ورود سوداء

الفصل 6

1

كان ناصر يحاور عمر أمام باب الشركة وقد كانا متوجهان للسيارة لأن لديه موعدا مهما ,

"نعم يا عمر, ولا تنسى أخبار المصممين أنه لدينا اجتماع مع السادسة مساءا أريد أن أرى أعمالهم اليوم فالمهلة بدأت تتقلص وأسبوع الموضة في باريس قد اقترب ولا نريد الذهاب بيدين خاوتين "

رج عمر رأسه وهو يدون في مذكرته الصغيرة بينما مضت عينا سيده تراقب تلك الفتاة السمراء التي تخرج من المكتبة المقابلة للشارع, راح يتمتم لعمر بشيء مما عل عمر يرفع رأسه نحوه متسائلا عما يقوله لكنه لاحظ جفال ذهن صديقه فسأله

"ما الأمر؟"

تبع عينيه ليجده يحدق بشدة في وصال التي كانت تتقدم دون انتباه للشارع, التفت عمر لناصر الذي كان قد وطأ على قدميه ليجري مسرعا نحوها.

كان ناصر يتقدم وهو يوقف السيارات بيده و يراقب السيارة الحمراء المسرعة التي غفلت عنها وصال ,لقد كانت تقترب بسرعة نحوها وكانت خطوات ناصر تخطو أيضا, كان يشعر كأنما يجري في بركة طين في محاولته العقيمة للوصول اليها قبل أن تدهسها السيارة, رفعت وصال رأسها أخيرا لتنتبه لكن حركتها شلت فبدى الرعب على وجهها ,اقترب ناصر أكثر ثم دفعها بعيدا لتسقط على الرصيف فيما حاول هو الآخر الابتعاد لكن السيارة غير الرحيمة ارتطمت بجسده الصلب لترميه بعيدا ليسقط أرضا ثم يسبح في دماءه بعد أن غاب عن وعيه وهو ينظر لوصال التي سقطت بعيدا وناجى نفسه مؤنبا: لماذا ساعدتها؟

ارتفع صراخ النساء وصياح الرجال على صاحب السيارة الذي فر هاربا من مسرح الجريمة, اجتمع القوم على وصال والآخرون على ناصر

"اتصلو بالاسعاف انه ينزف"

2

فتحت وصال عينيها ليستقبلهما سقف أبيض ورائحة المعدات الطبية وصوت دقات قلبها المزعج في الجهاز بجانبها, استقامت وهي تمسح على جبينها محاولتا تذكر ما حصل, شعرت بألم في يدها فنزعت الشوكة التي أدخلها الأطباء في ظهر كفها وقد كان الجو مشمسا في الخارج, أنت بألم وهي تدور برأسها في أرجاء الغرفة, سمعت صوت خطوات تتوجه نحو الغرفة فوقف شخصين أمام الباب

"دعني أدخل يا طبيب انها حبيبتي"

"يمكنك الدخول لكن رجاء ابقى هادئا ان المريضة تحتاج للراحة"

"حسنا"

فتح الباب فدخل طبيب أربعيني مع عصام الذي بدى القلق واضحا على وجهه وسرعان ما لاحظ الاثنين استيقاظها ,خطى عصام نحوها بخطوات ثابتة وهو يبتسم ثم جلس على الكرسي بجانبها وهو يمسد على يدها يتأمل وجهها القلق.