الفصل 20

81 6 0
                                    


1

أوقف ناصر سيارته على جانب الطريق ثم فتح هاتفه, لم يعرف بمن سيتصل أو ماذا سيفعل, لقد كان يشعر بالعجز فهو لا يعرف من أخبر وصال, كان أول سؤال طرح في باله هو كيف عرفت؟ دقق وخطط ثم أدرك أن لا أحد يعرف بعلاقته بوصال سوى صديقه عمر أما باقي الموظفين فلا يملكون أي أدنى فكرة عن الموضوع, زفر ناصر بغضب حتى كاد ينفجر قلبه من ضغط ما يحصل, رفع هاتفه مرة أخرى واتصل بعمر.

"عمر"

"ما الأمر لما تتصل؟"

"هل تدكر حين أخبرتك أن جينا قبلتني في السهرة؟"

"نعم...لما؟"

"هناك من أخبر وصال...هي أنهت علاقتها بي...على ما أظن"

سكت ناصر ولم ينطق عمر فعاد ليقول بنبرة حزينة تكاد تكون نبرة بكاء: اني لا أستطيع العيش هكذا يا صديقي...لقد عانيت كثيرا حتى وقعت في الحب مرة أخرى...لا أريد لغلطة أخرى أن تدمر كل شيء...تماما كما في السابق...ساعدني"

"بما أساعدك مثلا؟"

"ابحث ما ان كانت هناك كاميرات للمراقبة, لا بد أن كل شيء موثق"

كان عمر قد أدرك بعد ذلك خطوته التالية فقال بانفراج: آه نعم بالفعل...سأسأل عن الأمر.

"مشكور يا صديقي"

"ليس بيننا...اننا اخوة بعد كل شيء, أليس كذلك؟"

"نعم...نعم"

أقفل ناصر الخط ثم انطلق في طريقه نحو بيته كي يأخذ قسطا من الراحة وقد وكل الأمر لصديقه عمر.


2


وضع عمر هاتفه على جانب السرير ثم استقام مكانه ومسح عينيه وارتدى نظاراته ثم توجه لغرفة جينا كي يعلمها بما هو مقبل على فعله, فقد رأى فيها الأنانية والتبلد لفعل أي شيء قد يعود بالنفع عليها.

كانت جينا على وشك الخروج حاملة حقيبة سفرها فأوقفها.

"أحتاج للحديث معك قليلا"

نظرت اليه نظرة تساؤل ثم أدخلته لغرفتها بعد أن تأكدت أن لا أحد ينظر في الرواق.

وقفت جينا أمامه وسط الغرفة.

"ماذا تريد؟"

"أنت ذاهبة للرباط أليس كذلك؟"

"نعم...أنت تعرف فعلي الذهاب لشركتكم كي أكمل العقد. لما السؤال...هل فسختم العقد؟"

ورود سوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن