1
حين كان ناصر يعتب باب مكتبه متوجها لمنزله رن هاتفه فأجاب: مرحبا.
"اسمع يا بني, انها تبدو فتاة جيدة"
"من؟"
"الآنسة وصال, لقد تحدثت اليها البارحة"
"أمي...تعرفين أني لا أحب ان تتدخلي في حياتي"
"نعم نعم, وان يكن انك ابني الوحيد وأختك الغبية تزوجت من ذلك الشاب غصبا عني ولذلك أريد أن يرضيني خيارك الآن, اني لا أحتمل المزيد من الصدمات"
"حسنا, سأكلمك لاحقا اني على وشك ركوب السيارة لا يمكنني الحديث"
دخل ناصر لسيارته ثم انطلق نحو بيته.
في ذلك الحين كانت وصال جالسة في غرفتها وقد أحاطتها الملابس من كل مكان, انها حائرة ماذا سترتدي فكل ما أحضرته لها أم ناصر جيد. في حين كانت وصال تتفقد باقي الأكياس وقعت عينها على فستان أسود كان قد غرق وسط باقي الملابس الزاهية, أخرجته وصال وما فتئت تراه كاملا حتى برق في عينيها بريق العجب والحب.
"واه, يا لزهو هذا الفستان"
مسحت وصال على ثوبه وقد كان فستانا أسود طويلا دو أكمام تنزلق عن الكتفين ولقد وقعت وصال في حب تفاصيل هذا الفستان.
حين جهز ناصر كان التوتر قد قبض على قلبه فهو لم يذهب في موعد منذ خمس سنوات, لم يحب منذ خمس سنوات, فيال دوران هذا الزمن, وفي حين كان يعدل كم يده وقعت عينه على خط رفيع في معصمه فراح يتذكر شيئا, أقفل ناصر ذاكرته ثم عاد للواقع وأخفى معصمه بساعة فضية, رش قليلا من العطر ثم مسح على ذقنه وسرح شعره, تنفس الصعداء ثم قال وهو يمثل: مرحبا بك, اجلسي...تبدين فاتنة, ماذا تريدين؟ هل نطلب الطعام؟
سكت ناصر قليلا حين أيقن مدى غباءه: لا يهم سأتصرف بطبيعية.
**
دندنت وصال وهي تضع أحمر الشفاه ثم تراجعت قليلا ومسحت قليلا وابتسمت انها تريد أن تبدو طبيعية قدر الامكان, فلقد وضعت مساحيق أقل وخففت لون حمرتها, فهذا الفستان كاف ليظهرها فاتنة كما تريد, جفلت وصال قليلا حين صرخ صوت مزمار السيارة في أدنها فأدركت أنه قد جاء, توجهت لنافدتها لتراه يخرج من سيارته ويتوجه نحو الباب ليطرقه.
سارعت وصال في الخروج اليه وقد علت وجهها ابتسامة: مرحبا.
رفع ناصر عينيه فسكت ثم وسعت عينيه وفتح فمه قليلا: م...مرحبا.
أنت تقرأ
ورود سوداء
Acakترى هل يدل اللون الأسود دائما على الشؤم؟ -أمسكت وصال بهاتفها ونظرت الى اشعار من شركة معروفة تدعوها للعمل فيها, شركة معروفة بعمل الرجال فقط. ما القصة خلف هذا المدير الغاضب قليل الكلام والبارد...ماذا يخبئ ماضيه مع النساء؟ وكيف سيتعامل مع أصابع الاتهام...