(19) لقاء غير متوقع

220 32 116
                                    

وإني لأخشى الله في بليتي؛ أن يكون الاعوجاج القشة التي تقسم ظهري

-أأنت واثق مما قلته يا علي ؟!

بصدمة خالجها استنكار عظيم في نفسه نطق ليجيبه بتأكيد

-كل الثقة، هو قال هذا لي وعيني في عينه، أخبرني أنه لم يعد يرغب بمساعدة من رأى في عينيه الشماتة على مصابه، هو يراك خائن تحاول الإيقاع به

خنقته تلك النظرات الغاضبة التي التحمت لها عقدة حاجبيه وهو ينصت باهتمام عله ينجح بتفريقهما، إذ لاحت إجابته المستهجنة كارهة تصديق ما سمعه

-يستحيل أن يفكر بهذا، فكيف يجري على لسانه؟! بلا شك أنت مخطئ

-رامي، ذاك الذي اتخذته أخًا لك، يعتقد أنك ستتركه في منتصف الطريق وتضحك على جراحه، هو لا يراك صديقًا حقيقي ليمنحك حقوقك التي احتكرها لغيرك.

-أطبق فاهك ولا تُعِد على سمعي ما قلته مرة أخرى

-أنا لك من الناصحين ولك الحرية في الاختيار.

أولاه ظهره مشيرًا بيده أن يصمت وقد حيكت الخيبة على صفحة وجهه المتعب ليبتسم محدثه وهو يقرأ أثر كلماته الكبير على كيانه، أتراه سعيدًا بفتنته التي فجرها بينهما؟! كان يخادع نفسه، يصفد ضميره الذي يجلده بتأنيبٍ دائم، راسمًا مصلحته التي يبتغيها لتجرعه لذة انتصاره المؤقت، تلك النشوة التي يسقي بها بذور تصرفه الأشين جرعتها المسكرة سرعان ما تتلاشى تاركة خلفها لسعات الندم والحسرة.

وقف عند باب المنزل يكظم حنقه من الرسالة التي أرسلها صاحبه مع علي، وشيءٌ في داخله يلح عليه بعدم تصديقه،  ليخرج مفتاح المنزل الاحتياطي والذي يحتفظ به بعد سفر عائلة صديقه، فتح الباب وولج للداخل ليعلم سبب عدم رده على طرقاتهم المتتالية، أخذ يجوب المكان مناديًا عليه، ليرتد صدى صوته مما جعل قلبه ينبض بقلق شديد، تسمرت قدماه عند آخر حجرة موقنًا بعدم وجوده، أخرج هاتفه واتصل به، صدح رنين الهاتف على الطاولة في زاوية الحجرة بين الأرائك الفردية ليتمتم بغضب

-ذاك الأحمق يتصرف بتهور من جديد، تباً

كان سهلاً على علي قراءة خوفه الشديد المشوب بقلقٍ زائد مما جعله يقول باستهجان

-لمَ كل هذا الاهتمام؟! هو لم يشأ أن يورطنا معه، ألا تراه يفكر بعقلانية

رمقه شيزراً ثم اقترب منه قائلاً بحدة

-علي ما الذي حدث بينكما تكلم ؟

نظراته الغاضبة ونبرته الحادة كانت مصدر إمتاع له ليجيب بهدوء رصين

-لقد حدثتك بكل شيء، أرى أن لا داعي لكل هذا الحنق

الأشينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن