقة التي وقعتها. كنت لا حول لي ولا قوة فلم أستطع الا أن أفعل كما أمرا وعلى كل لم يكن ليهمني أي شيء فأمي الوحيدة التي كانت لي ي الوحيدة التي كانت لي في الدنيا توفيت وأنت حينها كنت غادرت البلاد ولم أعلم الى أين ذهبت. فقبلت وكل فترة كان والدك يرسل لي مبلغا من المال لأدبر أنري بالخارج. أفهمت الآن قصتي.
صمت مراد لم يعرف بم يجب ولم يعرف كيف يتصرف بعدما سمعه ف اندهش كثيرا وقال : كيف حدث لك كل هذا بم لم تخبريني. لم لم تتصلي بي وتحدثيني عن كل هذا . كيفىسمحت لهم أن يفعلو بنا هذا.
أجابت نرمين بانكسار: أنا لن أستطيع أن أجابه والدك ولا قوة لي له فقد قبلت أن أتخلى عنك لأنقذ أمي... لكني خسرتك وخسرتها وخسرت نفسي أيضا.
تألم مراد بشدة لما سمعه وقام وتوجه الى نرمين وأمسك يدها ثم قال لها: انهضي يا نرمين. انهضي
نظرت نرمين الى مراد وقالت : الى أين يامراد.
قال لها: فقط انهضي. ثم قال مراد في نفسه: أبي... حسام... كيف
*****
نار الحب 32 تتمة
كانت ملاك جالسة رفقة أمها تشاهدان التلفاز الى أن سمعت ملاك صوت طرق في الباب فنهضت لتفتح ووجدت فاتن عند الباب فتأففت ملاك و قالت لها بغيظ: ماذا تفعلين أنت هنا يا آنسة.
ضحكت فاتن بسخرية ثم قالت وهي تدلف الىالمنزل: ماهذا المنزل الوسخ الحقير الذي تعيشون به. أحسست أني ضيعت نقودي فقط هباء منثورا
ملاك وهي تتبع فاتن: من سمح لك بالدخول الى منزلي. غادري حالا
استدارت فاتن وقالت لملاك : إنه منزلي الآن وقد ابتعته من عمك و أنت من عليك المغادرة اليوم. أسمعت.
صدمت ملاك لما قالته فاتن وردت بساستغراب: ماذا تقصدين أنت. ما هذا الكلام السخيف الذي تتفوهين به
فاتن: كما سمعت و قد جلبت معي الشرطة إن لم تخرجو حالا ستطردون بالقوة أسمعت.
ملاك من غير تصديق: أكيد أنت تمزحين فهذا لا يمكن.
أخرجت فاتن الوثائق التي تثبت ملكية المنزل لها من حقيبتها ثم أرتهم لملاك وقالت: تفضلي انظري ان لم تصدقي. على كل أخرجو حالا. أفهمت .
أخذت ملاك الوثائق وبدأت تقلب فيهم بدون تصديق وتأكدت من صحة قول فاتن إذ أن عمها باعها المنزل فقالت لفاتن : لم تفعلين كل هذا. مالذي فعلته لك أنا. أبسبب ما حدث في المقهى تتصرفين معي هكذا أم ماذا. فقط قولي لي لم يا آنسة ..لم.
اقتربت فاتن من ملاك وقالت لها بتحد: لأنك أهذت ما ليس من حقك والذي هو من حقي أنا. أفهمت.. أصلا أنا لا يهمني منزلك هذا ولا تهمينني أنت أيضا فكل ما يهمني هو حسام أفهمت.
استغربت ملاك من كلام فاتن ثم نطقت : ماذا تقصدين ..وما علاقتي أنا بحسام وبك.
ضحكت فاتن بسخرية ثم قالت: ما علاقتك..أنت المشكلة التي تقف في طريقي بحسام وأنا جئت اليوم لأفك هذه المشكلة وأبعدك عن طريقي. سأعطيك هذا المنزل وبالمقابل ستبتعدين عن حسام.
صمتت ملاك لوهلة ثم ردت: أنا لا أفهم لم تفعلين كل هذا.
فاتن: أنت أخذت مني حسام الذي هو في الأصل ملكي. فأنا منذ زمن وأنا أحبه كثيرا وحتى أحسست أخيرا أنه بدأ يلين لي ظهرت فجأة ودمرت كل شيء. لا أعلم ما الجميل فيك لكنه أحبك و نظراته لك توحي بذلك.
ملاك: لا أفهمك. إن كان فعلا ما قلته حقيقي لم ترغبين في شخص لا يحبك فقط قولي لم.
نظرت فاتن الى ملاك بعمق ثم نظرت الى نهلة التي كانت في كرسيها تسمع لحديثهما. اتجهت فاتن الى كرسي نهلة و اقتربت منها ثم نظرت اليها بعمق واغرورقت عيناها بالدموع ثم قالت بانكسار: أنا لا أستطيع أن أتخلى عن حسام فهو من زرع فيي خب الحياة ثانية بعدما فقدت الرغبة بالعيش. أنا قبل سنوات قليلة كنت أجلس في نفس الكرسي كأمك تماما. كنت في نفس حالتها و حسام هو من ساعدني لأصح . هو من زرع حب للحياة والمقاومة بداخلي لأنهض من هذا الكرسي ثانية لذا لا أود أن أتخلى عنه. أتسمعين. لا أود..(قالت فاتن هذه الكلمات وقطرات دموع خانتها وتساقكت منها على يد نهلة)
اندهشت ملاك من كلام فاتن فاحست أن فاتن تخفي بقلبها جرحا عميقا. اقتربت ملاك منها وقللت لها بهدوء: ماذا تقصدين يا فاتن. ماذا حدث لك . أرجوك أخبريني يا فاتن و افرغي قلبك.
قبضت فاتن يديها بقوة ثم تذكرت ما حدث لها بالماضي و قالت بجرح: أنا بالماضي أحببت شابا بشدة و قد وعدني أنه سيتزوج مني. لكن في الليلة التي كان سيخطبني بها لم يأت. و انتظرته لكنه لم يأت.. ثم اكتشفت أنه فقط كان يخدعني و اتصدقين خدعني مع فتاة فقيرة لا تملك فلسا واحدا.. خدعني وفي يوم خطبتنا أرسل لي صورهما وصور عقد زواجهما وقال لي لقد أخذت ما كنت أرغب به منك. كتب في رسالته: أنا لم أحبك أبدا و اقتربت منك فقط من أجل مالك فكنت أعلم أن والدك لن يرض بشخص مثلي للزواج منك وكنت أعلم أنه سيطلب ثمني و أنا فعلت كل هذا واقتربت منك منتظرا تلك اللحظة وقد تأتى لي ما رغبت به و حصلت على مرادي البارحة أتمنى لك حياةسعيدةوأشكرك لأنه بفضلك سأعيش بهناء.
قرأت هذه الرسالةو تحطمت بشدة لك أكن أعرف بم أصبت.حينها أخذت سيارتي و قدت بسرعة كبيرة وتعرضت لحادث سيارة أدى الى إصابتي بالشلل. فقدت رغبتي في العيش و الحياة لكن حسام كام دائما بجانبي. كان يحثني على أن أستمر وأقاوم وان لا أحد يستحق ومنذ تلك اللحظة أحببت حسام و بتشجيعاته استطعت أن أتغلب على نفسي وأمشي ثانية. وها أنت الآن تحرمينني منه و تجعلينني وحيدة ثانية.
صدمت ملاك لما سمعته واندهشت بشدة فاقتربت ملاك من فاتن و وضعت يدها على كتف فاتن فاستدارت هذه الأخيرة وكانت عيناها مليئتان بالدموع فعانقتها ملاك بحرارة وقالت لها بحنان: أفهمك يا فاتن. أفهمك. لكن أتظنين أنك حقا تحبين حسام. أتحبينه فعلا أم أنك فقط معجبة به لما قام به معك فحسام تلك شخصيته وإن رأيت جميع من بالمشفى سترين أنه دائك التشجيع لهم ودائما يحثهم على الإستمرار. أنت فقط معجبة به يافاتن فإن كنت تحبينه فعلا لوددت الخير له وليس تملكه.
دفعت فاتن ملاك بقوة وقالت لها وهي تمسح دموعها: من تظنين نفسك لتحكمي على مشاعري التي أكنها لحسام. اهتمي بنفسك فقط و ابتعدي عن حسام و سأعطيك هذا المنزل وكادت تغادر الا أن ملاك قالت لها بهدوء: اتشتري حسام بالمال كما فعل بك والدك مسبقا. أتظنين إن أنا ابتعدت سيتزوجك حسام بل أتعتقدين أنك ستعيشين معه بسعادة وأنت لا تحبينه بل فقط تشعرين بالإمتنان ناحيته. أهذا ما تظنينه فعلا.
استدارت فاتن نحو ملاك وقالت لها وهي تبكي: أنت لا تعرفين أي شيء. وأنا متأكدة أني أستكيع شراء أي شيء. كن يدفع أكثر يحصل على ما يريد. هذه هي قاعدة الحياة ولا وجود لاستثناءات وتأكدت منها عندما خدعت قبلا وأنت أيضا ستقبلين عرضي لأن لا خيار أمامك وستأكدين هذه القاعدة.
ردت ملاك بثقة: أخطأت ظنك بي. فأنا لا يمكن أن أبيع نفسي لك. صحيح أني محتاجة لمنزل وسأحس بالذنب اتجاه عائلتي لأننا بحاجة له وأنا لن أقبل عرضك. ثم نظرت ملاك لنهلة ةقالت: لكن أمي و أختي وأبي رحمه الله علماني أن لا أبيغ نفسي مقاب
المال أو مقابل مصلحتك. فنحن نعمل ونكسب قوتنا بعرق جبيننا وقد نظل بالجوع لكي لا نسأل أحدا ولكي لا نكسب المال بهذه الطريقة المشينة. وبما أن هذا منزلك سأتركه لك وسنغادر والله سيحمينا.
توجهت ملاك الى نهلة وجرت كرسيها ثم خرجتا من المنزل وتركتا فاتن لوحدها.
خرجت ملاك واتصلا بحنين الا أنها لا تجيب فقالت ملاك لنهلة: آسفة يا أمي بسببي فقدنا منزلنا أيضا لكن سيرحمنا الله برحمته. وبينما ملاك تمشي بالشارغ وتجر نهلة أمامها إذا بسيارة تقف أمامهم وترجل منها حسام ثم قال لملاك : ملاك أودك بأمر ما. هلا أتيت معي الى منزلي رفقة والدتك لنتحدث.
ملاك باستغراب: ماذا تقصد يا حسام
حسام: هيا بدون أسئلة فأنا مسافر اليوم وأود أحدهم أن يظل بمنزلي ريثما أعود و فكرا بكم.
نظرت ملاك الى نهلة ثم قالت بتردد: حسنا.
فاتجهو الى منزل حسام وأخبرهم بمحتوى كل شيء بالمنزل ثم ودعهم وغادر الى المكار ليسافر.
****