1
كانت تجري حافية بكل ما رزقت من قوة تدعو الله أن تصل لنهاية هذا النفق المظلم, هي حتى لا تعرف كيف وصلت لهنا هي فقط تهرب من شيء ما, ارتفع صوت الخطوات السريعة خلفها, نعم تعثرت لكنها نهضت لتكمل وقد احتل الخوف ركبتيها فأصبحت جنود جسدها تتجمع هناك مثقلة وزنها في رجليها, آخ كم هو غريب هذا الخوف, عندما يتغلغل في قلبك ثم فينساب الى أطرافك كأنه نوع من السرطانات سريعة الانتشار بحيث لن يصفح عنك حتى تمسي جثة صفراء شاحبة خائرة ,توقف وقع الخطوات المرعبة فتوقفت وصال لتلتفت بوجه مرعوب, التفتت لترى ما ان كان مازال بعيدا أم أنه توقف لإدراكه أنها لا تستطيع الحركة أكثر, رمشت بسرعة وهي تمسح العرق عن جبينها, انه ليس هناك هل استسلم يا ترى؟ هل ذهب ليتركها؟ هل عفى عنها يا ترى؟ شعرت بالارتياح فجأة كأنما لم تكن على وشك الانهيار منذ ثوان, تنهدت مرة أخرى وهي تمشي للأمام بينما عينيها الحذرتين ما تزالين معلقتان في الخلف, لكن...لكن مالم تكن تدركه أنه كان أمامها, اصطدمت بجسد صلب فرفعت بصرها نحوه بقلق, كانت تعلو وجهه نظرة هادئة ,نعم انه لا يبالي لفزعها الغريب, لقد كان يبتسم ليقول وهو يثني عليها
"أنت سريعة...لكن عيبك أنك خائفة...أستطيع سماع دقات قلبك يتضارب في جوانب النفق"
مسد على رقبتها فأنزلت عينيها بحذر نحو يديه القويتين اللتان استولتا على عنقها.
"لقد قتلتك بالفعل...لقد كتب عليك الموت يا عزيزتي"
بدأت تشعر بالاختناق فجأة بينما كان هو يبتسم باعوجاج جاحظا عينيه الرماديتين, زاد الاختناق وزاد طول ابتسامته حتى كادت مقلتا عينيها تخرجان من عجرهما لشدة ازعاج الهواء المتدفق لهما.
اهتزت وصال في مضجعها وهي تشهق باستمرار واضعة يدها على عنقها تتفحص ما ان كان ما يزال مكانه أن ان ذلك الشاب الوسيم قد استأصله من جذره, زفرت برخاء ثم رمت عينها للمرآة على يمنها
"اللعنة لقد كان مجرد كابوس...كابوس يتردد الي منذ ما حصل"
مسحت على جبينها وهي تترجل من سريرها فلقد اشرقت الشمس بالطبع.
2
بينما كان ناصر يحدق في فراغ الأوراق كان عقله منشغلا طوال الوقت, لقد استرجع بضع ذكريات غير حميدة هذا الصباح, ارتسمت تكشيرة خبيثة على وجهه "النساء...من بين كل المخلوقات انهن الأقرب لكيان الشطان في لباس بشري"
رفع رأسه حين سمع صوت خطوات محسوبة تمر من امام مكبته, خطوات الكعب العالي الذي كرهها فكل خطوة ترتطم بالأرض كأنما هي تُخطى على قلبه لتصنع ثقابا فيه, كشر وهو يتحدى نفسه ليستمع بإمعان لتلك الخطوات ,كرر وهو يضغط القلم في يده "النساء...باحتيالهن ونعومتهن يوقعنك في فخ الحب ...ثم ما يلبد السم يتغلغل في جسمك حتى يفوت الأوان...فلا يمكنك التراجع بعدها. فقد كتب عليك الغرق في بحر العشق وما الى ذلك من التفاهات" استفاق من سهوته حين سمع صوت انكسار القلم بين اصبعيه, طوح يديه في الهواء وهو يخرج العيدان الصغيرة من يده والشتائم تنساب بين شفتيه بصوت خفيض.
أنت تقرأ
ورود سوداء
Acakترى هل يدل اللون الأسود دائما على الشؤم؟ -أمسكت وصال بهاتفها ونظرت الى اشعار من شركة معروفة تدعوها للعمل فيها, شركة معروفة بعمل الرجال فقط. ما القصة خلف هذا المدير الغاضب قليل الكلام والبارد...ماذا يخبئ ماضيه مع النساء؟ وكيف سيتعامل مع أصابع الاتهام...