# الحلقة السابعه والعشرون
في الساعه التاسعه مساءا....انتظر كلا من شريف وصهيب العروستين امام صالون تجميل العرائس وسط مجموعه من الأغاني وابواق السيارات المرتفعه
بينما بالداخل انتهت سلمي من المكياج الخاص بها وارتداء فستانها واصبحت علي اتم استعداد للخروج
بينما شهد المتذمره لم تنتهي بعد بل وتوبخ الفتاه التي تعمل علي تجميل وجهها وتتذمر عليها
ارتفعت ابواق السيارات أكثر وأكثر وقت أن خرجت العروستين تحمل كلا منهما فستانها ...
اتسعت عيني شريف وصهيب كلاً منهم لاسبابه الخاصه التي لاتتشابه إطلاقاً مع الآخر ،،،
رأي شريف ملاكه الخاص تخرج بكل دلال ورقه بفستان أقال مايقال عنه أنه خُلق خصيصا ليكون مرسوماً علي جسدها بهذه الحرفيه ...عندما وقع نظره عليه لأوى مره .ظن ان الفستان سيزيد من جمالها فابتاعه من أجلخا حتي تكون سعيده
لكن ما إن رآه عليها حتي غير رأيه تماماً فهي تزيده جمالا فوق جمالا ...ملاك تتقدم تجاه داخل فستان أبيض مرصع بالورود ضيق من الصدر ويتسع عند الخصر ليتزين بورود صغيره رقيقه حتي نهايته بأكمامه الدانتيل التي تعطي له رونقه الخاص
ولكن المفاجأه الكبري له قطعه القماش التي تغطي بها شعرها ...نعم محجبه أخذت قرارها لأوى مره أن تبدأ حياتها معه برضي الرحمَن ..فقد حاول إسعادها وأتي بهذا الفستان من إجلها فلتسعده هي الآخري بشئ تمنته منذ زمن وقد حان وقته
خرجت بوجه أشبه للملائكه ..يضيف لها الحجاب المزين بذلك التاج الفضي اللامع رونق علي رونقها وجمالاً علي جمالها لم يتخيل يومأً أن يراه علي أنثي من بني البشر
خجلت من قوة نظراته المشبعه بالحب ..الدفئ ..الرضي..السعاده ..الذهول ..يشوبها بعض من الرغبه كل هذا تجمع في نظراته لتخفض وجهها خجلا وتزداد وجنتيها إحمراراً
أما الأخري خرجت ولم تهتم بذلك المتسمر أمامها من الدهشه ويفرك عينيه لعله يصدق مايراه ..بل نظرت بطفوله وحنق لنظرات شريف لأختها ومفاجأته بحجابها والحب المنتشر قي الأجواء وخجل سلمي لتمتعض بطفوله أكثر وتذم شفتيها ...التفتت الي صهيب بحنق .تشع نظرات الغضب من عينيه بينما الذهول مرتسم علي وجهه
تقدمت منه بخطوات أشبه للركض ولم تنتظر أن يتقدم أولاً منها ..لم تتبع أي عرف بل ساقها حنقها اتجاهه لتدفع سلمي بكتفها غيظاً منها وهي تمر بجانبها وتسير بخطوات أشبه بالركض لتصل زوجها أولا ...بفيتان لايقل جمالا وفخامه عن فستان الأخري
فهو هديه من والده زوجها التي تعتبرها والدتها ..فستان ضيق من الاعلي بأكمام من الدانتيل لينزل باتساع من الخصر بطريقه مبلغ بها كأنها أميره من أميرات ديزني ..
جعلها رقيقه هشه ...
وصلت لصهيب تدفعه بغضب من أمام سيارته ..تفتح الباب وتجلس بداخلها أمام نظراته المذهوله ...
بعد ثواني سمع صوتها الغاضب المتهكم
_ايه هتفضل مبحلق قدامك كده كتير مش هتركب ...
اردفت بحنق تُكمِل حديثها
_ليه ياربي كده هي يبصلها كده وانا تجبلي واحد مستغرب ...
جلس بجانبها ليقود سيارته وهو يكتم ضحكاته علي منظرها التهكم عروس صغير داخل فستان كبير ..أشبه بعروسه الباربي كما صورها أول مره في مخيلته لم تضع أي شئ من أدوات التجميل بوجهها سوي ملمع شفاه بسيط ..تذم شفتيها ليظهر أكثر
طفله بملامح بريئه حانقه داخل فستان زفاف ..سمع صوتها الطفولي الحانق متلازماً مع دفعه خفيفه بكتفه الأيمن
_ايه مش هتقولي ايه الحلاوة دي ..اي حاجه من اللي بيقولها لبعض ولا حلو بس تقعد باصصلي باستغراب كإنك شايف زومبي قدامك اووووف
أطلق لضحكاته العنان لايستطيع أن يتوقف عن الضحك لو تعلم مايجول بخاطره لم تكن لتتحدث بهذه الطريقه وتشبه نفسها بالزومبي ...نعم لاتعلم أنه يريد التهامها الآن كقطعه شوكولاته صغيره شهيه تحثه علي التهامها في الحال
حاول تمالك ضحكاته حتي لاتمد شفتيها اكثر من ذلك وتثيره أكثر بمنظرها الطفولي قائلا
_محتطيش اي حاجه فوشك ليه زي أي عروسه يامصيبتي
انهي كلماته بابتسامه علي شفتيه عندما ذمت شفتيها أكثر من لقبها الذي يلقبها به دائما ...
زفرت بغضب تضرب قدميها بالأرض كالاطفال لتدهسه بغير قصد ليتأوه وهي تهتف ببراءه وامتعاض
_كده محطيتش أنا حرررره ...
انا مبحبش المكياج أصلا ..الناس اللي بتحط المكياج دي بتحطه عشان يحليها وانا حلوه أصلا
نظر لها بتهكم مصطنع يعلم أنه سبب غير حقيقي لكن بالفعل هي جميله بدونه وبريئه لو تعلم ذلك .
تذمرت أكثر عندما اقتنصت نظرته التهكميه لتهتف بغضب
_حلوه او مش حلوه مش مشكله...بس ليه يعني اروح الكوافير اقعد فيه سبع ساعات ولا تمن ساعات بيعملوا ايه فوشي
ده وش انسان مش بيشطبوا شقه
وتقعد تحطلي طبقه فوق طبقه فوق طبقه ولا كأنها بتمعجن وشي والوان ولا عروسة المولد وتحطلي مظلات فوق عيني وتقولي رمووش
تعمييني خالص عشان حطالي رموش تقيله مش شايفه بيها ..هي دي يعني مقاييس الجمال عندكم ؟
واحده ماشيه بمقشات فوق عنيها ؟
وبعدين أدمع تزعقلي عشان دمعت وتقولي بوظتيه وهنعيده تاني ...تعيد اللي عملته فخمس ساعات او سته تصوووور ؟
وتزعقلي ليييييه أصلاً ماهي السبب حطالي مقشات فوق عيني وانا عيني حساسه قال يعني كده هبقي ملكة جمال ...
ومسحت كل اللي فوشي وعايزه تعيده تاني قومت قايلالها مش عايزه متحطيش حاجه ..وطلعت الروج بتاعي الخفيف حطيت وطلعت وخلاص
نظرت له بتوجس من كثرة حديثها تعلم أنه غاضب فهو يريدها جميله مثل أي عروس لكن من وجهة نظرها هذا تدمير لبشرة أي عروس ..فهي تكره طبقات المساحيق التجميليه التي توضع وكانهم يصنعون كعكة عيد الميلاد
.....لم يتحدث لايعلم من اين اتت بكل تلك الحكمه في هذا السن الصغير فهي محقه في كل كلماتها وحديثها
كتم ابتسامته الدافئه قبل أن يلتفت لها لكن قاطعته بكفها علي شفتيه قبل أن يردف بأي كلمه
_أنا عارفه انك هتدايق وهتقول هي مش متحمله مسؤلية منظرنا قدام الناس والكلام ده ..اني ازاي ابقي مش حابه حاجه فاعملها من غير مارجعلك
الكوافيره وسلمي اتخانقوا معايا وقالولي مينفعش وانك هتزعل وعارفه انك نفسك عروستك تبقي زي اي عروسه خصوصا اني احتي عروسه معايا والناس هتقعد تقارن
وعارفه انك هتخاف علي منظرك قدام الناس
بس كل ده يهون قصاد اني معملش حاجه مبحبهاش
...صمتت قليلا لتزفر بملل وحزن علي صمته
_وبعدين متزعلش احنا مش رايحين عشان حد يتفرج علينا وشوفونا حلوين ولا لا وهنعجبهم ولا لأ ونستني رأيهم ..نما كده كده هيتكلموا
احنا رايحين عشان احنا نكون مبسوطين مش هما الي يكونوا مبسوطين احنا مش اراجوزات عشان حد يتفرج علينا احنا عاملين الفرح عشان احنا الي ننبسط مش هما ...
وبعدين انا مش هستحمل كل الطبقات دي علي وشؤ والمظلات اللي كانت حطهالي واربع ساعات تانين عشان حد يتفرج عليا ويقارن مابيني ومابينها
حتي لو كان الحد ده إنت وهتشوفها احلي مني انا كده ومش هتغير...
اكملت بعبوس طفله
_انا آه مش عايزاك تزعل ومبحبش أزعلك بس انا كمان مبحبش اتصنع ومتوتره بالبتاع المنفوش ده وكنت هدايق لو كانت كل الطبقات دي علي وشي هيبقي طبقات فوق وتحت
نظرت له ببراءه ومازالت كفها علي شفتيه ..تأففت مُردِفه
_انت مبتردش ليه ؟ هو انت زعلااان ؟
نظر بعينيه لأسفل بتهكم علي سؤالها فأزاحت كفها سريعا عن شفتيه ووجنتيها تتخضب بالدماء
تنفس بعمق قبل ان تظهر ابتسامه جانبيه علي شفتيه حبا في هذا المخلوق الصغير الجالس بجانبه . تصنع العصبيه بينما ملامحه تبتسم وكأنه يتهكم علي جملتها الأخيره قائلا
_هو انتي مديااااني فرصه ارد أصلا..ايه بالعه راديو ؟
ضحكت ضحكات قصيره متقطعه علي مزحته وعصبيته التي تعشقها فهو مكتمل الرجوله بالنسبه لها نعم تحقق حلمها بالزواج منه ولن تندم أبداً خاصة بوجود شمس الام التي افتقدتها طوا حياتها ..نظرت أرضا بخجل
ظن أنها حزنت ظناً منها انه غير راضي عن فعلتها ..وضع كفه علي وجنتها الساخنه المزينه بإحمرارها الطبيعي من الخجل ليبتسم بوسامه وجاذبيه تجعل قلبها يسقط صريعا لهواه مره عن مره
_يعني الخدود الحمرا دي طبيعي ؟
ابتسمت لابتسامته وازداد خجلها وهي تومأ برأسها بينما ترتعش من ملمس كفه الخشن علي وجنتها
اكمل يتلاعب بأعصابها وهو يمرر سبابته علي وجهها بينمة ينظر للطريق أمامه
_والبشره الحلوه دي طبيعيه والشفايف اللي عايزه .. ......
رفعت رأسها ونظرت له عندما توقفت جملته في منتصفها ليغمز لها بخبث ..شهقت ونظرت للاسفل بينما ابتسامه صغيره مرسومه علي شفتيها من اعجابه ومغازلته لها
أنت تقرأ
سجينة ظله (الجزء الاول+الجزء الثاني )
Romanceرومانسي...تشويق ...كوميدي ♥♥ التانيه بعد روح الصخر الكاتبه روان محمود ...روووني كل حقوق الملكيه الفكريه لروان محمود