( 12 ) _ تقويم ! _

20.7K 747 20
                                    

( 12 )

_ تقويم ! _

أطاحت "چمان" بقنينة عطرها الثمينة تجاه لوح المرايا و هي تصرخ بإنفعال، لينفجر الزجاج منتثرًا فوق الأرض شظايا مفتتة

و من جديد حاولت "آسيا" تهدئتها بإسلوب فاتر لم يساهم إلا في زيادة غضبها :

-لن تجني شيئًا من وراء كل هذه الثورة يا إبنتي. إهدأي قليلًا حتى نتمكن من التفكير السليم !

إستدارت لها "چمان" بوجهها المحمر و شعرها الذي شعثته تصرفاتها الجنونية.. صاحت بها بعصبية شديدة :

-أهدأ ! تطلبين مني أن أهدأ ؟؟؟ لقد تزوج يا ماما. هاشم تزوج من فتاة لا نكاد نعرفها منذ ساعة أو ساعتين. آمالي كلها قد إنهارت في لحظة و أنت تطلبين مني أن أهدأ ؟!!!!

ظلت "آسيا" على هدوئها المثير للأعصاب و هي تقوم من مكانها بحركات متمهلة و تمشي صوب إبنتها قائلة :

-لهذا كله لم أوافق أن تتزوجي من هاشم بدلًا من أختك چنى رحمة الله عليها. و زوجتها هي منه.. لأنك حمقاء. و عصبيتك تسبق حكمتك و لو أنك تفتقرين للحكمة أصلًا

چمان بغلظة : لا تذكريني بما فعلتيه. تعرفين أنني لن أسامحك على ذلك ما حييت .. و إختنق صوتها بالبكاء و هي تكمل :

-لقد حطمت قلبي يا أمي. فضلت عليّ أختي و تسببت في كرهي الشديد لها حتى و هي ميتة.. لن أغفر لك هذا. أبدًا !!

آسيا بإبتسامة تهكمية :

-ألم أقل لك حمقاء ! هذه العواطف إن لم تسيطري عليها فسوف تقضي عليك يومًا ما. إسمعيني جيدًا يا بلهاء.. أختك كانت الأذكى. الأصلح لتكون زوجة لرجل مثل هاشم. كانت تعرف كيف تتعامل معه. بالرغم من أنك كنت الأجمل منها و ما زلت. لكن كان يجب أن تعلمي أنه لم يكن يبحث عن مجرد إمرآة جميلة فقط. لو كان هذا كل ما يهمه لكان تزوج منذ حداثته و من أجمل فتاة بمحيطنا الإجتماعي

چمان بغضب : و ما الذي كان يميّز أختي عني يا تري ؟ بل ما الذي يميّز الحثالة إبنة الممرضة هذه عني يا أمي ؟ قولي لي ؟!!!

آسيا ببرود : لا تنسي أنها من العائلة شئنا أم أبينا. و لعله يطمح هذه المرة للإستيلاء على نصيبها في التركة. إذ لم تقنعني صحوة الضمير التي أشاعها بيننا بعد وفاة أبي.. يعني قد لا يكون يحبها. إطمئني

چمان بنبرة معذبة :

-كيف أطمئن ؟ أنها الآن زوجته. و من يدري ماذا بإمكانها أن تفعل لتستحوذ عليه و تجعله لا يرى سواها. ألم تريه الليلة و كيف أنه سمح لها بحمل سيرين ؟ أنه قلما يسمح لنا نحن بذلك. أنت جدتها و أنا خالتها !!!

تنهدت "آسيا" و قالت :

-أخر ما يهمني الآن قضية سيرين. إسمعي هاشم يحبها أكثر من أيّ شيء في هذه الحياة. إذن لا داعِ لقلقنا عليها. بل أنا أرى أنها ستكون بيدقًا مربح لمآربنا و لكن في الوقت المناسب

كيف أقول لا ... للمبدعة مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن