صدمت حنين لما سمعته من الدكتور حسام وظلت صامتة واضعة يدها على فمها و عيناها لا ترمشان من شدة الصدمة. فقال حسام في قلق: آنسة حنين ما بك
لم تجب حنين وبدأت تمشي فقط مستندة على الحائط وهي لا تعلم الى أين ستتوجه و عبارة شلل كلي تتكررفي مسامعها ثم رويدا رويدا بدأت عيونها تذرف دموعا. كاد حسام يتبعها الا أنه سمع صوت بكاء ملاك قادما من الغرفة فتوجه اليها و جلس بجانب ملاك وقال لها بهدوء: اهدإي يا ملاك فكل شيء سيكون بخير ويجب عليك أن ترضي بقضاء الله وقدره. وإن شاء الله أمك ستتعافى لا تقلقي وثقي بحكمة الله من كل هذا.
لم تستطع ملاك الصبر أكثر و عانقت حسام و بدأت تبكي بشدة إذ أن بكاءها يصل حتى الى الغرف المجاورة. طبطب حسام على ملاك وبدأ يهدأ من روعها و قلبه يتألم من شدة الحزن والأسف على حالها.
****
أكمل مراد طريقه وهو يتوعد في نفسه هشام و أنه لن يهدأ له بال حتى يذيق هشام طعم العذاب. فجأة لمح مراد حنين و هي تسير في الممر فتساءل عن سبب تواجدها بالمشفى علما أنه تركها بمنزلها فاقدة الوعي فظن أنها حسام هو من أحضرها بسبب حالتها. ثم توجه لها ليسألها إن أصبحت بخير لكنها بدت غير منتبهة له وعقلها غير حاضر تماما. حتى أنها مرت بجانبه ولم تنتبه له . لم يعرف مراد سبب تصرفها فتبعها ثم بدأ ينادي عليها: حنين... حنين...
لكن حنين لم تسمعه حتى فازداد قلقه ثم أسرع ووقف أمامها ورأى عيناها مليئتان بالدموع لكنها لا تحدث أية ردة فعل. لم يعرف مراد ما بها فسألها بحنو: ما بك يا حنين .
لم ترد حنين عليه وظلت صامتة ثم فجأة احتضنته وبدأت تبكي فقط . لم يعرف مراد بم صدم و سبب تصرف حنين بتلك الطريقة ثم طبطب عليها وقال لها بقلق: ما بك يا حنين .... ما بك...
ظلت حنين تبكي لا تجيب مراد مما زاد من فضوله
*****
أكمل هشام طريقه و هو يبتسم لإنتصاره على مراد لكنه فجأة لمح فاتن وهي تمر بجانبه لكنها لم تنتبه لوجوده فقال: ما بال الآنسة بالها مشغول حتى أنها لم تلق التحية على ابن عمها.
تعرفت فاتن على الصوت فاستدارت ثم توجه هشام صوبها وقال لها : ما بك غاضبة هكذا. أهناك خطب ما
فاتن بغضب: وما شأنك أنت. اهتم بأمورك فقط
هشام غير آبه لرد فاتن: لا تظني أني أسألك لأني قلق عليك أو ما شابه فقط لآرضاء فضولي.
فاتن بشدة: أنا ليس لي رغبة في الحديث معك أو مجاحدتك لذا من الأفضل لك أن تكمل طريقك وتدعني وشأني.
*****
بعد انتهاء الإجتماع توجه محمود الى مكتبه الخاص و هو في قلق على شركته وفي نفس الوقت في حزن على العلاقة بين مراد وهشام. فتح محمود خزينته ثم أخذ صورة لسيدة و ظل ينظر لها مطولا وقال بعتاب: كل هذا بسببك ....كل هذا بسببك... لولا أنانيتك تلك ما وصلنا الى هذا و ما أصبح الإخوة يعاملون أنفسهم كالأعداء الآن. ثم رمى محمود الصورة أرضا حتى كسر إطارها....
أنت تقرأ
نار الحب
Romanceرواية نار الحب عندما تفقد أعز الأشخاص في هذه الدنيا عندما تظل وحيدا في مواجهة الذئاب عندما تفرض عليك الحياة أن تظل قويا ولا تستسلم عندما يظل الماضي يتبعنا و نحاول أن نهرب منه لكن دون جدوى عندما يكون الحب مرادفا للضعف ونحاول أن نهرب منه لكن يظل يت...