الفصل الأول

36.1K 753 16
                                    

الفصل الأول المطلوب من "كيف أقول لا" 🌹

الشخصيات :

البطلين : ( "هاشم البارودي" / "فرح البارودي" )

"چشم البارودي" / والدة "هاشم"

"آسيا البارودي" / عمة "هاشم"

( "ريان" / "چمان" / "چنى" ) أبناء "آسيا"

"هدى البارودي" / عمة "هاشم"

( "لينا" / "فريدة" ) بنتيها

"فاتن البارودي" / عمة "هاشم"

"چاد البارودي" / إبن عم "هاشم"

و البقية لاحقًا ......

__________

( 1 )

_ الكاسر ! _

كانت الحركة مستمرة و كل شيء يتم بنظام و ترتيب شديدين، منذ بدء إستقبال المعزيين قبل ساعة واحدة بعد صلاة العشاء

خارج أسوار القصر المنيف، تراصت سلسلة من السيارات الفارهة تعود ملكيتها لأكبر عائلات الطبقة الرفيعة على مستوى الدولة، أما داخله إقتسمت الجموع الغفيرة أماكنهم، فالرجال يقدمون التعازي بصوان فخم قد نُصب بالحديقة الشاسعة ذات الهواء الطلق، بينما النساء يجلسن بالداخل بالمضافة الضخمة المُعدة أصلًا لإحياء المناسبات

و لكن يا لها من مناسبة منكوبة تلك التي تقيمها عائلة "البارودي" الليلة... رغم حزنهم العظيم، إلا أنهم حتمًا يخرجون بأحسن صورة دائمًا بشتى المواقف التي تنزل بهم، يسيرة كانت أو عسيرة

لم يكن هناك خطأ واحد، الجميع يتقيد بتعليمات سيد المنزل الجديد و الصارم جدًا حتى قبل أن يعتلي مكانته الحالية بعد وفاة الأب الكبير للعائلة.. "سليمان البارودي"

الآن هو الكبير، وحده لا غيره.. يستأثر بذلك المقام، لم يؤهله سنه فقط، بل فطنته و شخصيته الفولاذية و أشياء أخرى شكلت حوله هالة من المهابة و الإجلال سرعان ما أفضت به إلى عوالم السلطة و النفوذ

إنه "هاشم البارودي" بالطبع، الفرد الأكبر المتبقي من عائلته العريقة بعد أن توفي والده و أعمامه الواحد تلو الآخر بصورة متتابعة مثيرة للفزع، كانت وفاة كل منهم طبيعية.. لكنها بالتأكيد لم تكن منطقية.. أن يموت رجال العائلة جميعًا، بالتحديد أبناء الأب الكبير على بعد مسافات متساوية خلال العشرة أعوام المنصرمة

و حاليًا لم يكن "هاشم" الذكر الوحيد بعائلته، هناك أبناء عمومته لكنه الآن سيدهم طبقًا للقانون المتوارث عبر الأجيال.. و لكن أليست الأجيال القادمة مهددة الآن ؟ .. ربما لم تثير تلك الأفكار ذعر ذكور العائلة حين مات العم الأصغر قبل عشر سنوات، لكن حين توالت وقائع الموت من عم لآخر حتي إختتمت بالجد العجوز صبيحة اليوم

أبدى الجميع خوفهم الشديد لئلا يأتي الدور عليهم أيضًا.. لكنه لم يكن خائفًا مثلهم على الإطلاق، بل على العكس، كان يتمنى لو أن الدور من نصيبه هذه المرة، إذ لم يعد يستسيغ حياته برمتها، بعد أن كُتب عليه أن يسير بجنازات أقرب الناس و أحبهم إليه.. منذ ست سنوات أهال الثرى على جثمان أبيه بيديه، و قبل عامين كرر الأمر مع زوجته و أم طفلته التي فُطمت حديثًا عن الرضاعة.. أما اليوم، ها هو يأخذ عزاء جده متمسكًا بصلابته و بروده المشهور، حاجبًا حزنه و ضيق صدره خلف ألف باب موصدٍ بداخله

كيف أقول لا ... للمبدعة مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن