الفصل 37
كان هشام جالسا في منزله يتذكر ما حدث أمس ثم تنهد بارتياح وأخذ هاتفه واتصل بحسام فطلب رؤيته بالمقهى.
وصل حسام و نظر الى هشام بغيظ ثم قال له : ماذا تريد ثانية سا هشام. ألم يكفيك ما حصل
صمت هشام قليلا ثم رد : أمس عندما كنت في الفندق فكرت فيما فعلته لك وفي تهديدي لك..وقد اتصلت بك اليوم لأعتذر منك عن كل ما بدر مني..أنا آسف يا حسام فقد أخطأت بحقك..لقد أعمى الغضب عيني ولم أميز بين الحق والباطل
صدم حسام لما قاله هشام فهو لم يتوقع أبدا ذلك منه و ظل صامتا فقط يحدق بهشام الذي تابع: أنا لن أهددك بماضيك ولن أطلب منك أي خدمة ..أنا أكرر اعتذاري ثانية ..ثم وضع هشام ملفا على الطاولة وقال: خذ يا حسام..هذه هي الوثائق التي تثبت تعاطيك للمخدرات بالماضي و فيه أيضا الخطأ الطبي الذي قمت به..افعل بهم ما شئت ففي كل الأحوال لم أنو تسليمهم للشرطة ولنقابة الأطباء كما قلت..كنت فقط أهددك بذلك.. ثم أخذ هشام هاتفه الذي كان موضوعا على الطاولة وغادر.
ركب هشام سيارته فإذا بهاتفه يرن ورأى أن المتصل هي فاتن فأجاب: مرحبا فاتن
فاتن: أهلا هشام. اتصلت بك لأخبرك أن رامز يحكي أن له وثائق عنك وعن مراد و طلب مني مبلغا مقابلهم لكني رفضت ذلك..واتصلت بك لأخبرك إن كنت تستطيع أخذهم منه فكما قال الموضوع مهم وخطير
استغرب هشام مما قالته فاتن فشكرها وأنهى الإتصال ثم قال بغضب: رامز..ماذا تنوي فعله .. وغير مسار السيارة ليتجه الى منزل رامز.
*****
منذ وصول محمود أغلق عليه باب مكتبه و لم يحدث أحدا وظل مهموما فقط يفكر. استغربت زوجته لأمره فهو لا يبدو طبيعيا أبدا و قلقت عليه فودت التحدث معه لكنه لم يترك لها فرصة ولم يفتح الباب. ازداد قلقها فتوجهت الى غرفة فاتن و سألتها أن تطمإن على حالة والدها التي لا تدعو للسرور منذ عودته فقلقت فاتن واتجهت الى مكتبه وطرقت الباب ثم قالت: هذه أنا يا أبي..افتح الباب أرجوك لقد قلقنا عليك..أكل شيء على ما يرام
سمع محمود صوت فاتن ففتح لها الباب ودخلت فرأت المكتب مظلما جدا إذ أن جميع النوافذ مغلقة. فاتجهت وفتحتها وهي تقول: ما بك يا أبي لم المكان مظلم ويوحي بالكآبة.
ظل محمود صامتا ولم يجب فاقنربت منه فاتن وقبلت رأسه ثم أضافت: مابك يا أبي..لم أنت بهذه الحالة..
أمسك محمود يد فاتن وقال لها وعيناه مغرورقتان بالدموع: أنا آسف يا بنيتي على كل ما فعلته لك. لكن صدقيني كل ما فعلته كان لمصلحتك أنت فقط..وددت أن تعيشوا أجمل حياة لدا فعلت ما بوسعي لذلك. لكني أخطأت بالتدخل في شؤونكم فأنا لم أدعكم تعيشوا حياتكم بحرية و تدخلت في كل ما يخص حياتكم. أنا آسف بشدة.
اغرورقت عينا فاتن لما سمعته و تساقطت دموع محمود فمسحت فاتن دموع والدها بيديها ثم قالت له بتأثر: أنا أعلم أن كل مافعلته كان عن حسن نية يا والدي و أنا من أطلب منك المسامحة إن قصرت بحقك يوما ما. ثم عانقا بعضهما عناقا حارا اختلطت فيه الدموع بالحنان .
****
جلس مراد مقابلا لحنين و ظل ينظر الى أصابع يده ثم قال: إن هذه الأيام الأخيرة حملت معها الكثير من المفاجئات..وغيرت لي الكثير من الأفكار التي كانت لدي..وخاصة ظهور نرمين قلب موازين حياتي لكني تأكدت من شيء واحد أتعلمين ما هو
حنين بتوتر: ما هو
نظر مراد الى حنين ثم قال لها: بعد رؤية نرمين تأكدت أن مشاعري نحوها ماتت بالفعل..فأنا مسبقا كنت أظن أنني معجب بك فقط لأنك تشبهين نرمين..لكن بعدما رأيتك وإياها في نفس المكان تأكدت أنك مختلفة عنها و أني معجب بك لشخصك يا حنين وليس لأنك تشبهين نرمين. أنا حقا معجب بك يا حنين وأود الزواج منك إن قبلت.
توترت حنين بشدة لعرض مراد ولم تستطع أن تتحدث فخرجت بسرعةمن المنزل من دون أن ترد . رأت نرمين حنين تجري فدخلت الى المنزل ورأت مراد جالسا فقالت له: مالذي قلته للبنت يا مراد
مراد بألم: لقد عرضت عليها الزواج لكنها لم تجب. على ما يبدو أنها ترفض الزواج مني وقد تسرعت بمصارحتها بالأمر
نرمين: أنت مخطئ يا مراد فمن الواضح أن حنين تقبل الزواج بك لكنها مترددة فقط ..اتبعها وأقنعها بالأمر ..فقط ستتأكد من صدق مشاعرك وستوافق بالتأكيد..
مراد:معك حق يا نرمين..
اتجه مراد ليخرج من المنزل لكنه توقف و نظر الى نرمين وقال لها: أشكرك يا نرمين..أشكرك على تفهمك...
ابتسمت نرمين وقالت : لاداعي للشكر فقد فعلت الصواب فقط. وأتمنى لك حياة سعيدة يا مراد من كل قلبي
شكر مراد نرمين ثانية ثم غادر فيما جلست نرمين على الكرسي و سقطت منها دمعة على خدها وقالت: الوداع يا مراد..الوداع..
*****
وصل هشام الى بيت رامز وطرق الباب ففتح له رامز ودخل هشام ثم قال له: رامز..ماذا تفعله من ورائي وماذا لديك عني وعن مراد
صفر رامز ثم ابتسم بمكر وقال: يبدو أن الخبر حلق بسرعة ووصل اليك
شنق هشام رانز بقوة ثم قال له: أنا لا أمزح معك يارامز .أخبرني وإلا ستندم فأنت تعرف من يكون هشام الشاوي وما يستطيع فعله
قال له رامز له وهو يتنفس بصعوبة من تأثير الشنق:حسنا يا هشام سأخبرك..الأمر يتعلق بوالديك
صدم هشام وأفلت رامز ثم قال له بصوت متقطع: ماذا تقصد يا رامز..
ابتسم رامز بمكر وقال له: أنا أعلم هوية والديك ولكن إن أردت أن تعلم يا سيد هشام الشاوي أحضر لي 3ملايين دولار ولك مهلة الى الغد
اغتاظ هشام و قال بعصبية وهو يشنق رامز ثانية: أتقايض يا هذا..أخبرني وإلا ستندم
رد رامز بصعوبة لكن بتحد: إفعل ماشئت لكن إن أردت معرفة هوية والديك أحضر لي ما قلته لك.
ازداد غيظ هشام و أفلت رامز ثم غادر المنزل بعصبية وصفق الباب من ورائه.
صعد هشام الى سيارته وكله حيرة في معرفة والديه و في نفس الوقت يفكر من أين سيجلب ذلك المبلغ من المال الى أن رن هاتفه وأبى هشام أم يرد في البداية لكن بعد إلحاح المتصل أجاب هشام
****
تذكر محمود أمر نهلة ثم قال لفاتن: فاتن يجب ان أخبرك أمرا ما
فاتن:نعم يا أبي
محمود: هيا سنذهب الى مكان ما وهناك سأخبرك..
فاتن: حسنا يا أبي
حضرت فاتن نفسها وخرجت رفقة محمود الذي قاد السيارة وتوجه الى بيت نهلة.
أوقف محم سيارته أمام البيت فاستغربت فاتن وقالت: لم أتينا الى هنا يا أبي
محمود: إن ما سأخبرك به يوجد بهذا البيت
فاتن باستغراب أكثر: ما الأمر يا أبي..أنا أعرف سكان هذا البيت وأتيت له من قبل..ولا أعلم ما علاقتك به
صدم محمود لما سمعه ورد: أنت تعرفينهم
فاتن: أجل. ومراد كذلك يعرفهم وأظن أن ابن عمي هشام أيضا يعرفهم فقد جرت مواقف عدة لنا معهم. أقدمنا الى هنا لتساعد السيدة نهلة أم ماذا بالضبط يا أبي.
اندهش محمود أكثر فصمت قليلا ثم قال لفاتن ستعلمين كل شيء يا ابنتي..اتصلي الآن بهشام وأخبريه أن يأتي واتصلي أيضا بمراد. الكل يجب أن يحضر.
فات باستغراب: حسنا ياوالدي
أتصلت فاتن بهشام لكنه لم يرد فأعادت الى أن أجاب: نعم يا فاتن مالامر
فاتن: إن أبي يودك ءن تحضر حالا الى منزل ملاك وحنين
هشام: أنا مشغول الآن يافاتن ولا أستطيع الحضور
فاتن: إن أبي يقول أن الأمر مهم و ضروري أن تحضر
تأفف هشام ثم قال: حسنا حسنا.أنا قادم
ثم أغلق هشام الخط وقال: هذا ماكان ينقصني...واتجه الى بيت حنين.
***
ظلت حنين تجري لم تعرف بم أصيبت فقد صدمها عرض مراد المباشر لها وفي نفس الوقت سعادتها بدت واضحة على محياها وكانت تبتسم بين الفينة والأخرى .
ظل مراد يبحث عن حنين لكنه لم يجد أثرا لها وقال : أين ذهبت يا حنين..أين.. وفجأة رن ها ذهبت يا حنين..أين.. وفجأة رن هاتف مراد فأجاب من دون أن ينظر الى هوية المتصل ظنا منه أنها حنين وقال: أين أنت يا حنين
اباسمت فاتن وردت: أي خنين يا مراد..هذه أنا فاتن.
مراد: اعتقدت أنك حنين
فاتن: المهم على ذكر حنين..اتي الآن الى منزلها فالأمر ضروري
مراد باستغراب: ضروري..إن شاء الله خير...خسنا أنا قادم

أنت تقرأ
نار الحب
Romanceرواية نار الحب عندما تفقد أعز الأشخاص في هذه الدنيا عندما تظل وحيدا في مواجهة الذئاب عندما تفرض عليك الحياة أن تظل قويا ولا تستسلم عندما يظل الماضي يتبعنا و نحاول أن نهرب منه لكن دون جدوى عندما يكون الحب مرادفا للضعف ونحاول أن نهرب منه لكن يظل يت...