(7) الوسادة

288 42 143
                                    

«نمضي قدماً لنوقد شعلةً قد انطفأت منذ دهور، أعدمت الإنسانية من قلوب البشر بإخمادها، استحالت العودة الى حين ظهور من يجبرها على الاستيقاظ، عذراً ياعمر فما أقيم عدل في البلاد بعدك »

جحظت عينا جود التي تعانق وجه جوري، لكأنها تصرخ في وجهها بألم، تنهار الكلمات ويموت الفرح في مقلتيه، لازال جلاده يشد شعره بقوة

ابتسامة نصرٍ خبيثة قد ارتسمت على وجهه المظلم، ركضت عيناه فاضحة ما يجول في خِلد جود لوهلة، ثم تبعها هدوء بدد ملامح فريسته فجأة ليرتاب من صمته إذ اختفت أنفاسه وسكن جسده دون أي رد يبرز غيرته وغضبه الذي اتصف به عن سواه.

بقيت زرقاوتيه تحدقان بالصورة قائلاً ببهوت

_من جوري هذه؟

سؤالٌ أفقد زين هدوءه لينهال عليه ضرباً بلا رحمة وذاك مستقبلاً وحشيته بصمتٍ يتخلّله آهاتٌ مكتومة لم يعرها اهتمام بقدر ما حلَّ بداخله، فكانت جوري تنزع روحه ببطئٍ شديد، يشتم عجزه وحمقه الذي كان السبب في كل ما حصل

زاغ بصره وتقيأ دماً، أنفاسه المتثاقلة أبت الخروج بسلام فكان سياطها عليه قاسياً، تأرجح رأسه بوهنٍ شديد ويداه مقيّدتان بأيدي الرجلان .

_تكلم أيها القذر، تكلم

عاد لضربه بجنون ساخطاً لاعناً بينما جود بات ميتاً بين يديهم عاجزاً عن الحركة، ليوقف انفعال زين دخول شاب على عجل مرددًا

_سيد زين وردتنا أخبارٌ مهمة

التفت زين يحدجه  بقسوة شنت غارات التوجس في جسده ليظل صامداً بزيف، مترقباً لرده العنيف الذي يعرفه، خطواتٌ لئيمة اتخذها نحو الزائر صارخاً .

_كيف تجرؤ على مقاطعتي ؟

نال لكمةً قاسية سالت إثرها دماءٌ خفيفة من جانب شفته، ورغم الغضب الذي اكتساه إلا أنه أسقطه قائلاً

_اعذرني يا سيدي لم أستطع الانتظار

أخرج زين منديلاً معطراً من جيبه ومسح يداه الملوثة بدماء رهينته قائلاً .

_هات ما لديك بسرعة

_وردتنا معلوماتٌ تؤكد أننا أمسكنا بالرجل الخطأ

نظرةٌ حادة تنذر بوعيد للذي يتحدث ما لم يدعم حجته، بينما جود صعق مما سمعه لتعلق عيناه على ذاك الذي يتحدث بثقةٍ كبيرة، كان يمرر بصره على ملامحه بشرته السمراء، عيناه بنية داكنة لحيته خفيفة، كستنائي الشعر فارع الطول ببنية صلبة، لا يتذكر أنه رآه من قبل فمن هو؟

الأشينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن