( 18 ) _ لا راد لحكمه ! _

19.6K 831 44
                                    

( 18 )

_ لا راد لحكمه ! _

كانت تقف أمامهم جميعًا، كأنها المتهمة أمام القضاة... جميع أفراد عائلتها لسوء حظها، عماتها و أبناء عمومتها، قد إستيقظوا مرةً واحدة حين تناهت إليهم الجلبة الناجمة عن محاولة هروبها من المنزل... ما برح قلبها يرجف وجلًا رغم ثباتها الخارجي.. بينما لم ترى حولها سوى الوجوه الواجمة، و الأجسام المكسوة بملابس النوم و المآزر الحريرية

أما هو.. فقد كان يقف أمامها مباشرةً، و قد بيّد أنه لم تتسنى له فرصة تغيير ثيابه، إنما فقط قميصه الأبيض كان محلول الأزار تمامًا مظهرًا إكتمال بنيته العضلية

تعابير وجهه غير مقروؤة، بعكس الآخرين هنا، كانت تعابيرهم تتفاوت بين الدهشة و الإستنكار... حتى خرج صوت "هاشم" أخيرًا كاسرًا الصمت السحيق :

-بالتأكيد حريًا بي أن أصاب بالدهشة كليًا.. كحال أفراد عائلتنا كما ترينهم يا فرح.. فأنا لم ألبث أن تركتك لبضعة دقائق ثم تلقيت إتصالًا من أحد رجال الأمن يخبرني بأنك تحاولين الفرار !

إنتفضت "فرح" عندما إزداد قربًا منها و هو يقول بحدة مفاجئة :

-أعلم بأنني حتى الآن قد أبدو لك هادئًا. و لكن تأكدي إن لم تعطني تفسيرًا وجيهًا لفعلتك فلن تكون ثقتي وحدها ما ستفقدينها بحياتك كلها.. إنما عفوي أيضًا. لأني لا أنوي التغافل عما حدث و لن أكف عنك إلا بعد أن تنطقين بالحقيقة. سمعت ؟؟؟

في هذه اللحظة تدخلت السيدة "چشم" فورًا.. هرولت حائلة بينهما و هي تقول ممسكة بيد إبنها التي كادت تمتد إلى "فرح" ...

-توقف هاشم ! .. هتفت "چشم" بصرامة

زجرته بنظرة غاضبة و هي تقول :

-ماذا دهاك ؟ تستبق الأمور و تمعن في زوجتك توبيخًا بهذا الأسلوب العنيف ؟ بإمكانك أن تسألها بهدوء

صاح "هاشم" منفعلًا :

-أيّ هدوء الذي تتحدثين عنه ؟ ألم تسمعي ما قلته للتو ؟ أنا و قبل نصف ساعة فقط كنت معها بغرفتها. كنت جالسًا بجوارها لم أبرح مكاني حتى أفاقت و أطمأنيت عليها. تركتها على أساس ستعود إلى النوم و هذا ما أوهمتني به فعلًا. رأيتها بعينيّ تغط بالنوم قبل أن أخرج من غرفتها. عدت إليك لآخذ سيرين ثم ذهبت أخلدها بفراشها و ما كدت أبدل ملابسي فإذا بي أعلم إنها ترواغ الحراسة في محاولة منها للفرار.. في تلك الساعة المتأخرة من الليل. إلى أين كانت ذاهبة يا ترى بتلك الحالة ؟؟!!!

و رشقها بنظرة مستعرة و قد بدا خطيرًا جدًا ...

إزدردت "فرح" ريقها بتوتر و هي تتحاشى النظر إلى وجهه، كانت تركز على عمتها.. أيّ خطأ إرتكبته ؟ لم تسمع صوته صوته مرتفعًا إلى هذا الحد من قبل... كان يصم الآذان.. ألهذا الحد بلغ به الغضب ؟ كيف تبرر ما فعلته الآن ؟ قبل دقيقة واحدة كانت تتسلح بالشجاعة لمواجهته.. هل ما زالت كما هي أم ماذا !!!

كيف أقول لا ... للمبدعة مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن