تصدمنا الحقائق التي يخبؤها القدر لنا في منتصف المحن لتتلفنا، تدمر سدود أمانينا، فتغرقنا بفيضانها، وهنا على كل من بنى مملكته المنيعة أن يبشر بالنجاة
وقف أمامه وابتسامة مستفزة هزمت عدوها وأثارت حنقه ليسمعه هاتفًا بغلظه-أيها الصعلوك الوضيع كيف تجرؤ على الدخول إلى هنا
هيجت كلماته اللاذعة أمواج غريمه العاتية التي تدمر كل ما تمر به وتعيث به خراباً لولا سدودها المنيعة التي أقامها في جوفه، مكتفيًا ابراز ملامحه الهادئة واستقراره النفسي، ليجيبه بجفاء
- لا آخذ الإذن منك حين أدخل وأخرج
تجاهله وسار خطوتين غير آبهٍ به، فحال بينه وبين ابتعاده بجسده قائلًا بتهكم وازدراء
- رامي، هل أخبرك أحدهم أن الدخول إلى هنا كالخروج؟ لا تقل لي أنك جئت متوسلاً إلى الأمير كي يصفح عنك
كز على أسنانه بغيظ وتوتر غزا سماويتيه وهي تطالع الواقف مصرًا على مواجهته ليبصر ابتسامته المستفزة التي تعرب عن نصره في زعزعة مشاعره ليردف
-ما تزال خيانتك حيةٌ في الذاكرة وعبرة لكل معتبر
بقي على صمته يفرغ غضبه في قبضتيه المغلقتان بقوة وهو ينصت له بيد أن الخوف قد قرأه محدثه كيف نكت ملامحه الهادئة مستطردًا بحزم
-لقد عرف الجميع حقيقتك وخبثك، لا أظنك نسيت أنك منفي ولا يحق لك التجول هنا خاصة لذا وبتهمة دخولك سآمرهم بسجنك
وقبل أن ينادي على الحرس، أخرسته فوهة المسدس التي أشهرها أخيرًا، ليصعك من جرأته الكبيرة التي حالت بينه وبين إدراك كل تحركات رامي خصوصًا يسراه العابثة بجيبه - وهو يتساءل؛ من أين حصل على السلاح؟! مدركًا خطأ عمه الحاكم في اتخاذه قرارًا متهورًا في تركه، إذ كان عليه أن يعدمه كي يتقي شره- قائلاً بتهديد أرعب الواقف
-أفعلها صحيح، وكما قلتَ سابقاً، أنني حاولت قتل الأمير دون رحمة وأنا الآن أفعلها إن تفوهت بحرف أو آتيت بأي حركة لا تعجبني، دعنا نتحدث قليلاً حول ما جرى
رغم تراقص عينيه رعباً ويقينه بتهور عدوه - كيف لا وهو يعرفه أكثر من غيره وما إن يعزم على أمر لا يتركه ناقصاً- ظل متصنعاً الثبات لكن رامي خير من يعلم حالته الهلعة ليبتسم بمكر مستطرداً
-إن تحدثنا عن الخيانة فخير من يضرب المثل به هو أنت يا إياد
إياد!! هكذا وبكل جرأة ووقاحة خاطبه وقد أغضبت صاحبها ليعقد حاجبيه محدقاً بوعيد
لاصقت فوهة المسدس جبهته مما أجبرته على إزالتها بخوف والتزام الصمت منصتًا وقد انقلبت الأدوار الآن
-لم تجرؤ على البوح لأحد بما فعلته سابقاً ليفترسك مرض عصبي إن لم أريحك من حياتك فهو سيتكفل بالأمر
أنت تقرأ
الأشين
Mystery / Thrillerأردت أن أصلح الأمور فكانت تصرفاتي بنظرهم ملتوية لا تقبل التبرير، أيكره المرء عائلته؟! أيحقد على أمه وإخوته؟! في كل مرة أمنحهم فرصة يرفسوها بقسوة لترتد علي بالذنب الكبير، لماذا يعتصر فؤادي الألم وأنا أكرهها، لماذا رحيلها يؤلمني وأنا الذي كان يتوق لسا...