(26) _ اعترافات ! _

20.3K 841 61
                                    

( 26 )

_ إعترافات ! _

كان يتمالك أعصابه بصعوبة شديدة... بينما تجلس أمامه فوق آريكة صغيرة بصالون جناح الأعراس المتميز

لم تنفك عن البكاء الهستيري منذ ظهوره أمامها، كانت مأخوذة بادئ الأمر و لم تأتي بأيّ ردة فعل.. إلى أن إنفجر بوجهها غاضبًا و مستجوبًا عن سبب وجود المدعو "طارق الرشيدي" معها بغرفتها !

يتململ "ريّان" فجأة صائحًا بنفاذ صبر :

-أخشى أن فرصتك لتفسير ما جرى هنا قبل حضوري قد أوشكت على النفاذ.. لن أكرر سؤالي مرةّ أخرى يا فرح !!

كانت "فرح" تشعر بالضياع فعلًا، مع رؤيتها للأمور التي بدأت تتضح للجميع، سرها الذي أحست بأنه لم يعد سرًا و ما هو إلا وقتٍ قليل و يفتضح بالكامل ...

و التحقيق الذي يعقده لها "ريّان" هذا كان بمثابة القشة التي قسمت ظهرها، لتصل إلى تلك المرحلة النهائية من الإنهيار، إذ أنه لا يحتاج إلا أن يضغط عليها قليًلا و ستعترف له بكل شيء !!!

-إذا لم تخبريني ماذا كان يفعل ذاك الحقير هنا فسأفهم الأمر كما يفهمه أيّ أمرؤ بديهيًا ! .. قالها "ريّان" هادرّا بعنف و هو يقفز واقفًا على قدميه

و تابع بغضبٍ مستطيرًا :

-و لكني لن أكم فاهي. صحيح أنني و هاشم لسنا على وفاق و لا نطيق بعضنا. لكن عندما يصل الأمر إلى ساحة شرفنا سأعاضده بكل سرور و مهما كان قراره مدمرًا ستكون يدي قبل يده أتفهمين ؟!!

تزايد بكاء "فرح" أكثر مع إشتداد حنق الأخير و علا نشيجها المرير، ليتخلى "ريّان" عن تحفظه، أو بمعنى أصح يفقد أخر ذرة تعقل فيه.. فينقض عليها ممسكًا بكلتا ذراعيها بقوة مؤلمة، يجبرها على الوقوف مقابله، يهزها بعنف مغمغمًا عبر أسنانه :

-قبيل ظهورك بحياتنا كنت أول المعارضين لإنضمامك إلينا. بل أني أردت لو نستبعدك عن خطة تقسيم التركة. أردت أن أحرمك من ميراث أبيك. لكن هل تعلمي.. هذا كله كان محض ترهات. ما كنت أصبو إلا لمضايقة هاشم و الوقوف بوجه إرادته فقط. و حين جئت إلى منزلنا مع أمك. في ذلك اليوم عندما نظرت في وجهك أدركت كم كنت أحمق لمجرد لقلقة لسان قلتها تنفي صلتك بنا. سررت بك كثيرًا يا فرح و سرعان ما أحببتك مثل أختًا لي و أكثر.. إنما الآن قد تأكدت من أنني بالفعل لطالما كنت أحمق بشأنك. إذ أن عائلتنا حازت أبشع الصفات من الأنانية و حب التملك و الطغيان و التعنت.. لكن الفجور و الفسق من جهة نسائنا رغم الظلم المحيق بهن على مر الأجيال. لم نسمع بهذا قط !

توقف نحيبها أثناء كلامه.. فقط تعالت شهقاتها المتقطعة.. بينما كانت تركز عينيها بعينيه...

كل غضبه الموجه إليها.. كل العنف المطبوع على ملامحه و الحدة الفتّاكة بصوته

هذا شيء لم تره من قبل !

كيف أقول لا ... للمبدعة مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن