لا تلوث جنانك بشوائب البلاء، ونقاؤك مرهون بحسن أداء
رياح مسمومة حملت في جعبتها سهامٌ حادة اخترقت صدورهم، ثَقل تنفسهم وتشوشت رؤيتهم، حتى أجسادهم لم تستطع حملهم، فسيطر الوهن الكاسح عليهم.
تحديدًا في الدور الرابع ولج يجر عربة ملأها بستائر المكان -إنه موعد تبديلها- يرتدي بذلة رمادية مخططة بلون أصفر وقبعة ممثالة مع كمامة بيضاء، يسير في رواق الشركة بهدوء، كانت عيناه تتفحص المتواجدون باهتمام، ومقاومتهم التي باتت تتلاشى رويدًا رويدا، وقف عند حجرة هدفه ليفتح أحد الحراس فمه متثائبًا وهو يشير بيسراه للعامل أن يلج قائلًا بصوت ناعس
-أسرع في تبديل الستائر واخرج
هز العامل رأسه بإذعان وولج للداخل ليبصر شادي منكفئًا على طعامه يتناوله بشهية، وقف عند الباب منتظرًا إشارته بعدما نطق
-المعذرة سيدي لدخولي الآن، لكن السيارة قدمت لأخذ الستائر إلى المغسل
أشار له بصمت أن يتم عمله، والذي أراحه عدم رفع بصره ليراه، هم بتأدية عمله وهو يرسل نظراته بين فينة وأخرى عليه، منتظرًا مضي الوقت، وفرصة تساعده على تنفيذ ما يدور برأسه، أزال آخر ستارة ووضعها داخل عربته ليُسقِط منها شيئًا صغيرًا أسود اللون، جذبت أنظار شادي، وسمعه يتساءل
-ما هذه؟ تبدو شريحة
هب من مكانه على عجل وبسبب صدمته بما رآه اختنق بطعامه المحشو في فمه ليرمي العامل الشريحة من يده ويتجه نحوه حاملًا كأس ماءٍ كي يساعده على تجاوز شردقته، شرب الماء دفعةً واحدة وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يقول
-أعطني ما وجدته
-حالًا يا سيدي
بقي شادي جالسًا ينظر للعامل الذي ابتعد عنه وقد شعر بشيء ثقيل يهاجم رأسه، ثم بدأ التشوش يغطي عينيه ليفركهما ببطئ وما زالت عيناه على العامل الذي ابتعد وشعور التوجس تعاظم في صدره، فصاح بعصبية
-أنت، ما الذي أخرك ؟!
-المعذرة يا سيدي قد أضعتها لخوفي عليك عندما اختنقت
-أيها الغبي ابحث عنها، لن أرحمك إن لم تجدها
-بأمرك
بقي عقل شادي عند الشريحة، وخشي أن تكون أداة تنصت من أعدائه، إذ أن الحجرة قد تم تفتيشها صباحًا ولم يكن بها أي شيء فمن أين أتت هذه؟
دوار شديد داهمه واختناق كمش صدره كفك مفترس، حاول النهوض فخانته قدماه، أراد الصراخ فعجز عن ذلك، عندها سمع العامل يهتف
أنت تقرأ
الأشين
Детектив / Триллерأردت أن أصلح الأمور فكانت تصرفاتي بنظرهم ملتوية لا تقبل التبرير، أيكره المرء عائلته؟! أيحقد على أمه وإخوته؟! في كل مرة أمنحهم فرصة يرفسوها بقسوة لترتد علي بالذنب الكبير، لماذا يعتصر فؤادي الألم وأنا أكرهها، لماذا رحيلها يؤلمني وأنا الذي كان يتوق لسا...