(27) _ هذا فراق! _

20.4K 822 53
                                    

( 27 )

_ هذا فراق ! _

هوى قلبها بين قدميها عندما سمعت صوته ...

جمدت مكانها كالصنم، حتى لم تحاول إنقاذ وضعها و الإبتعاد عن "ريّان".. كانت أضعف من أن تحرك و لو شعرة !

بينما "ريّان" على عكسها تمامًا، لم يؤخذ من ظهور "هاشم" المفاجئ عند عتبة باب غرفة "فرح".. و لا من مظهره الهادئ المروّع الذي و لا ريب ينذر بخطر جسيم ...

ليت "فرح" أخبرته بتفاصيل أكثر، ليتها حكت له عمّ جرى بينها و بين زوجها منذ ليلة الزفاف و حتى نهار اليوم، قبل أن يتهور مثلما فعل الآن و هو يلتفت نحوه صائحًا بإستهجان :

-يا أهلًا بالباشا.. حمدًا لله أنك ظهرت الآن. أيها المغفل الأناني !

-صدقت !! .. هتف "هاشم" موافقًا بجمود شديد

-أنا بالفعل مغفل.. إذ تمت خيانتي على مرآى مني و تحت سقف بيتي و لم أدرك ذلك. يا لكما من ممثلين بارعين. أنت فاسق العائلة المحتال. و هي يتيمة الخال و أيقونة البراءة !

و تابع و هو يخلع سترته بسرعة و يسحب ربطة عنقه و قد سبغ الغضب وجهه بحمرة شيطانية مخيفة :

-منذ متى و أنتما على علاقة ؟ كيف و أين فعلتما ذلك ؟ و في الأخير تخططان لقتلي ليخلو لكما طريق السعادة الذي تنشداه يا أنجاس ؟!!!

-ما هذا الخبل الذي تتفوه به !!! .. قالها "ريّان" مدهوشًا مستنكرًا

ليومئ "هاشم" برأسه و هو يتمتم مسايرًا :

-سأشرح لك قصدي حالًا.. لا تقلق. لا تقلق أبدًا !

و شمر عن ساعديه.. ثم حدث كل شيء تاليًا بسرعة فائقة أعجزت "فرح" عن التصرف بادئ الأمر ...

أفاقت من الصدمة بصعوبة و هي ترى زوجها جاثمًا فوق "ريّان" المطروح أرضًا و يكيل له اللكمات العنيفة صارخًا :

-أيها القذر الخسيس.. يا ××××.. يا ×××××.. بلغ بك وسخك حد إستباحة محارمك لإشباع رغباتك الحيوانية العفنة.. و الله لأنحرنك هنا. لن ينقذك مني أحدًا يا ريّان. الليلة سأدخل فيك و فيها السجن !!

و قبض بكلتا يداه على عنقه و ضغط بإبهاميه بقوة بمنتصف الترقوة قاصدًا خنقه، بينما صراخ "فرح" المدوي يملأ الغرفة و هي ترى الدماء قد جفت في وجه "ريّان" لتحل محلها زرقة قاتمة، شلت بالكامل و لم تعد تستطع شيئًا إلا الصراخ

كان الأخير يكافح للدفاع عن نفسه، في أوج صدمته هو الآخر من تصريحات إبن خالته كان عقله يعمل بنفس الوقت.. لكنه لم يكن بقادر على ردع "هاشم".. فقد بيّد ألا أحد سيقدر عليه و هو في هذه الحالة الخطيرة !!!

يجاهد "ريّان" للحفاظ على الهواء برئتيه، يبقي فمه مفتوحًا عن آخره في محاولة عبثية لتعبئة بعض الأكسجين... إسودت الدنيا بعينيه و للحظة سلم إلى الواقع، بأنه هالك على يدي "هاشم" لا محالة

كيف أقول لا ... للمبدعة مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن