البارت السادس والعشرون 26 ❤

59K 1K 60
                                        

استيقظ مالك علي صوت الباب يطرق ليفتح عيناة بضيق ونظر لحور النائمة بعمق علي صدره ليبعدها بهدوء بعد ان قبل رأسها واتجه ناحية الباب ليفتحه ليجده عبدالرحمن يقابلة ببتسامة مرحة : صح النوم ... لسة نايم لدلوقتي والدنيا مقلوبة عليك تحت
مالك بلامبالاة : اي الي قلبها
عبدالرحمن : انت ناسي ان النهاردة خطوبتك ولا اي .... دا الساعه بقت 4 العصر
مالك ببرود : طيب
عبدالرحمن بحيره : ودا من اي البرود دا
مالك بأختناق : عبدالرحمن متعصبنيش قولت خلاص
نظر لة عبد الرحمن لثواني كأنه يحاول فهم تعبيراته ليقول بهدوء : انا عارف انك مغصوب علي الجوازة دي بس نهي ملهاش ذنب برضوا
مالك :خلصت كلامك؟
تنهد عبدالرحمن بأسف وهو يهز رأسة ثم غادر من امامة ليصفع الباب بقوه يحاول تفريغ شحنه الغضب التي تملكته
ليستند بوجهه علي الباب يتنفس بشراهه محاولا تهدئة اعصابة لكي لا ينفعل علي تلك الجالسة خلفة تتابعه بصمت ولكن لم يستطع فقد احس بنيران تحرق قلبة كلما تخيل انه يمسك يد احد غيرها يعلن خطبته منها امام الكل
وهو يعلم بمدي حزن صغيرته ولكن ما باليد حيلة قد ود لو ان يصرخ بها يخبرها عن مدي حبه لا بل عشقه لها الذي لم يعترف بة حتي الان ولكن لا يعلم ما الذي يمنعه ... رغم انها تجاوزت جميع الحدود التي وضعها مسبقا امام قلبة لتذيب هي تلك الحدود غير تاركة،شئ ورائها لتمتلكة بحق وبكل ما تحتوية الكلمة من معني ... اكبريائه هو الذي يمنعه من الاعتراف ؟ ولكن اين كبريائه هذا فهي قد حطمت ذلك الكبرياء بجداره ...
كور يدة بغضب مكتوم قد سيطر علية كليا حتي احس انه قد ينفجر فلم يتملك نفسة ليدفع كل ماكان يوجد علي الطاولة التي امامة بعنف وهو يصرخ بغضب .... ليغمض عيناه بقوه عندما شعر بها تحتضنه من الخلف ليلتفت سريعا يعانقها بقوه دافنا وجهه بين خصلاتها لتلف يدها حول عنقه تبادلة العناق وهي تكبت دموعها مانعه نفسها من الاستسلام والانهيار امامة لكي لاتزيد علية..
ظلوا هكذا لوقت طويل حتي بدأت هي بالابتعاد ليكبلها مانعا اياها من الابتعاد خطوه واحدة لتشعر بة يمرر يدة علي خصلاتها لتريح رأسها علي صدره
ليبتعد هو بعدها فجأة وكأنه لم يحدث شئ ليدير ظهرة قائلا بلغة جافة وهو يخرج بعض الملابس ليستعد لتلك الزيجة : عاملة اي دلوقتي ..
استوعبت هي سبب ذلك التغير المفاجئ وفضلت الصمت وعدم التحدث في الموضوع
وعلي عكس النيران المشتعلة بقلبها فقد حاولت اظهار العكس تماما : الحمد اللة
قال بنفس الهدوء وهو يدلف الي الحمام : كويس
ظلت تنظر لمكانه الفارغ للحظات فلم تستطع السيطره علي دموعها لتبكي بقوه واسرعت تخبأ وجهها في احد الوسادات تمنع شهقاتها علي قدر المستطاع حتي احست بالارتياح النسبي لتمسح عيناها مرات عديدة لكي لا يظهر علية اثار البكاء *****
____________________________________

كانت تجلس برفقة طفلها تقلب طعامها يمينا ويسارا بملل فقد ذهبت مريم كالعادة في موعد مع زوجها
شردت في نفس ذلك الموضوع المريب وهو عدم صدور اي ردة فعل من هذا المسما برأفت فقد علمت ان وراء هدوئه هذا هناك كارثة ستحل قريبا
ليقطع شرودها سيف قائلا : سرحانه ف اي يماما
ابتسم هالة قائلة : ولا حاجة ياعيون ماما
لتنهض مكملة : انا شبعت ..خلص اكل وقوم اغسل ايدك
سيف بطاعه : حاضر
ابتسمت لة بحنان ثم همت بالدخول الي المطبخ لتتوقف فجأة علي صوت جرس الباب لينقبض قلبها خوفا ولكن ليس مثل كل مرة فهل من الممكن ان ماخمنته يتحقق الان!!
اول ما فكرت بة في تلك اللحظة هو سيف لتهرول ناحيتة قائلة :ادخل ياسيف جوا مش تطلع غير لما اقولك اوعا
سيف بأستجابة وهو يدلف لاحد الغرف : ماشي
اقتربت من الباب بخطوات مرتعشة وقفت امامة لثواني لتتنفس بعمق واغمضت عيناها بخوف وهي تتمتم بذكر اللة لتسلم امرها وفتحت الباب لتشهق بصدمة
عقد حاجبية بحيرة من صدمتها تلك ... لتقول محاولة التغلب علي صدمتها : حضرتك عايز مريم؟
صمت نادر لثواني فهو يعلم ان مريم لاتوجد بالمنزل وانها بمفردها ويعلم ايضا ان مايفعلة خطأ ولكن لم يستطع تملك نفسة حقا
لاحظت تأمله لها بصمت لتنظر لة بحنق ليتدارك فعلته عندما رأها قد اوشكت علي اغلاق الباب ليقول بسرعه مانعا اياها : انا اسف اسف مش قصدي واللة
هالة علي عجل وهي تعزم علي اغلاق الباب : مريم مش هنا اصلا تقدر حضرتك بقي تجيلها في اي وقت تاني
اوقفها للمره الثانية قائلا : بس انا مش عايز مريم
هالة بتلقائية : نعم!
نادر بتماسك : ممكن تسمعيني
هالة بحدة :اسمع اي حضرتك انت اتجننت ... لو سمحت امشي الوقفة دي متنفعش انا مقربلكش حاجة عشان تكلمني كدا
نادر بترجي : طب في المكان الي تختاريه بجد في كلام كتير عايز اقولة انا لاجاي اهزر ولا استظرف
كادت ان تغلق الباب لتستمع لذلك الصوت الغليظ الخشن بضحكته السامجة الذي اوقع قلبها رعبا لة : لحقتي تعمليها وتوقعيي واحد كدا فحبك دا انا مكملتش اسبوعين سايبك ياغالية
اتسعت عيناها علي وسعاهما وانسحبت الدماء من وجهها ليدق قلبها بعنف من شدة الخوف
ليلاحظ نادر حالة الرعب والفزع التي تملكتها ليخمن ان هذا هو زوجها التي حدثته عنه مريم
ليكور يدة محاولا التماسك وقال متظاهرا بعدم معرفة هويته : وانت مين انت بقي
دفعه رأفت قائلا وهو يسحب هالة م خصلاتها بطريقة ذُهل لها نادر بشدة : انا جوزها ياروح امك
صرخت هالة بتألم رغما عنها من قوة قبضته علي خصلاتها التي انزاحت من اسفل الحجاب
وفجأة وبدون اي مقدمات ركلة نادر بقدمة بعنف لتقع يدة ويقع جسدة بضعف ارضا
ليمسكة من قميصة رافعا اياه قائلا وهو يجز علي اسنانه : جوزها دا كان زمان ...
تبعها لكمة اخري اطاحت بة ارضا ليلتفت نادر الي هالة التي تتابع المشهد بجسدها الذي يرتجف بشكل ملحوظ وكأن هذا المشهد كان بمثابة صاعق بالنسبة لها ليجد نفسة بدون ارادة منه يمرر يدة علي وجهها بحنو يخبأ تلك الخصلات الشاردة لمكانها اسفل الحجاب مره اخري : انتي كويسة
صرخت هالة فجأة وهي تدفعه من أمامها مغمضة عيناها بشدة لتتحطم تلك الفازة علي رأسها بدلا منه لتقع ارضا كالجثة الهامدة والدماء تهبط من رأسها كالشلال
لنظر لها نادر بعدم استيعاب لما حدث لها توا بينما ارتعد رأفت مما فعلة ليهرب سريعا قبل ان ينتبة لة نادرا وبالفعلم لم ينتبة لة مطلقا فهو كان ينظر لها بصدمة ليقترب منها يجثوا علي ركبتية ليم تخرج منه الا تلك الكلمات بصعوبة : هتبقي كويسة
فجأة استمع لصوت باكي ليلتفت ليجدة سيف هامسا والدموع تتساقط من عيناة بصمت : ماما !
________________________________

متعجرف ملكنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن