《متاهة افكاري》

26 6 0
                                    

_________________

***قراءة ممتعة***
_________________

مرت الساعات و الجو هادئ و صامت يعم أرجاء المنزل

تايهيونغ ينتقل من ركن لكن بملل و عقل مشغول بالتفكير تارة في الخطوات القادمة و التي يجب عليه أن لا يضيعها

عليه تسليم رجل الأعمال القذر كيم جو كيونغ (شخصية جديدة) للشرطة قبل أن يقضي عليه صاحب الهوية المجهولة كما فعل بجونغ إن

و تارة عقله يفكر بالتي شغلت أكبر حيز فيه

لا يدري حتى في ماذا سيفكر بشأنها
عقله يتعطل كلما كانت محور دورانه

كل ما بداخله و ما يحيط به يصبح مشوش الرؤية حين يتعلق الأمر بها
يريد التشجع و إعطاء نفسه فرصة و يخشى الخيبة

و لا يدري لما يريد التشجع لأمر يجهله!

هي توقظ فيه شعلة غريبة دافئة
يريد لمسها و يخاف اندثارها بعيدا

ظل الكتاب الذي بين يديه مفتوحا لا يستفيد منه شيئا سوى نظره الثابت عليه

نسيم المساء يلاعب خصلات شعره
حفيف الشجرة الكبيرة شيئا ما فوقه هادئ يبث الهدوء و السكينة في النفس

تخفي بأوراقها الخضراء أشعة شمس المساء التي ستغيب بعد قليل

اهتز هاتفه بجانبه إلى أنه استغرق ثوان عديدة لينتبه لازعاجه

تنهد ثم رد بنبرة هادئة و باردة
تحدث الطرف الآخر مباشرة دون مقدمات

"لا أدري كيف و لكني نجحت بطريقة ما في إقناعه بأنها مجرد رسالة تهديد

بأن القاتل يعلم القليل عن ماض الضحية الأسود و أنه يملك معه حسابات قام بتصفيتها بقتله

نحن الآن نبحث في ملفاته و أوراقه القديمة لعلنا نجد وثيقة تفيد إدانته

هذا ما كنا نريده نحن من البداية
بالتأكيد أحتفظ بالعقد الذي تم توقيعه مع والدك!..

سأنظر أيضا للسجلات مكالماته

لا تقلق إن تمكنت من الحصول على معلومات حول تلك القضية لن أعرضها للتحقيق فذلك سيعرضك للخطر كما تعلم!

علي الذهاب الآن..."

هو فقط تحدث بسرعة دون فاصلة و لم يدع للآخر مجال للكلام

لكنه خطف ثانية قبل أن يغلق الخط ليتحدث

"جيمين...

شكرا لك.."

ابتسم جيمين بعد أن سمع كلماتان شعر بأنهما نابعتان من أعماق قلبه
قدمتا له طاقة و قوة جديدين يتابع بهما عمله

"لا تشكرني فجأة!!
أشعر بالغرابة!!"

ضحك و ابتسم تاي بجانبية بصمت

أردف جيمين

"سأحاول أن أضيق رقعة بحث الشرطة و أصولهم لمسار مغلق...

سأعلمك إن حدث أمر جديد...
اعتني بنفسك و بيونا أراك لاحقا.. "

وضع الهاتف جانبا
ورفع نظره المتعب للسماء المليئة بالغيوم البيضاء يتخللها خيوط لون الغروب القريب
تنهد ثم قال

"أخشى أن أقول أني تعبت و أنا في بداية الطريق
قالت يونا أن كل شيئ سينتهي بخير لأني لست مخطأ فيما أفعله...

أريد أن أصدقها.."

أغلق كتابه

خطى خطوتين ثم توقف

حمل نظره للأعلى قليلا ليقع على شرفتها

ظل ينظر إليها مليا بصمت

بمشاعر هاجت ثانية

ضياء و لمعة اجتاحتا عينيه البنيتين

حاجبيه المنقبضين للأمام ارتخيا و ارتاحا

رسم ابتسامة صغيرة زينت ملامحه ثم تابع سيره للداخل

....

طرق الباب مرة و مرتان ثم لا رد

تملكه شك و استغراب

تردد في الدخول و لكنه توقف و لم يفعل

وجد الأمر غير صائبا

أعاد طرق الباب مناديا باسمها
و لا رد!

حمل هاتفه و اتصل بها و ظل يرن و يرن هو يسمعه من خلف الباب و لا رد

فجأة انقبض أيسره بالقلق
فوضع آدابه جانبا و فتح الباب ببطئ مناديا باسمها بخفوت حتى فتحه على مصراعيه

جال بنظره حول الغرفة و لم يجدها

خطى خطوات متقاربة و إذا به يلحظ كومة ملابس تظهر على شكل جبل خلف السرير مباشرة أمام الخزانة

الحقائب على السرير و طاولة الزينة مبعثرة

رفع حاجبه باستغراب و مر بجانب السرير و كلما اقترب تتضح له صورة ساقين ممدتين على الأرض بجانب كومة الملابس

ثم توقف بعد أن رآها مستلقية على الأرض شعرها يغطي ملامحها

كانت ساكنة!..

صمت طويل جال في المكان
تاي الذي لزم مكانه لفظ اسمها لمرة ثالثة بهمس

"يونا"....

_______________

《متاهة افكاري》

《جوهرتنا السوداء》
قريبا...

Black Pearl حيث تعيش القصص. اكتشف الآن