وإن داء الخيانة، خبيثٌ مستبيح، يبتر الأمانة، ويبقي القلب عليل
داخل الفندق جالسٌ قرب النافذة يتفحص الأوراق التي وضعها سيف أمامه، وملامحه المنقبضة كانت تجبره على المراقبة ليس إلا
-سيف كن حذرًا في مهمتك لا أريد لأحد أن يعلم أنني من أرسلك، أما عن لقائك بمعاذ فاحرص على أن يكتم عنك ذلك وليبقي الجميع على أهبة الاستعداد
-هل ستشهر عن غايتك بعد عودتي؟
-هذا يعود على الوقت إن كان متاحًا أم لا، متى سيأتي علي؟
-بعد العاشرة
-بقي ساعتان إلى حين عودته سأغفو قليلًا
هز سيف رأسه قبل أن يسأل
-سمعت بأن «زياد سعد» قد تم ترشيحه من قِبل الأمير ليصبح مستشاره، لكن بعض الوزراء قد اعترضوا
-لن يستطيعوا فعل شيء فقد تقلد منصبه بالفعل
-أتعلم بأن تنصيبه بمثابة صفعة قوية للضابط زين ولولا لهاث الألسن بأخطائه لكان الآن بمكانه
-بلا شك حقده الآن على ساري قد تفاقم، علاوة على ذلك كلما ابتعد عن السلطة كان هذا خير لنا ومنحة للسيطرة على ذمام الأمور، لكن ما أخشاه أن يعود ذلك بالضرر على أسيل.
- لن يمسها أي ضرر
ركضت الأعين نحو الوافد وهو يغلق الباب خلفه وملامحه منقبضة لا تبشر بخير ليقترب وسط استفهاماتهم من عودته المبكرة، خلع حقيبة سلاحه ووضعها على الطاولة مردفًا
-وسيصبح منصب المستشار من نصيب زين
وقف رامي يطالعه بحدة نابسًا باستنكار
-ماذا قلت؟!
- هذا الأمر مفروغ منه، وأنت تعلم أن الأمير مالك لن يصدق إشاعات ليس لها أصلٌ في الصحة ففي النهاية هو لم يختطف شقيقة ساري، بل هي من جاءت إليه
غضن رامي حاجبيه واقترب منه قائلة بغلظة
-أتعي ما تقوله أم أن عقلك أخذته السكرة
ابتسامته المعهودة هذه المرة استفزت محدثه بينما سيف بقي مكتف الذراعين يراقبهما ويشعر أن خلف أقواله أمرٌ آخر لا يدرك كنهه بعد
-أعلم بأن زياد رجل ذو سلطة وسمعة طيبة بين أقرانه ومتغلبٌ على منافسيه، خصوصًا أنه من خاصتك، لذا ستجبره على التنازل عن منصبه لزين، هذا خير لكلاهما
-أطبق فاهك ولا تكرر هذا على سمعي مجددًا، في حين أحاول ابعاد زين عن دائرتي، أنت تسعى ليخترقها، لا تجرنك العاطفة نحوه واعلم ما إن شعرت بتذبذبك فلن أتوانى عن
أنت تقرأ
الأشين
Mystery / Thrillerأردت أن أصلح الأمور فكانت تصرفاتي بنظرهم ملتوية لا تقبل التبرير، أيكره المرء عائلته؟! أيحقد على أمه وإخوته؟! في كل مرة أمنحهم فرصة يرفسوها بقسوة لترتد علي بالذنب الكبير، لماذا يعتصر فؤادي الألم وأنا أكرهها، لماذا رحيلها يؤلمني وأنا الذي كان يتوق لسا...