(23) تضافر

153 24 59
                                    

كل شيء توقعت حدوثه إلا أن أُخرج ذاك الوجه الأسود الذي يقبع مختبئاً داخلي

جنايتي برزت في التحلي بصفات من أكرهه

كان التغيير الشاسع الذي أحدثته أمارات هذا العالم المظلم علي

كرهتها ونفسي التي ألفت طريقها الملتوي.

في تلك الليلة الباردة؛ العاشرة على عدم لقائه بخليله المُعْرٍض عنه؛ اختلا بسيف، وأجبره على الحديث حول ما جرى بين الاثنان تفصيلًا، يريد وضع الأسباب حتى لا يظلمه بأحكامه، لم يشأ الآخر إخفاء شيء، لكونه يرى تصرف علي مشينًا غير صائب ومن واجبه كصديق أن ينجيه من قرارات مبطنة بهلاكٌ حتمي، لم يكن مؤيدًا لتصرفاته بل رغب بمن يساعده على خطو خطوته المترددة في إيقافه وإبادة الفتنة التي أشاعها.

كان يستقبل اعترافات سيف بصدر منقبضٍ متألم، بقي لمدة يحاوره، وقد لاح إعجابه بنبله فعرض عليه الانضمام لحِلْفِه نظرًا لحاجته لرجل مثل سيف في عمله، ولم يرفض عرضه حين وجد الطريق الذي يسلكه يخدم مبادئه التي نشأ عليها، وبالمقابل أخرج كل ما يتوجس منه وكانت هذه المقابلة في بالغ الأهمية لدى الطرفان، حيث انقشع الكثير من الغموض حيال مخططات علي؛ إذ حصره سيف في الفندق بحيلة ماكرة استطاع من خلالها فعل ما يجب عليه.

بعد انتهاء المقابلة عاد للحجرة براحة عازمًا على إقناع علي الذي اعترض من البداية على هذا اللقاء، وقد عاد رامي لمنزله محملًا بخيبة ومشاعر مختلطة أبت أن تجد لها مرسى فبقيت تتلاطم في جوفه بلا هوادة.

ولج إلى الحجرة وحطت عيناه على ذاك المقيد بأصفادٍ من حديد استطاع على حين غرة إحكامها في يديه أثناء عراكهما الشرس، إذ ليس من شيمه الغدر بمن أمنه على خططته السرية لكن هذه المرة كانت بادرته لأجله ليس إلا.

شعورٌ عارم بالضحك ساوره إلا أنه احتفظ به بسبب تلك النظرات الشرسة التي تتوعد له، ولم يدم الصمت طويلاً حتى سمعه يصرخ بحنق وحدة

- سيف أيها الوغد فك قيدي حالاً

بحاجبيه اعترض وهمهمات خافته أغاظته ليحاول وحده التخلص منها عبثًا ثم يكرر صراخه الحانق

-هذه المرة لن تنجو من غضبي، سأقطعك بيدي

لم يستطع تمالك نفسه حتى غشاه الضحك، وذاك يفور من الغيظ هاتفًا بغلظه

-اخرس

ضيق عينيه ورفع حاجبيه مستفزًا صاحبه ناطقًا بسخرية

الأشينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن