(24) _ خسئت ! _

20.6K 848 54
                                    

( 24 )

_ خسئِت ! _

تجاهلت "فرح" كل محاولات "هاشم" للتواصل معها ...

و هي تجلس وراء الباب الفاصل بين الغرفتين التابعتين للجناح المزدوج الذي أوردهما إليه المدعو "طارق الرشيدي" لمدة إسبوعًا مجاملًا بمناسبة الزواج

إلا أنها منذ وطأت قدماها تلك المدينة السياحية الضخمة كرهًا برفقة زوجها و عائلتها، لم تعد تشعر إلا بضيق الصدر و الكرب الشديد.. و كان كل همها الإلتقاء بكابوسها الأوحد.. خشت كثيرًا لو إلتقت به مرة أخرى... لا تعرف ما الذي سيكون عليها أن تفعله لو وقع هذا !!!

إلى أين تهرب ؟ و إذا حاولت هل ستنجح في وجود زوجها ؟ لقد فشلت بمحاولتها السابقة حتى و هو لا يعرف نواياها أو أيّ شيء ممّ كانت تخفيه عنه.. فما الخبر الآن ؟ و هو قد أصبح على علم بكل شيء ...

إنتفضت "فرح" من جديد عندما سمعت صياح "هاشم" الغاضب مع طرقه العنيف على الباب :

-قسمًا بالله.. إذا لم تخرجي إليّ الآن. لأحطمن هذا الباب الذي تحتمي به فوق رأسك يا فرح.. إفتحي لن أكرر تحذيري مرةً أخرى !

ترد "فرح" و صوتها يرتعش من ثقل الغصة المُرة بحلقها :

-ماذا تريد مني ؟ لقد نلت ما أردته و جلبتني إلى هنا رغمًا عني. حققت مرادك فماذا هناك بعد ؟ دعني و شأني أرجوك يا هاشم !

-قلت لك إفتحي الباب ! .. هتف بحنق عبر أسنانه

فلم تجد بدًا من الإنصياع إليه ...

إعتصرت جفناها بقوة و هي تلتفت باحثة بيدها عن المقبض، أمسكت به، أدارت المفتاح بالقفل، ليدفع "هاشم" بالباب فورًا، و يلج إليها و الشرر يتطاير من عينيه ...

-تظنين أن مجرد باب بإمكانه أن يحول بيني و بينك يا سيدة ؟ .. قالها "هاشم" مجتذبًا إياها من ذراعها بمنتهى العنف

أطلقت "فرح" آنة مكتومة و هي تتطلع إليه مقطبة الجبين، و قالت بمعاناة :

-هاشم.. أنت ترى ماذا أفعل لأجلك. حتى الآن لم أرد لك كلمة. أنا أطيعك رغم ما تمليه عليّ إرادتي.. أما إكتفيت من إذلالي و لو قليلًا ؟ إتركني بالله عليك !

هاشم بسخرية : أنت تعرفين الله و تستحلفينني به ؟ أنت أيتها الزانية الفاسقة ؟!! .. ثم قال بقساوة :

-ما تركتك اليومين الماضيين إلا لأروض نفسي حتى لا أزهق أنفاسك ما إن وقعت تحت يديّ. لكن الآن و ردًا على سؤالك لا.. لا لم إكتفي من إذلالك بعد. و لن أرحمك يا فرح و لن أشفق عليك للحظة.. لا تظني بأني قد جلبتك إلى هنا لنقيم شهر عسل حقيقي. في الواقع أن أيامك معي هنا ستكون أسوأ فترة تمر عليك بحياتك

سالت دموعها و هي تسأله بصوت ملؤه النحيب :

-إذن لماذا كلفت نفسك و عائلتنا عناء السفر ؟ لماذا جئنا إن كنا لن نقضي أيامًا مثل أيّ عروسين سعيدين ؟!

كيف أقول لا ... للمبدعة مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن