(25) _ الحقيقة! _

21.1K 831 51
                                    

( 25 )

_ الحقيقة ! _

يقع فندق "طارق الرشيدي" الأبرز بمدينته السياحية الضخمة على متن جسر عائم فوق مياه البحر المتوسط الثائرة ...

كان تحفة معمارية لا نظير لها بالبلدة، ما جعل من ذلك المطعم المطل على أجمل المناظر الطبيعية فريدًا من نوعه.. بالإضافة للخدمة التي كانت على أعلى مستوى، حيث تنعّم الجميع بأمسية رائعة، و إستمتعوا بوقتهم مع أشهى المأكولات البحرية و مشاهدة السماء تكتسي بألف لونٍ و لونٍ

تقريبًا كل شيء يسير على ما يرام، و عائلة "البارودي" في إنسجام و قد بدت عليهم السعادة و الألفة.. عدا "هاشم" الذي جلس هو و "چمان" متجاورين و كانت "سيرين" تجلس بينهما حيث بديا و كأنهم أسرة حقيقية بهجة للنظر

رغم الإمتعاض الطفيف الذي إعتلا محياه، إلا إن أحدًا لم يلحظه.. لم ينتبه له سوى "طارق" فقط، فهو أصلًا لم ينفك يقايسه بنظراته الفضولية منذ حضوره بدون زوجته

و ذلك الوجه الذي يراه مكفهرًا بصورة خفية هكذا يؤكد ظنونه و يحفز دوافعه أكثر فأكثر ...

تعاظم الحماس داخله بمرور الوقت، فلم يعد يطيق صبرًا على تلك المواجهة المؤجلة لدهور، فقد وجد ضالته أخيرًا.. لماذا ينتظر ؟!!!

-هلا سمحتم لي رجاءًا !

دارت الرؤوس فور نطق "طارق" بعبارته المهذبة اللطيفة

تطلع "هاشم" إليه متسائلًا بإبتسامة خفيفة :

-إلى أين يا طارق باشا ؟ هل يصح أن يترك المضيف ضيوفه بمنتصف السهرة ؟!

رد "طارق" له الإبتسامة و هو يقول بحيادية :

-بالطبع لست ذاهبًا لأيّ مكان يا صديقي. سأصل إلى دورة المياه و لن أمكث طويلًا.. بضعة دقائق و أكون أمامك

أومأ "هاشم" قائلًا بلهجة ودية :

-خذ راحتك يا باشا.. نحن في إنتظارك هنا

شملهم "طارق" بنظرة حبور سريعة على سبيل المجاملة، ثم إستدار متجهًا إلى خارج المطعم ...

بينما يحدق "ريّان" في إثره ممتعضًا بشدة.. يشكر الله أنه منحه الصبر على هذه الصحبة الثقيلة على قلبه.. لولا "غادة" لما آتى و جلس أمام ذاك الرجل البغيض و الذي لم برى أحد هنا أنه كذلك سواه هو

لكن أين هي بحق الله ؟ أين "غادة" ؟ .. قال "هاشم" بأن "فرح" تشعر بالتوعك لهذا لم تستطع المجيئ معه.. هل يمكن أن تكون "غادة" معها الآن ؟

ما من تأكيد لهذه المعلومة إلا بطريقة واحدة !

_______________________

أعادت "غادة" القماشة الرطبة إلى صحن الثلج الزجاجي بعد أن إمتصت السخونة من جبين "فرح"، ثم إلتقطت عبوة الدواء و أخرجت حبة صغيرة و مدت يدها نحو فم "فرح".. وضعتها على طرف لسانها، ثم ناولتها كأس المياه

كيف أقول لا ... للمبدعة مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن