(0)رقعة قاتمة

1.9K 106 302
                                    

*..بسم الله الرحمن الرحيم..*

صلوا على الحبيب المصطفى

وادعوا لأهل غزة ولنصرة بلاد الشام وتحريرها

عزيزي القارئ قبل البدء بالقراءة

أود إخبارك بأن كل الأحداث المتواجدة داخل هذه الرواية محض خيال تمت ولادته في عقلي قبل سنين لا يمت للواقع بصلة، وإن حدث أي تشابه مع عمل آخر فهذا بمحض الصدفة، الدخول لعالمها يتطلب ذهنًا صافٍ فأمامك الكثير من الغموض لتكشف شفراته الملغمة.

~°~°~°~°~°~°~°~°~

على جمر الطريق أضعت خطواتي الأولى

في ليالٍ ظلماء مخيفة يرتعش الفقير من شدة البرد، لا يملك ما يقيه من ليالي مدينة النور القارسة

تنطلق عمليات السطو والاغتيال كأنّ المدينة تسكنها الأشباح لا أمن فيها، يصحبها هلع شديد ومشاكل تسابق بعضها؛ لتخبر الجميع أنّ السيّئين هم حكام الأرض. تعددت الأزمات والسبب واحد

فمن حاد عن طريق الحق وسلك طرقاً ملتوية في حياته لابدّ أن يتعثر بأحد الأحجار المحدّبة التي زرعها أمامه وتهشمه تاركة أثراً لا يمحى، بعضهم توقظه السقطات، وآخرون يزيدون جرعة المنوّم ليحكم على الضمير النائم بالاعدام

اندلع التمايز الطبقي، كأنّه نيرانٌ تحرق الأخضر واليابس، باتت تعيش صراعات متعددة،
يمتدُّ البؤس غازياً أحياءها الفقيرة ليولد الكره من رحمهم ويكون في كلِّ منزلٍ حكايا مغلّفة بالظلم.

«حقل ذكريات»

على مد البصر مروج خضراء ساحرة، تراقصها نسمات عليلة، وتطبع الشمس قبلتها الدافئة على سنابل القمح والشعير، وتحتضن الطبيعة الأطفال تاركة لهم الحرية ليتمتعوا بأجوائها الدافئة بحب وسرور.


ثمة أربعة أطفال اقتطفوا بقعة خاصة للهوهم، أكبرهم تجاوز العاشرة من عمره، يلعب مع أشقائه، كان كثير الحركة جهوري الصوت متملك يعشق السلطة ويفرضها عليهم، ركل الكرة بقوة؛ فطارت تحملها الرياح للبعيد، لحق بها الأربعة، وضحكاتهم كسرت صمت الحقل الكبير، تفرقوا كل اثنان معًا يبحثان عنها، لكن لم يجدوا لها أي أثر، فقرر الفريق الأول العودة خشية الضياع، والثاني بقي مصرًا على إيجادها، إذ كان القرار بيد الأخ الأكبر.

سار الاثنان متوغلان بين الأشجار والزروع، تعثر الأصغر فجرحت ساقه بشظايا قنينة منكفئة، صرخ هلعًا بصوت مرتفع وهو يبصر تدفق الدماء قائلًا بانهيار وتأوهٍ شديد

-هذا مؤلم، لا أستطيع التحمل، ستعاقبك أمي لأنك أجبرتني على البحث هنا، ساقي تؤلمني

الأشينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن