{ستزهر أمنياتنا يوماً فاسقها بالصبر والجد}
تم قبول لجين بالمدرسة بعد الامتحان الذي خرجت منه بتفوق أدهش كادر المدرسين لكونها منقطعة عن الدراسة
إذ صنفت بأنها أفضل من متفوقو طلابها الحاليين، لم يكن صعبًا عليها إذ كرست نفسها وجهدها للعلم ولم تضيع دقيقة بغية الوصول إلى هدفها، المنشود.
أصبحت حديث الجميع وحظيت باهتمامٍ خاص من المدرسين لتميزها ورؤية مستقبل باهر ستناله بمثابرتها، وكما هو الحال كل تميز طريقه منحدرة قاسية لا مفر من الهروب منها، فالعثرات كثيرة، والتحديات قاسية، وربما تكون الحياة ظالمة غدارة تسرق الأحلام بتفاخر.
داخل فناء المدرسة كانت جالسة، تحتضن كتابها بهدوء انطبع على محياها، إلا أن التوتر والقلق لم يبرح مكانه من صدرها، وما تزال كلمات أمجد تتردد في ذهنها باستمرار
«سترتادين المدرسة بهوية جديدة، لم أغير اسمك لكنني أبدلت اسم العائلة وأمك وأباك، الحذر واجب، ومن أجل سلامتك يحتم عليك التماشي مع اسم عائلتك الجديد، شيء آخر السيارة ستقلك من باب المدرسة فلا تبتعدي عنها، لا تجعليني أقلق عليك فكوني حكيمة وحريصة كي نتفادى أي خطر قد يفتك بك اتفقنا»
زفرت بثقل وهي تردد بخفوت اسمها المقرون مع اسم العائلة الجديد كي تعتاد عليه، ليجفلها صوت انبعث من خلفها يحدق بالكتاب الموضوع بين أناملها فيجعلها تتيبس لبرهة
-كتابٌ طبي، للدكتور الجراح عبد الرحيم سيرين، يا الهي هذا يعيد لي الذكريات
بقيت أعصابها مشدودة وهي تحلل ما سمعته من تلك الشقراء المتطفلة، ظلت تنظر إليها والجزع يغلف ملامحها ويسرق لون وجهها الطبيعي.
حين لاحظت شدة وقع تدخلها ابتعدت ووقفت أمامها مضيفة بحرج
-أعتذر عن إخافتك، في الواقع جذبني الكتاب الذي تقرأين به، ولو لم يكن عند والدتي نسخة منه ما كنت لأعرفه، نحن وعائلة سيرين تجمعنا صداقة قديمة، حسنًا ليس الجميع إنما أمي وأبي فقط، فأنا لا أعرف أي فرد منهم عدا الطبيب، الذي أصدر هذا الكتاب بعد مناقشته لرسالة الدكتوراه خاصته وزوجته هي من أهدته لأمي
بقيت على تصنمها تحلل كل كلمة سمعتها، ابتسمت الشقراء بعذوبة قبل أن تكمل
-كنت أراقبك منذ أسبوع، الفتيات هنا معظمهم يطغى عليهم الغرور والتميز، يكرهون الطالبات الجدد وعلى الخصوص المنضمات بمنحة دراسية كحالتك
-منحة دراسية؟!
بصدمة نطقتها لتؤكد الأخرى بجدية
أنت تقرأ
الأشين
Mystery / Thrillerأردت أن أصلح الأمور فكانت تصرفاتي بنظرهم ملتوية لا تقبل التبرير، أيكره المرء عائلته؟! أيحقد على أمه وإخوته؟! في كل مرة أمنحهم فرصة يرفسوها بقسوة لترتد علي بالذنب الكبير، لماذا يعتصر فؤادي الألم وأنا أكرهها، لماذا رحيلها يؤلمني وأنا الذي كان يتوق لسا...