الفصل الاول اقدار مكتوبة ندى رفاعي

149 8 0
                                    

نوڤيلا اقدارمكتوبه
الوجه السابع من للحب تسعه اوجه
الفصل الاول
بقلم/ندى رفاعي
كانت تجلس بغرفتها علي فراشها الصغير تستمع الي لحن حزين افاق جراح قلبها النائمه، تنام بوضعية الجنين   وتستند علي قدميها تبكي وهي تتذكر تلك الليلة التي قلبت حياتها رأسا ع عقب وهي تري احلامها تذهب بعيدا عنها، تتذكر هذا الموعد المشؤم الذي جعل قلبها ينزف حتي الان،لا تستطيع ان تصرخ وان ارادت ذلك وتدوي العالم بصوتها ولكن اختها النائمه بجوارها حالت دون ذلك  نظرت الي الساعة فوجدتها الثالثة صباحا وذهبت بعقلها تسترجع قسوة الكلمات التي سمعتها منه في ذلك اليوم وهو يقف امامها بمنتهي القسوة يتكلم بصوته القوى ويقول لها
_انا مسافر يا حنين بس عايزك تعرفي اني بحبك جدا واني هفضل فاكرك دايما ولو رجعت وكنتي مستنياني هكمل معاكي
نظرت له بصدمه من بروده المعتاد ثم اخذت نفساً عميق وهي تقول له بهدوء وقوي عكس ما بداخلها
_ ربنا يكرمك يا محمد وتقدر تنجح بره يمكن تحقق اللي محققتهوش هنا
كانت تتذكر تلك النغرة بقلبها وكسرته وكيف كانت تتنفس بصعوبة بعدما تركها وولي ظهره عنها فنزلت دموعها حارة ع وجنتيها لتذهب الي بيتها وتجلس بغرفتها تبكي كالصغيرة التي فقدت دميتها امتنعت عن الطعام وكانت تمكث بغرفتها طويلا كانت اغلب الاوقات في غرفتها تقوم فقط لتؤدى فرضها وتدعو الله ان يساعدها ويجبرها ثم تجلس مره اخري ع فراشها تبكي، لم يكن "محمد" مجرد خطيبها بل كان نبضها الذي تحيا به فكيف اذا تركها هذا النبض!
كانت تبحث عن اي وسيلة للوصول اليه حتي انها كانت تسأل اصدقائه واقاربه وصل بها الجنون ان تسافر الي "طنطا" لبيت عمه لم يدلها احد منهم ع مكانه كانت كاليتم بلا اب او جائعا بلا طعام، كطفل مشرد بلا مأوى يصعب حالها ع الكافر
كانت كل يوم تجلس مع "ساره" تحكي لها عن ما يحب هو وما الوانه المفضلة وما الماركات التي يحبها بالثياب او الساعات وعن اي سيارة يفضل كانت تروى للجميع عنه وعن اشتياقها له واين هو..!!؟
اشفق عليها والديها كثيرا وخاصتا والدتها التي كانت تعرف انها عاشقه لهذا الشاب الذي يدعي خطيب ابنتها تمنت لو رأته امامها لتعتصر رقبته بين يديها ولكنه رحل
********************
في بيت قريب من بيت "حنين" كان يقف في الشرفة شاب في اواخر العقد الثاني يتنفس سيجارته بضيق وينظر الي مكانا معين ليتذكر تلك المرة التي كان عائد من عمله ليجدها تقف معه وتمسك بيده كأنها تريد ان تقول للعالم بأكمله انه اصبح لها
ويخرج دخان سيجارته وهو يتذكر يوم ميلادها عندما كان يقف كما هو حاليا وينظر الي شرفتها وهي تقف مع خطيبها بفرحه لتشتعل نيران قلبه، تبدلت ملامحه الي الغضب اكثر وهو يتحدث بصوت مسموع قليلا ويعتقد ان لا احد يسمعه
_ مش لو كنتي محبتيهوش كان زمانك دلوقت ف بيتنا اااه بس لو تعرفي بحبك قد ايه اااااه من وجع قلبي يا " حنين " عليكي
لو بس اشوف عيونك اللي وحشوني دول نفسي اشبع منهم خلاص فات خمس شهور واهو غار ف داهيه اتعذب انا ليه وانا شايفك مكسورة كده لااااا انا لازم اخد خطوة و اتقدملها
مش هسيبها لوحدها تاني     
ردت عليه والدته السيدة رحاب التي كانت تراقب ابنها
_ جاسر
لم يتحدث ولكنه التفت الي والدته بعين دامعه فأكملت هي
_ ياابني انت معذب نفسك ليه؟ لو عايزها روح اخطبها وحتي لو هتتعب معاها لحد اما تثبتلها انك تستاهل حبها مش شيفاك بتحارب عشانها انا شايفه واحد واقف محلك سر كل يوم يقف هنا بالساعات بس عشان يلمحها لو ظهرت ده مش اسمه حب ده استسلام تصبح على خير
تركته امه ليدور بين افكاره ويحاول ان يفعل الصواب حتي قرر ان يتخذ خطوة الي الامام فهو ع اتم الاستعداد ان يحارب من اجل الحصول علي قلبها
***************************
في الصباح كان العم "محمود" ذاهبا الي عمله، وفي الطريق وجد "جاسر" يخرج من بيته نظر له ببسمة فقال "جاسر"
_صباح الورد عمي
ليرد عليه "عم محمود" بود
_ صباحك عسل يا جاسر ياابني
اردف " جاسر"
_ كنت عايز اجي اشرب معاك شاي بليل
رد عليه "العم محمود" تنور يا حبيبي
اخذ "جاسر" من العم محمود موعد ليذهب ويطلب يد "حنين" ابنته وهو يضع يده فوق قلبه من هذا الموعد وهذا اليوم
ذهب الي عمله وبعد ان انتهي ذهب الي بيته وارتدي ثياب اخري قميص ابيض و سروال اسود كانت هذه الملابس تبرز عضلاته وجسده الرياضي وصفف خصلات شعره الذي يشبه سواد الليل كعتمة عيناه وذهب بمفرده الي بيت العم " محمود"
استقبله بالترحاب الشديد فهو يحب "جاسر" كثيرا
_ اتفضل يا دكتور اهلا وسهلا
_ لا يا عم " محمود" انا دكتور ف الكلية لكن مش هنا ابدا
دخل " جاسر" والقي التحية علي والدت "حنين" و جلسوا
بعد قليل خرجت "حنين" من غرفتها بعباءتها السوداء
_ ازي حضرتك يادكتور جاسر
نظر اليها بشوق فهي حقا تجعله يفقد صوابه وتفحص عيناها المتورمة الملتهبة كأن الضباب قد هب اليها
_ ازيك يا انسه حنين
_ الحمدلله بخير  
دخلت المطبخ مع والدتها وظلت اعين "جاسر" ترافقها حتي اختفت فتحدث العم "محمود"
_ انا عارف انت جاي ليه وانك عاشق ليها من زمان وتتمني لها الرضي وعشان انا واثق فيك هسمحلك انك تكون جنبها الفترة دي عايز يا ابني اقولك ان "حنين" الفترة دي متدمرة وبقالنا شهور بنحاول نخليها ترجع زي الاول فأرجو انك تحافظ ع مشاعرها لأنك هتتعب كتير اوى معاها عشان تخليها ترجع للحياة انا مش هقولها انت كنت جاي ليه وهسيبك تحاول معاها وتحببها فيك انت كنت جاي النهارده تزوني عشان مريض  اتفقنا!
_ اتفقنا يا عم " محمود"
*********************
وتمر الايام
في يوم جديد بداخل الجامعة كانت "حنين" تجلس في المدرج بجانبها شاب وع الجانب الاخر كانت صديقتها " ساره"
دخل "جاسم" والقي التحية ثم بدأ يبحث عنها بنظره حتي وجدها
اشتعلت نار قلبه غيرة وهو يراها تجلس بجانب شاب فتحدث بهدوء عكس ما هو عليه وهو يقول للشاب
_ ممكن تسيب المكان ده للبنات وترجع مع اصحابك ورا
_ حاضر يادكتور
نظرت له بدهشه مما فعل فقالت لها " ساره"
_ هو ايه الحكاية ماله الدكتور بقالو فتره مش طبيعي خالص
_ مش طبيعي ازاي يعني مهو زي ما هو
كان يشرح محاضرته وهو منتبه حتي لمح احد الشباب خلف "حنين" يعبث بطرف حجابها حتي جن جنونه وهو يهتف عليه
_ انت يا حيوان اطلع بره و ممنوع تدخل محاضراتي تاني
حاول الطالب ان يشرح له الامر ولكن بلا جدوى وخرج من المدرج يتأفف
اما "حنين" فكانت تنظر حولها بتوتر نظر لها "جاسر" بحده وكأنه يقول لها انتبهي
ظلت "ساره" تدقق مع تعبيرات وجهه الغاضب وعيناه المعلقة بها وابتسمت برفق وهي تدعو الله ان يرزق "حنين" السعادة ع يده
خارج الجامعة كان يقف هذا الشاب بسيارته وعندما راها نزل اليها يتقن دور الضحية وهو يقول لها
_نور انا اسف بس مكانش قصدي انا سرحت بس شويه
_ محصلش حاجه عن اذنك
_ تحبي اوصلك
لم يتلقى منها الرد فوصله رد اخر من " جاسر" وهو يمسكه من معطفه ويقول
_ اسمع مش فرفور زيك هيتنطط كل شويه لبنت شكل والكلية كلها ف كفه و" حنين " ف كفه فأبعد عن طريقي احسن ليك
كانت هي تشاهد الحديث في صمت وصدمه تفكر بكلمات صديقتها " سارة" عندما كانت تقول لها ان " جاسر" يحبها
ولكن كيف يحبها هي امامه طول سنوات كثيره ولم يفتتح معها هذا الموضوع،، افاقت من هذا الشرود ع صوت تعرفه جيدا نعم هي تعلم هذا الصوت وتحفظ هذه الضحكة المميزة وهذا العطر التي تستطيع ان تميزه بسهوله دق قلبها بعنف ووقفت الدموع بين عينيها تأبي الهبوط حينما سمعته يقول بصوته الصلب
_ حنين ازيك
نظرت ليده الممدودة وابتسمت وهي تقول له
_ اسفه مش بسلم حمد الله ع السلامة يا محمد اخبار الغربة ايه
_ عنب شويه حريم يفتحوا النفس معايا حته اجنبيه بس ايه فلوس وجمال
كانت ترسم بسمه زائفة ع وجهها وكأنه اصبح ماضي وهي تقول
_ كويس والله اهو تبقي غني
_ وانتي دنيتك ايه دلوقتي السنه عدت بسرعه دانا راجع تاني الاسبوع الجاي انا بس نزلت اتطمن ع ماما تعبانه 
_ انا الحمدلله بخير اتخطبت كمان والحمدلله
_ لمين بقي
توترت كثيرا لمن تقول!!!!
كان يتابعها من بعيد وهو يغلي من غيرته عليها فهو يحبها كثيرا ذهب اليها وهو يقول لها بثقه ونظرات تفهمها هي
_ حببتي اتأخرنا مش نروح بقي
نظر "محمد" اليه بغل وهو يقول
_ اهلا يا دكتور طب مش كنت تقول وتعزمنا 
لم يرد عليه "جاسر" واخذ " حنين " يحتضن يدها وخرج بها الي سيارته، انطلق الي مكان صغير ع البحر ونزلوا جلسوا معا فنظرت له " حنين " تحدث هو
_ عيطي وصوتي محدش هيسمع واعتبريني مش سامع ولا موجود
نظرت له وتماسكت فهز رأسه لها بمعني تحدثي ولكنها انفجرت من البكاء 
_ ايه اللي رجعه انا حقيقي بكرهه جدا بكره الحب اللي كنت بحبه ليه ازاي كنت بحب الانسان الحقير ده كنت بتغاضي عن كل حاجه وحشه كنت ببقي جنبه وكان بيعاكس اي واحده كان محسسني دايما اني ناقصه حاجة وكان بيتعمد يأذيني كنت بحبه اوى وقد الحب كرهته،وكرهتو اكتر النهاردة انسان قذر بيفكر البنات للمتعه والشهوة وبس ومش مهم مشاعرهم ولا اي حاجه كائن قذر بكرهه اوى ازي اعمل ف نفسي كده دانا بقالي شهور بحاول انسي وهو اصلا مستاهلش ابدا الحب ده ليه فاكر نفسه راجل كده دا زباله ولا هزعل عليه وبجد ندمانه اني عرفته
انهت كلامها لتمسح دموعها بقوة نظر "جاسر"  لها ببسمة وهو يقول لها
_ ها ارتحتي شويه يا حنين
_ ايوه جدا قلت كل الكلام اللي انا  حتي مكنتش قادرة اقوله ل " ساره "
_ خلاص احنا بقينا اصحاب اي حاجه انا موجود اعتبريني بير اسرارك تمام
_ ربنا يخليك يادكتور
_ احنا بره الجامعة اسمي جاسر ولا اسمي وحش يعني اغيره والله
_هههههه لا حلو
_ ايوه كده خلي الشمس تشرق بضحكتك يله بينا نروح
في الطريق كانت "ساره" تسير بسرعه حتي تصل بيتها مبكرا وفجأة ظهر لها شابين لا تعرف من اين ظهروا لها
_ ايه ده بطل اوووى متيجي ياحلوه
وقفت "ساره" بخوف تنظر له ولا تعرف بما ترد او ماذا تفعل
_ لو سمحت ابعد عني
_ الحق يا عادل دي بتقول ابعد هههههه
كانت ترتعش بخوف منهما، كادت ان تبكي ولكن الله معها لا يغفل ولا يترك الظلم يسود ارسل اليها من يحميها
كان صدفتا قريب منها خرج توهه من المسجد يسبح ربه حتي وجدها تقف ويحاوطها الشابين اقترب منهما كان احدهم يحاول ان يجذبها اليه حال بينهما ووقف امامها يمسكه من رقبته حتي احمرت عيناه وهتف به
_ اياك تلمس طرف منها بس وانا اخليه اخر يوم ف عمرك وعمره امشي من وشي
كان صوته كصوت جهوريا يزلزل قلوب من يسمعه  فركض  الشابين بسرعه اسري سماعه  ووقفت هي تحمد الله انه ارسل لها من ينقذها
_ انا متشكره جدا جدا
نظره لها خلسة ثم غض بصره وهو يرد عليها
_ انا معملتش  حاجة للشكر، اتفضلي امشي قدامي وانا ورا حضرتك لحد ما توصلي بالسلامة بيتك وارجع عشاان محدش يضايقك

نوڤيلا للحب تسعه اوجه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن