(9) أشباح الموت

316 40 148
                                    

وخير الوهائب صديق، يدلك على الطريق، بإخلاص ولين

صدح صراخٌ فزع أرجاء المنزل أصاب ساكنوه في وجل، لتحث والدته خطاها هلعة لمعرفة ما يحدث عند ابنها وقبل أن تدخل وصل لسمعها

-توقف أرجوك لن أكررها مجدداً أعدك، ساري أنزلني هذا يكفي أكاد أسقط

كزت على أسنانها بغيظ لتعود أدراجها متمتمة بحنق تدق الأرض بقدميها بعد إدراكها لعبث الاثنان

- الشقيان متى سيكبران

رأسه متدل من النافذة، يرى الأشياء مقلوبة والهواء يصفع وجهه من كل ناحية، شعره الأشقر يتطاير، قلبه يدق بخوف وصراخه لم يتوقف ومعذبه يستمتع بذلك تشفيًا على قنبلته التي فجرها في منزله

كان ممسكاً بخصري صديقه محاولاً رميه من النافذة وهو يقول بحدة

-أيها الوغد ألن تجد كذبة رخيصة غير تلك لتنفثها أمام والدي

صرخته علت حين أرخى ساري يديه ليتدلى رامي أكثر وهو يحاول التشبث بيديه عاجزاً عن إمساك شيء يساعده على المقاومة، فقد باغته صديقه ولأنه لم يعتد على قسوته الجديدة وقع في مصيدة ثقته العمياء

-أقسم لك لن أكررها أنزلني، ساري أشعر بالغثيان، أشفق علي، لقد تبت

-مدخن وصاحب مجموعة من الصعاليك، لم يبق سوى أن تقول أنني أتعاطى وهكذا تكون سويت صورتي أمام والدي بشكل رائع، لا، وأنت المثالي الصالح الذي يسعى لارجاعي، أيها الشرير سأريك

أرخى يديه مجدداً ليعاود رامي الصراخ مع ضحكات تفلتت من فمه قسراً وهو يتذكر ملامح كمال حين فجر قنبلته التي لاقت تصديقاً سريعًا

ثم اشتد حنق ساري من ضحكات صاحبه ليهزه بعنف وهو يردد باستياء حيث بات يتأرجح في الهواء فاشتد هلع وكتم ضحكه

-تضحك ها، سأريك

أحس بثقل هائل في رأسه لكأن الدماء كلها تجمعت فيه ليعود إلى توسلاته

-توقف أرجوك، سأتقيأ، أنزلني لم أعد أحتمل، قلت لك لن أكررها

لاحظ احمرار وجهه قد برزت قانيته ليشفق عليه فيسحبه تاركاً ويتركه بغلظه، ارتطم جسده على الأرض ليتأوه قائلاً بعد أن استعاد توازنه

-على الأقل أنزلني بلطف، تباً لك بدل أن تشكرني لانقاذك من استجواب سيجبرك على البوح بكل شيء، ها أنت توبخني

ضربه على رأسه مجيباً بامتعاض

-لم أكن بحاجة لك ولا لكذبتك التي زادت الأمر تعقيداً

الأشينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن