رواية نار الحب 20
اتجهت حنين نحو مكتب عملها بعد أن وجهها المسؤول اليه فوجدته قرب مكتب المدير التنفيذي. وقفت تنظر له مطولا وقالت لنفسها بصوت عال و بتدمر: لم مكتبي قريب لهذه الدرجة من مكتبه. يال حظي العكر. سمعها مراد الذي أتى فجأة متوجها لمكتبه وقال لها: أنسيتي أنك سكرتيرتي الخاصة. فمن الطبيعي أن تكوني قربي.
تأففت حنين واتجهت وجلست في كرسيها من دون أن تجيبه. لم يعجب تصرف حنين مراد فاتجه نحو مكتبها ووضع يده على المكتب وقال لها : لا تتجاهليني ثانية يا آنسة فأنا المدير هنا ويجب عليك أن تتذكري هذا ولا تتجاهلني فوقاحتك تفقدني أعصابي.
نظرت حنين الى مراد بتحد وقالت له: إن ما يجمعنا هو العمل. و سأتحدث معك فيما يخص العمل فقط أما إن كنت ستتحدث في غير عمل فلا تنتظر مني أن أجيبك أو أي شيء من هذا القبيل. شكرا لك سيدي لتتركني أعمل الآن إن لم يكن لديك ما تقوله.
اغتاظ مراد لقول حنين واتجه الى مكتبه المجاور لمكتبها ودخل ثم أغلق الباب وابتسم في نفسه وقال: يا لك من فتاة يا حنين.
أما حنين فكانت تحاول استرجاع أنفاسها بعد مغادرة مراد إذ أن قلبها كان يدق بشدة وبسرعة و هي تلعنه في نفسها وعلى اليوم الذي التقت فيه به.
******
عادت ملاك الى المنزل رفقة والدتها و تكاد تطير من شدة الفرحة جراء دفاع حسام عنها أمام فاتن. دخلت نهلة الى غرفتها وساعدتها ملاك في الإستلقاء على سريرها لتأخذ قسطا من الراحة بعد تعب الترويض. أما فاتن فتوجهت الى غرفتها و غرقت في أحلام اليقظة الى أن سمعت طرقا للباب بشدة أرعابها وأيقظها من أحلامها. توجهت وفتحت الباب فإذا هي تصدم برجال شرطة في الباب فقالت باستغراب وخوف: ماذا أتى بكم يا سيدي
رجل الشرطة: إننا هنا من أجل شكاية رفعت عليكم بشأن البيت
ملاك بصدمة: ماذا.. مابه منزلنا
رجل الشرطة: إن صاحب البيت يريدكم أن تفرغو المنزل اليوم. وهذا من حقه.
لم تعرف ملاك بم أصيبت وقالت له بصوت متقطع: هذا غير ممكن..... إنه منزلنا..... وليس لأحد الحق في إخراجنا.
هنا ظهر أحمد وقال لها بسخرية: منزلك. من أين أتيت بهذا الإدعاء. إنه منزلي وإن لديك أي وثيقة تتبث العكس تفضلي وهاتيها.
لم تستطع ملاك الإجابة وظلت صامتة لا تعرف من أين صعقت بهذا الخبر. ثم قال رجل شرطة: هيا يا آنسة. يجب أن تفرغو هذا المنزل الآن وإلا سنضطر الى إخراجكم بالقوة.
أجابت ملاك :لا مستحيل. إنه منزلنا ولن نخرج منه.
رد أحمد وابتسامة تعلو شفتيه: هيا يا سيدي لقد سمعت ماقالته. فلتقومو بعملكم أريد منزلي اليوم.
حاولت ملاك إغلاق الباب بشدة ومنع رجال الأمن من الدخول الى المنزل وهي تصرخ بقوة وبعض قطرات الدموع تخونها: لا لن تدخلو. إنه منزلي ولن أسمح لكم بإخراجنا منه.
استيقظت نهلة إثر الصراخ و حاولت جاهدة أن تجلس على كرسيها وبعد عدة محاولات نجحت وخرجت من الغرفة ورأت ملاك وقد دفعها شرطي بشدة الى أن سقطت أرضا وعيناها مغرورقتان بالدموع وقالت بصدمة وهي تصرخ: ملااااااك. ابنتي. مابك أنت لم دفعت ابنتي هكذا من تظن نفسك ولم دخلتم الى منزلي هكذا.
ظهر أحمد من وراء الشرطة وقال لها: ستفرغون منزلي اليوم يا سيدة فقد سئمت منكم.
اتجهت ملاك وهي تبكي الى أمها وقالت بحسرة: أسمعت يا أمي لقد قال أنهم سيطردونا من منزلنا. ثم زادت حدة بكاء ملاك وهي تعانق أمها. وقالت نهلة مطمئنة ابنتها: لن نخرج من هنا ياابنتي. وليس لأحد الحق في فعل ذلك. ثم صرخت بشدة وقالت: أسمعتم. لن يخرجنا أحد من منزلنا ومن ذكرياتنا.
نظر أحمد باستهزاء لهم وقال للشرطة: أسمعتم. إن القوة من ستنفع معهم. أرجوكم قومو بعملكم وأرجعولي حقي
رد الشرطي بالإيحاب وبدأ يجمع في أثاث المنزل ويرميه خارجا وملاك تجري وراءه محاولة جاهدة منعه من ذلك و عيناها مغرورقتان بالدموع في حين أن نهلة ظلت مصدومة و لم تستكع نطق أي حرف وعيناها تذرفان الدموع من دون توقف. أما أحمد فظل متكئا ومستمتعا بالمنظر. رمت الشرطة العديد من الأغراض خارجا و كسر شرطي من دون أن ينتبه صورة أب ملاك. فاتجهت ملاك وأهذت الصةرة المنكسرة وظلت تبكي وتصرخ: توقفوا. أرجوكم توقفوا. لم تركتنا وحدنا يا أبي. ثم عانقت الصورة وهي تبكي بكاءا مدويا وبدأت تجري في كل أركان البيت وتمنع الشرطة من أخذ الأثاث خارجا وهي تنوح و تقول: أين أنت يا أختي. أين أنت. ونهلة صامتة بدون حراك فقط تراقب من على كرسيها بصمت وتتابع بعينيها ابنتها وهي تبكي بحرقة
********
كانت حنين تشتغل وأحست باانقباض في قلبها ولم تعلم سببه. فقررت الإتصال بملاك للإطمئنان عليهم. لكن لم تجبها وأعادت الكرة عدة مرات من دون إجابة فقلقت وقررت أن تخرج وتذهب للمنزل للإطمئنان ثم تذكرت أن عليها إخبار مراد بالأمر أولا فتوجهت الى مكتبه وطرقت الباب ثم دخلت وقالت: آسفة يا سيد مراد هل أستطيع أن أغادر باكرا اليوم.
أجابها مراد من دون أن ينظر اليها: ولم. أستبدإين بالتهرب من عملك من اليوم الأول
اغتاظت حنين لكلام مراد لكنها تحكمت في نفسها وقالت: لا يا سيدي. فقط لي شيء مهم لأفعله وأود المغادرة.
رفع مراد رأسه ونظر الى حنين ثم قال ببرود: لقد وقعت على شروط العمل و ممنوع الخروج قبل انتهاء الدوام
زاد غضب حنين لكنها تحكمت بشدة في أعصابها وخرجت من المكتب وهي تلعن مراد في نفسها
واصلت حنين العمل وقلبها يشعرها أن هناك خطبا ما يحدث وملاك لا تجيب على الهاتف. فجأة تلقت اتصالا من جارتها وأخبرتها بما يحدث في المنزل. فأخذت بسرعة حقيبتها وغادرت الشركة وكل مرة تحاول إيقاف سيارة أجرة تفشل فجأة وقفت سيارة سوداء أمام رجليها و قال لها مراد من داخل السيارة: هيا اركبي.
تجاهلته حنين ولم ترد أن تركب فنزل مراد وقال لها بحدة: لقد سمعت مكالمتك لدا لا تعاندي واركبي فعائلتك بحاجة اليك. أثر كلام مراد في حنين وركبت السيارة بسرعة بدون أي كلمة.
يتبع...
![](https://img.wattpad.com/cover/186112429-288-k503876.jpg)
أنت تقرأ
نار الحب
Romanceرواية نار الحب عندما تفقد أعز الأشخاص في هذه الدنيا عندما تظل وحيدا في مواجهة الذئاب عندما تفرض عليك الحياة أن تظل قويا ولا تستسلم عندما يظل الماضي يتبعنا و نحاول أن نهرب منه لكن دون جدوى عندما يكون الحب مرادفا للضعف ونحاول أن نهرب منه لكن يظل يت...