(22) _ زهور ! _

20.6K 786 49
                                    

( 22 )

_ زهور ! _

عادت "فرح" إلى أرض الواقع من جديد.. عندما شعرت بهزة قوية تصيبها يتبعها صياح إحدى عماتها :

-ويلاه. فرح.. فرح أفيقي. ويلاه ما الذي حدث لك ؟!!!

كانت ترى حلمًا بشع قبل يقظتها المباغتة، كان نبض قلبها يتسارع بإفراط لولا مجيئ عمتها لربما كان توقف تمامًا ...

تآوهت "فرح" بحرقة شديدة و هي تزيح جفنيها المطبقين بصعوبة.. رباه !

إن جسمها منهك بصورة مريعة، بل إن كل عضلة فيها تئن وجعًا.. و كأن ثقل عزيم يجثم فوقها، و كأن قطار مر عليها و دهسها دهسًا، لم يكن سهًلا عليها القيام أبدًا

إلا أنها بمساعدة عمتها "فاتن" التي أصبحت تراها جيدًا الآن ...

أمسكت "فاتن" بها جيدًا و رفعتها مرة واحدة لتجلسها على طرف السرير و هي تقول :

-على رسلك.. ها نحن يا عزيزتي. إستريحي.. أجل !

لم تترك "فرح" الملاءة التي دثرت بها جسمها العاري طيلة الليل تسقط منها أبدًا، كانت حريصة على الإمساك بها بكلتا يداها رغم الآلام المبرحة التي ألمت بها كليًا

أخذت تتنفس بعمق مرارًا و سعدت للغاية لأن شعرها الذي تهدل فوق وجهها حجب الكدمات و آثار الضرب العنيف عن عمتها، لكن هيهات.. لقد رأت "فاتن" كل شيء تقريبًا !

-فرح أرجوك أخبريني من الذي حدث لك !!! .. قالتها العمة "فاتن" بجزع شديد و هي ترفع خصيلات الشعر المسدلة على وجه الأخيرة

تأوهت "فرح" مجددًا حين لمست "فاتن" كدمة بليغة بمنتصف الفك.. إعتذرت منها فورًا قائلة :

-آسفة. آسفة يا عزيزتي.. إلهي ! ماذا حل بك ؟ من فعل بك هذا ؟ لا يمكن أن يكون هاشم طبعًا !

غمرت الدموع عينيّ "فرح" عندما أتت عمتها على سيرته، لم ترد عليها، فرددت بصدمة و هي تتلفت حولها :

-مستحيل ! أين هاشم ؟ هو ؟ لماذا فعل ذلك ؟ الويل له.. سأجعله يندم على ذلك. سأفضحه بين العائلة كلها !!

إرتعدت "فرح" مذعورة بعد سماع ذلك، لتنظر إلى عمتها فورًا و تتكلم أخيرًا ...

-عمتي فاتن لا ! .. كان صوتها سقيمًا منهارًا، كما بدنها و وجدانها تمامًا

توسلتها بينما الدموع تفيض من عينيها الجميلتين و تحرق جروحها النابضة :

-لا تفعلي.. أرجوك. لا أريد المزيد من المتاعب. إذا كنت تهتمين لأمري فأكتمي علينا هذا.. الخطأ مني أنا. أنا التي إمتنعت عن هاشم ليلة أمس. لم أكن متعاونة بتاتًا و لم أسمح له بالإقتراب مني.. فلما لم نفذ صبره على الأخير. أغلظ عليّ و فقد أعصابه !

-فقد أعصابه ؟!! .. هتفت "فاتن" مستنكرة

و أمسكت بوجهها بقوة متجاهلة آلامها :

كيف أقول لا ... للمبدعة مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن