أطلقي سراحي!

29.3K 885 41
                                    

( 4 )

_ أطلقي سراحي ! _

وقف "چاد" أمام سرير "سيرين" الخاص، و الذي يلائم جسمها الضئيل تمامًا.. إبتسم لها و هو يدفع بطوق الألعاب المعلق فوق رأسها، لترتطم مجموعة الأجراس و الدُمى ببعضها بعض مصدرة الأصوات الموسيقية الجميلة

فتضحك الصغيرة بمرح محبب أجبره على الإنحناء صوب وجهها رائع الجمال ليسرق عدة قبلات مستغلًا عدم تواجد أبيها في الجوار.. إلا أنه يشعر فجأة بتلك القبضة التي أمسكت بياقته من الخلف قبل أن تمس شفتاه إنشًا واحدًا من بشرة الطفلة ...

-ماذا تفعل بإبنتي يا فاسق العائلة ؟!! .. قالها "هاشم" مزمجرًا و هو يجتذب "چاد" بعنف بعيدًا عن سرير إبنته

ضحك "چاد" مغالبًا صدمته السالفة و قال و هو يعدل قميصه الذي تجعد في قبضة إبن عمته الفولاذية :

-و ماذا تراني أفعل لقطعة السكر هذه ؟ كنت سأقبّلها قبل أن تمسك بي و تمنعني في اللحظة الأخيرة !

إحمّر وجه "هاشم" غضبًا و هو يقول مكشرًا عن أسنانه اللامعة :

-من حسن حظك أنني قد أمسكت بك. و إلا لكان تشوّه وجهك الجميل على يديّ. أنت تعرف إن سيرين منطقة محظورة تمامًا چاد حتى على الأقربين

چاد بنعومة : أرجوك هاشم. كف عن أداء دور الرجل الصارم هذا معي. فأنا لست ريان. إلهي كم تغيرت منذ إستلامك لواء العائلة ! .. و نظر إليه بتفحص مكملًا :

-أو. لعل ذوقك في الملابس هو الذي تغير.. بحقك ما هذا الذي ترتديه ؟!!

كان يعاين ما يرتديه بنظرات مشدوهة، فهذه المرة الأولى منذ زمن ليس بالقريب التي يراه فيها داخل تلك الملابس الشبابية المحضة، دائمًا ما كان يفضل الشكل الرسمي و المتمثل في البذلة و ربطة العنق الأنيقة

لكنه اليوم.. بل الآن، كان مختلفًا.. كليًا.. بتلك الكنزة البيضاء الضيقة التي إحتوت جزعه الضخم بتناسق، و هذا السروال الچينز الداكن و الحذاء الرياضي ذي العلامة التجارية الشهيرة.. حتى قصة شعره الفوضوية، ماذا دهاه يا ترى !!!!!!

-لماذا ترمقني هكذا ! .. دمدم "هاشم" بضيق

-ألم تراني أبدًا في ثياب كتلك ؟!!

هز "چاد" رأسه قائلًا :

-الأمر فقط.. إنه قد مر وقت طويل. يا أخي كدت أنسى أنك شابًا و تمتلك تلك البنية اللائقة. فأنت دومًا تخفيها وراء ملابس العمل الخرقاء !

عبس "هاشم" و هو يقول بصوته الآجش :

-آجئت تستقصى شكلي و ملابسي ؟ أرى أن مكوثك بالبيت بلا عمل أو دراسة و إلتصاقك بعماتك و بناتهن جعل تطلعاتك أشبه بأمور النساء !

و إستدار متجهًا صوب خزانته و هو يخلع تلك الكنزة في طريقه، بينما يتمالك "چاد" غضبه من كلمات "هاشم" القاسية و يقول ممتعضًا :

كيف أقول لا ... للمبدعة مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن