نار الحب 11
لم تعرف حنين و ملاك بماذا صعقتا و ظلتا تنظران الى بعضهما البعض في استغراب شديد ثم أردفت حنين بعدم تصديق: أكيد أنت لا تقصد ما قلته يا عم.
أحمد بسخرية: لم لا أقصد. منذ متى وأنا أمزح معك يا بنت أخي. ثم اتجه وتجول في البيت قليلا ثم وقف أمام حنين و قال بخشونة: إن هذا البيت ملك لي كما تعلمين و من حقي أن أسترده
ظلت حنين صامتة لم تعرف ماذا تقول ثم جاءت ملاك وارتمت أرضا أمام أقدام عمها وقالت وهي تبكي: أرجوك يا عمي ليس لنا أي مكان نذهب اليه وأنت لست بحاجة لهذا المنزل أصلا فخيراتك لا تعد ولا تحصى إن لم يكن من أجلنا فقط من أجل ذكرى والدنا المتوفي.
اندهشت حنين لما فعلته ملاك و لم ترض أبدا أن كرامة أختها انداست وودت لو تصرخ وتوبخ عمها لكن أخلاقها لا تسمح لها بأن تفعل ذلك فهو في جميع الأحوال يضل عمها. اتجهت حنين الى ملاك وأنهضتها و مسحت دموعها وقالت لها بحنية: لا تفعلي ذلك يا أختي. لا تسمحي لأحد في هذا الكون ولأي سبب أن تهان كرامتك.
سمعت نهلة صوت الصراخ والبكاء وخرجت بكرسيها المتحرك و ذهلت لما رأت أحمد بابتسامته الشيطانية المعهودة وملاك تبكي فقالت لأحمد: ما خطبك يا سيد أحمد لما قدمت الى هنا
نظر أحمد الى نهلة وهي على كرسيها وقال باستهزاء مقتربا منها: أوه من كان يظن أن هذه ستكون حالتك و نهايتك في الأخير أيتها النهلة
نهلة بجدية: وما بها حالتي. الحمدلله أنا راضية بقضاء الله وقدره.
أحمد بخشونة: باختصار أنا جئت هنا لأخبركم أن تستعدو وتغادرو منزلي فلا علاقة لي بكم لتبقو هنا
نهلة: ماذا قلت؟ نغادر؟ إنه منزلي وهنا أسست أسرتي ولي ذكريات مع زوجي المرحوم. لن أغادر ألك تستحيي من نفسك أن تفعل هذا بزوجة أخيك
أحمد بغضب: أنا اعتبرت أخي ميتا منذ اللحظة التي كسر فيها كلمتي وتزوج بك يا بنت الشارع
نهلة وهي تحاول كظم غيظها: وما بها بنت الشارع أنا أشرف منك يا حقير
أحمد بغضب يخفيه من وراء ابتسامة سخرية: لا أشرف مني لذلك أنجبت ابنتك هذه(وهو يشير الى حنين)من دون زواج ومن كان يعلم إن كانت إبنة أخي أصلا أو إبنة شخص آخر. فالحرام لا ينجب الا ابن حرام
صعقت حنين لما سمعته من عمها وجلست على أقرب كرسي وجهت نظرة تساؤل لأمها و اندهاش ولم تكن لها أي طاقة لتتكلم فظلت صامتة. أما نهلة فنظرت لابنتها وقالت بعصبية لأحمد: بنتي أشرف منك ومن أمثالك ياوحش.
أحمد : ومن يعرف إن كانت أشرف أو لا ممكن أن تكون مثلك أيضا. فالله أعلم من أين حصلت على المال لتكاليف مشفاك. قد تكون هي أيضا ممن يبيعون أنفسهم بالرخيص
فقدت ملاك أعصابها لما سمعته من عمها وذهبت له وصفعته أمام صدمة الجميع وقالت بعصبية: من الأفضل لك أن تسحب كلامك عن أختي فليس هناك أشرف منها و احترم نفسك يا أحمد
أحمد وهو يتلمس آثار الصفعة: أهذه هي تربيتك يا سيدة نهلة. هل ربيتها على أن تضرب وتصرخ على من هو أكبر منها لا أعلم أين كان تفكير اخي عندما عصي كلام العائلة وقطع علاقته بنا من أجلك
نظرت نهلة نظرة تأنيب لملاك وقالت لأحمد: أنا ربيت بناتي أحسن تربية ومن الأفضل لك أن تغادر وتتركنا في حالنا فلا أحد منا سيخرج من هذا البيت.
أحمد: ستخرجون منه ولقد أنذرتكم الآن ولكن عندما آتي في المرة القادمة سآتي ومعي الشرطة. ثم وجه بصره لصورة أخيه المعلقة بالجدار وقال : من أجل ذاك الذي كان أخي يوما ما سأمهلكم أسبوع لتغادرو البيت. ثم خرج
بعد خروج أحمد صرخت نهلة على ملاك وقالت: أهذه آخر تربيتي لك يا ملاك. جعلتي رجلا مثله يهينني بتربيتي لكما التي كانت من أولوياتي
ملاك:آسفة يا ماما لكن لم أتحكم بأعصابي ولا اعلم لا كيف ولا متى قمت بذلك و
قاطعت حنين ملاك وهي تقول وجميع قواها خائرة: ماما أصحيح ماقاله . هل أنا فعلا بنت حرام .هل أنا فعلا بنت والدي
توجهت نهلة الى حنين وقالت لها بحنو وهي تمسك يدها:حنين أنت لست ولن تكوني بنت حرام. صحيح أني أنجبتك قبل أن نتزوج بالعقد لكن أنت ابنة والدك و هذه هي الحقيقة يا ابنتي
حنين وهي تبكي : إذن فأنا سأظل ابنة حرام كما قال يا أمي. و ربما فعلا قد أكون لست ابنة والدي
لم تستطع نهلة التمسك بأعصابها و صفعت حنين أمام دهشة ملاك وقالت وهي تذرف بعض الدموع: لا تفكري في هذا الأمر ياحنين. لن أسمح لك أن تفكري هكذا وتطعني في شرفي وشرفك أسمعت. ثم اتجهت نهلة بكرسبها وأقفلت غرفتها أما ملاك فذهبت وعانقت حنين بشدة
لم تستطع أي واحدة منهن النوم. ل واحدة أغلقت عليها غرفتها وظلت تبكي. في الصباح خرجت حنين وذهبت الى مقبرة والدها وظلت تبكي أمامه وتقول : أنا ابنتك يا أبي وهذه هي الحقيقة. ذهبت وتركتنا في هذه الدنيا الشرسة لا أعلم كيف سنستطيع تحمل صعاب هذه الحياة وحدنا. ثم ظلت تبكي .
يتبع
أنت تقرأ
نار الحب
Romanceرواية نار الحب عندما تفقد أعز الأشخاص في هذه الدنيا عندما تظل وحيدا في مواجهة الذئاب عندما تفرض عليك الحياة أن تظل قويا ولا تستسلم عندما يظل الماضي يتبعنا و نحاول أن نهرب منه لكن دون جدوى عندما يكون الحب مرادفا للضعف ونحاول أن نهرب منه لكن يظل يت...