الفصل 21

285 6 0
                                    


انتهت محاضرة سها والتي ألقاها هشام وهمت بالمغادرة لكن هشام أوقفها وقال لها: مرحبا سها. كيف حالك
سها: بخير والحمد لله أستاذ. وأنت
هشام: الحمد لله. أود أن أسألك عن حنين فهي لم تأت الى المحاضرة منذ مدة.
سها: بصراحة أنا أيضا لا أعرف ياأستاذ ما السبب فحنين من طبعها كتومة وكنت أتصل بها قبل المحاضرة لكن هاتفها كان مشغولا.
هشام بقلق: قد يكون هناك خطب ما معها. أو ربما حدث لها مكروه.
سها: أقلقتني يا أستاذ. سأعاود الإتصال بها. بدأت سها تتصل بحنين لكن الهاتف كان مايزال مشغولا مما زاد من قلق هشام وسها. فقالت سها بقلق: لقد قلقت عليها سأذهب وأسأل عنها في منزلهم.
هشام: سآتي معك يا سها.
توجه هشام وسها الى منزل حنين.
******
مراد وحنين في طرقهما الى منزل حنين في صمت تام وحنين كل مرة تتصل فيها بملاك لكن لا ترد مما زاد من قلق حنين. فرآها مراد قلقة و قال لها بهدوء: لا تقلقي يا حنين. كل شيء سيكون بخير فقط ثقي بالله ولن يكون إلا الخير إن شاء الله. لم تجبه حنين ولن تنظر له حتى بل ظلت تشاهد في الطريق من خلال زجاج النافذة لكنها أحست بهدوء لسماع كلامه وشعرت بالأمان لوجوده بجانبها.
وصلا الى المنزل واتجهت حنين بسرعة الى المنزل حتى أن إسوارتها سقطت منها في السيارة ولم تنتبه لها. عندما دخلت انصدمت من رؤية ملاك وهي ساقطة على الأرض عند رجل عمها تتوسل اليه أن يدع لهم المنزل ودموعها تنهمر بدون توقف. والشرطة ترمي كل شيء خارج المنزل. فصرخت حنين بشدة وقالت: توقفووووووا.
سمعت ملاك حنين ونهضت بسرعة واتجهت نحوها وعانقتها بشدة وقالت لها بحرقة: أين تأخرتي يا أختي. أرجوك إمنعيهم يا أختي. هيا.
طبطبت حنين على ملاك وهدأت من روعها : لا تقلقي يا أختي. لن يفعلوا أي شيء بالتأكيد. ثم توجهت حنين نحو أحمد ووقفت أمامه بكل تحد وقالت له: أوقف هذه المهزلة حالا يا أحمد. فنحن لن نخرج من هنا فهذا بيتي وليس لك الحق في ذلك.
رد أحمد بخشونة: ومن أنت يا هذه لتحدثيني هكذا أنسيت نفسك.
حنين بقوة: اسمي حنين. وستوقف هذا الآن وستذهب أنت وشرطتك فلا حق لك عندنا.
أحمد بثقى: إفعلي ما بوسعك فنظراتك هذه لا تخيفني لدا اخرجوا بكرامتكم أحسن لكم.
كان مراد واقفا ينظر للمشهد وقد أعجب بقوة حنين وصمودها فأراد التدخل لكنه خشي من ردة فعل حنين وخصوصا أنها لا تزال غاضبة منه. أما حنين فقد شعرت بالضعف خصوصا أن لا وثيقة تثبث أن المنزل ملك لهم بالرغم من أنهم عاشوا فيه كل هذه السنين. ولكن اصطنعت القوة عندما رأت أختها تبكي من الحرقة ودنوع أنها تنهمر كالشلال بالرغم من أنها لم تحرك ساكنا وقالت بتحد لعمها: نحن لن نخرج من هنا فهذا هو بيتنا. والآن قل لشرطتك هذه أن ترجع مل شيء لمكانها.
ضحك أحمد ساخرا وقال لها: إنك فقط تعذبين نفسك. فقط اجمعي أغراضكم واخرجي من هنا بكرامتك أحسن لك. ولا تهيني نفسك أكثر.
لم يستطع مراد منع نفسه وتدخل قائلا: لن تخرج من هنا فهذا بيتها. وأنت من سيغادر قبل أن ترى مني شيئا لا يعجبك يا هذا.
رد أحمد: ومن أنت ياهذا لتتدخل فيما لا يعنيك. كاد مراد يجيب لكن حنين سبقته وقالت لمراد: ابق بعيدا يا سيدي فهذه مشكلتي ولا دخل لك بها وأرجوك غادر الآن لأن هذه أمور عائلية
لم يعرف مراد بم صعق آنذاك جراء رد حنين لكنه ضبط نفسه وظل ينظر لها مطولا ثم غادر وهو في غصة كبيرة وفي طريقه للسيارة سمع صوت صرخة قادمة من المنزل فعاد بسرعة ورأى حنين ممددة على الأرض و جبينها ينزف وملاك تبكي وتصرخ : حنييييين.
إنصدم مراد لمنظر حنين ذاك وأسرع إليها وحاول إيقاظها ثم سأل ملاك عن السبب في ذلك فقالت ببكاء أن عمها دفعها بقوة فضرب رأسها بالحائط وسقطت. فنظر مراد بحقد الى أحمد و سأل ملاك أن تتصل بحسام فيما هو هرع ومسك أحمد من رقبته وكاد يخنقه لولا تدخل رجل أمن. وقال مراد بعصبية لأحمد: ستذهب من هنا حالا قبل أن أريك وجهي الآخر فلا شك  أنك تعرف عائلة الشاوي من تكون وما أستطيع فعله يا هذا. خاف أحمد لما سمع باسم الشاوي فخرج من المنزل وقال للشرطة التي جلبها معه أن تترك كل شيء وتذهب.
اتصلت ملاك بحسام وأخبرته عن حالة حنين فقال لها أن لاداعي للقلق أو زيارة المشفى وأنه سيأتي لهم حالا وأمرهم بفعل بعض الضمادات على جبينها لمسح آثار الدم الى أن يأتي.
********
استمرت سها طول الطريق تتصل بحنين لكنها لا تجيب فزاد قلقها وأسرع هشام بالسيارة لكن الطريق كانت مكتظة مما أخرهم. وصل هشام وسها أخيرا الى المنزل والتقيا بأحمد و رجال الشرطة خارجين. فلم يعرفا ماالأمر وأسرعا بالدخول ثم رأو مراد حاملا حنين التي كانت فاقدة للوعي فقالت سها بقلق: ما الأمر ما بال حنين. ولم هذه الفوضة
ردت ملاك وعينيها مغرورقتين بالدموع: إن عمي كان هنا وأراد ان يخرجنا غصبا لولا تدخل مراد. حتى إنه دفع أختي الى أن ضربت بالحائط.
هشام باستغراب: ماذا. وهل هي بخير
ملاك: أجل أظن ذلك. سننتظر الى أن يأتي الدكتور حسام.
اتجهت سها وهشام نحو حنين و ظل هشام ومراد يتبادلان نظرات حقد بينهما الا أن أحدهما لم يخدث الآخر فهما يعلمان أن هذه الظروف لا تسمح بذلك. واتجهت ملاك الى امها التي لم تنطق بولا كلمة فاتجهت نحوها ملاك ومسحت لها دموعها وقالت لها: لقد ذهب يا أمي ولن يعود. لن يخرجونا من هنا أعدك.
انتظرت ملاك إجابة من نهلة لكنها لم تحدث أي ردة فعل بل ظلت فقط ساكتة وعيناها تذرفان الدموع بدون توقف.
وصل حسام واستغرب هو الآخر من حالة الفوضة بل أكثر ما أثار استغرابه هو وجود هشام ومراد في نفس المكان و كلاهما لا يتشاجران فهذا من النادر حدوثه. اتجه الى حنين وعالج جراحها وأخبرهم انها ستفيق بعد قليل.
استقبل مراد مكالمة طارئة فغادر بعد ان اطمأن على حنين ثم سأل حسام أن يهتم بأمرهم.
استغربت ملاك من حال نهلة و سألت حسام عن الأمر فقلق جدا وسألهم إن كانت قد تعرضت لصدمة او ماشابه فحكت له ملاك القصة باختصار شديد فزاد قلق حسام ثم أخبرهم أنها عليها الذهاب للمشفى حالا. فأخذ حسام نهلة وذهبت معها ملاك وسألت سها أن تظل مع حنين لتهتم بأمرها.
ذهبت ملاك وحسام برفقة نهلة الى المستشفى. ثم وردت مكالمة لسها من منزلهم فغادرت وسألت هشام أن يظل مع حنين. ظل هشام ينظر مطولا الى حنين و قال لنفسه بحزن وبتأنيب ضمير :آسف يا حنين. أنا جد آسف فلولاي ما كنت ستعيشين كل هذا. لكني لم أقصد لقد كان مجرد حادث وأنا لم أرد أن يحدث. أنا آسف ثم سقطت منه بعض الدموع
يتبع...

نار الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن