(18) لا تنظر إلي

206 31 144
                                    

تصدمنا تلك الأقنعة التي تخفي خلفها معادن البشر الخبيثة، فتهز ثقتنا ونصبح مترقبين حذرين على الدوام

وقعُ إجابة زين كان ثقيلًا على قلب ساري الذي عاد للوقوع في هفوته ويصبح دمية يحركها الغضب، لم يبصر أبعاد مراده، فوقع ضحية عماه

دوار حاد داهمه إثر اللكمة التي تلقاها صدغه، شعر بأضراسه تهتز، لكأنها على مشارف السقوط، استقبلته الأرض بعنف

وقبل أن يدنو زين منه ويكمل ما بدأه تدخل "علي" محذراً

- إياك والاقتراب منه

رمقه شيزرًا وابتسامته لم تمت، دس يديه في جيوب بنطاله الفاحم وقام بدهس ساري. مشى من فوقه ليقف أمام علي الذي ينظر إليه مقطب الحاجبين بينما يداه أمامه في تأهب، سحب يسراه من جيبه وامتدت إليه لتمسك رأسه لكنه ابتعد متداركاً ما كان سيفعله الا أن بضع تمتمات فرت من زين سمرته لوهلة وأوقعته تحت رحمة يده التي جذبت شعره الفاحم بقسوة مع صوته الذي ارتفع

-هل تظن أنك تخيفني أيها الجرذ الصغير، أعطني الشريحة حالاً

صعق مما سمعه، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، كيف ومتى علم بتحركهما؟! أغمض عينيه يقاوم رغبة زين في انتزاع شعره بقبضته القاسية وعينيه الزاجرتان، على الرغم من ثباته إلى أن قلبه بات ينتفض كعصفور صغير فقد كل مقومات الحياة.

نهض ساري بوهن ما إن تخلى الدوار عنه، صدى كلمات زين تصدح في عقله وتغيبه، سار بترنح بيد أن هدفه ذاك المسدس الذي وقع من يده، وقبل أن يصل إليه استوقفه صراخ علي تلاه هجوم مباغت

حجظت زمردتيه وهو يبصر كيف تحول الوسط إلى عراك دموي بينهما، وأخذ يراقب شراسته، كان يهاجم بينما دفاع زين قد اهتز كليًا، مما أجبره على السقوط، ثم قفز راكضاً باتجاه السلاح ليحمله بيده صارخاً بحدة

-إياك أن تتحرك لا تجبرني على قتلك

وقف زين ينفض التراب عن ثيابه، والغضب قد استفحل في صدره وهو يتوعد لعلي بحساب عسير، وعيناه تفضح جموده، بيد أن تصرفات علي باتت عكس توقعه ليشتمه قبل أن ينطق بحدة

-ابعد هذا السلاح من يدك

أدرك ساري أن علي ليس شاباً عادياً هينًا، فمجرد استحواذه على السلاح قلب كيان زين، مما أكد له أن زين يعرفه جيداً وقبل أن ينطق علي بكلمة صوت سيارات الشرطة اضرمت نيران القلق بكيانهما وقبل أن يهربا كانت المنطقة محاصرة.

أسرع علي برمي المسدس بينما وقف زين متبختراً مكتف الذراعين يراقب الاثنان بانتشاء، عشر دقائق كانت كافية لدحض كل كلمة تبرير عن نفسيهما ليتم اعتقال الاثنان إلى مخفر الشرطة المركزي

الأشينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن