(21) وماذا بعد !

22.4K 792 72
                                    

( 21 )

_ و ماذا بعد ! _

جرت العادة دائمًا بينهما أن تكون علاقتهما الغرامية متفتحة بشكل مغالٍ، حيث لا مكان للتحفظ أو الحذر أو حتى الخجل.. من ناحيتها كانت مطمئنة جدًا معه.. إذ تعلم أنهما مهما توغلت بهما المشاعر سيحميها هو من نفسه أولًا و ستكون بمأمنٍ معه.. فتلك هي شيمته أصلًا

رجل.. مسؤول.. يعرف عنه الشهامة و النخوة متى حلت سيرته بأيّ مكان ...

إنما الليلة.. ليلة زفافهما، إختلف الأمر كثيرًا معها، فقد إنتابها خوف مفاجئ منه أدهشها هي قبل أن يدهشه.. عندما رأته يخلع سترته و يسحب ربطة عنقه و هو يمضي نحوها معتزمًا و تلك النظرة المتآججة تشب من عينيه !!!

أطلقت صرخة مكتومة و هي ترمقه بحدقتين متسعتين، أمسكت بطرفي فستانها الأبيض و إستدارت عنه مسرعة تريد الفرار من أمامه الآن.. إلا أنها لم تكد تخطو خطوة واحدة، لتجد ذراعًا قوية تطوق خصرها النحيل و تجتذبها بقوة لترتطم بالمادة الصلبة التي تعرفها و تحفظها جيدًا

ذلك الدفء المقشعر لا يمكن أن ينبعث إلا من موضع قلبه.. طبعًا !

تشهق العروس الوجلة حين تستدير فجأة مجبرة حيث كانت منذ لحظات، تلتقي عيناها بعيني زوجها الحادتين، بينما يشدد تطويقه لها ليلصقها به أكثر ...

-إلى أين تظنين نفسك ذاهبة ؟ .. تمتم "هاشم" بصوت خفيض يشي بالخطورة

تطلعت إليه بخوف واضح و هي تقول بإرتباك :

-هاشم ! أنا. آ أنا.. أنا ..

هاشم بحدة : أنت ماذا چنى ؟ تكلمي مثل الناس ما بك ؟!!

إزداد خوفها من إسلوبه المتطور لوضعهما الجديد، فقالت صاغرة :

-ليس بي شيئًا. حبيبي.. أنت ماذا دهاك ؟ لمَ صرت أقرب إلى الخشونة هكذا ؟

هاشم بجديته المربكة :

-حتى البارحة فقط تسللت إلى غرفتي لنسترق القبل خلسة. و الليلة. التي هي ليلة زفافنا آراك كأنما تتوقين للفرار مني.. و تستغربين أن أصير خشنًا معك ؟ ما علتك بالضبط ؟؟

إرتعشت "چنى" و هي تجيبه مجفلة :

-حبيبي لطفًا. إهدأ قليلًا. أخشى أن يتفاقم غضبك خاصة الليلة !

-و لماذا أغضب ؟ .. تساءل "هاشم" بجمود

-هل تظنين بأنك في وارد قول أو فعل شيئًا يغضبني ؟ تكلمي !!

چنى و هي ترفع ذراعها أمام وجهها بحركة دفاعية غريزية :

-حاضر حاضر سأتكلم.. و لكن عدني أن تتقبل الأمر ببساطة. إذ لم أكن أعلم.. رغمًا عني سهوت عن حساب الأيام بين الفترتين !

عبس "هاشم" مرددًا :

-ما الذي تحاولين إخباري به يا چنى.. قوليه قبل أن ينفذ صبري !

كيف أقول لا ... للمبدعة مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن