( 30 )
_ هذه بتلك ! _
يسير "ريّان" صعودًا بين إثنين من أفراد الحراسة العتاة، إذ كانت أحجامهم الضخمة غير معقولة بالمرة.. و كأنهما ليسا من البشر، أيّ شيء آخر غير البشر
كانت مجرد بضعة درجات بالطابق الأخير للمبنى، تفضي إلى ممر قصير بنهايته بابًا لغرفة مغلقة ...
تقد فرد الحراسة برشاقة و فتح الباب، بينما الأخير خلف "ريّان".. ثوان، و صاروا داخل غرفة المكتب المضاءة بآشعة الشمس المنخللة عبر النوافذ الزجاجية
ما إن تزحزح ذاك الحائط البشري من أمام عيني "ريّان" حتى لمحه أخيرًا.. يجلس في إنتظاره وراء طاولة ضخمة لماعة حملت أدوات أعماله كلها
هذا هو... "طارق الرشيدي".. النذل النبيل، الشاذ عقليًا، الخسيس مغتصب الأطفال !
-أهلًا أهلًا ريّان ! .. هتف "طارق" بتهذيب شديد و هو يقوم من مكانه مغلقًا زر سترته
علت وجه "ريّان" تكشيرة تلقائية لم يتسطع التحكم بها، بينما يقبل "طارق" عليه مبتهجًا بغرابة و هو يقول :
-إنها لجسارة منك أن تأتي إلى هنا. لكني حقًا سررت بقدومك. كنت لآت أنا إليك !
رمقه "ريّان" من أعلى لأسفل قائلًا بإقتضاب :
-حقًا ! أثرت فضولي سيد طارق.. هل من خبر ؟!
وقف "طارق" أمامه، كان يوازيه طولًا تقريبًا، لكنه لا يوازيه غضبًا بكل تأكيد.. فقد كان غضبه واضحًا للعيّان، رغم أنه تدرب كثيرًا على ثباته الإنفعالي قبل أن يجيئ إلى هنا و يمثل أمامه !!!
يبتسم "طارق" بوداعة و هو يقول مشيرًا لحراسته دون أن يحيد عن "ريّان" :
-الخبر عندك يا ريّان. قله و سأنبئك بمّ تود معرفته بالضبط !
ينتفض "ريّان" بقوة حين شعر بذراعي الحارس تكبلانه من الخلف، بينما الآخر يقوم بتفتيشه كليًا، أخذ يتململ بعنف صائحًا :
-أهكذا تعاملون الزوار يا طارق باشا ؟ هلا شرحت لي ما يجري !!
طارق بلطف : إسترخ ريّان. إن هي إلا إجراءات أمنية
ريّان بحنق شديد :
-ممّ ؟!!
في نفس اللحظة ينهض الحارس ممسكًا بالسلاح الناري الذي كان يخفيه "ريّان" بجوربه السميك... يسلمه إلى "طارق" ليقول له بإبتسامة ماكرة :
-من هذا يا عزيزي. بالطبع لا تخالني لا أدرك نواياك منذ تلك الليلة بالفندق !
تجهم وجه "ريّان" و تفاقم غضبه بشدة و هو ينظر إليه بحقد مستعر ...
أطبق فكيه بقوة قائلًا بلهجة مستوحشة :
-أيها الجبان الحقير.. تحتمي برجالك ؟ و الله لن تكون نهايتك على يد أحدٍ سواي. سأقتلك يا طارق الرشيدي. تالله لأقتلنك !