الفصل 18

92 8 2
                                    

1

دخلت وصال المكتب فتبعها ناصر وأقفل الباب, استندت على المكتب بتعب ثم رمقته بنظرة سؤال فهتف ناصر.

"لا تقولي شيء, ان عمر محل ثقة, واني لأثق فيه"

"أعرف, لكن لما تشرب؟"

"ماذا؟"

"أخبرتني أنك أعطيته كلمة السر حين كنت ثملا في أحد الأيام, فلماذا تثمل؟"

"آه ذلك...لست مدمنا لا تفهميني غلط لكني شربت لأول مرة حين ماتت ليليان...والمرة الثانية كي أنساها...و الثالثة كي يشفى جرحي...وهكذا زواليه كلما شعرت بالحزن أثمل قليلا"

عقدت وصال يديها و حاجبيها ثم قالت بنبرة تأنيب: ليس عليك فعل ذلك بنفسك, ليس وكأنها الوحيدة في العالم"

هز ناصر كتفيه باستسلام فاستقامت وصال: حسنا أنا سأغادر, أراك الليلة في بيتي.

"سأكون في الموعد"

*

أقفل ناصر باب سيارته ثم وقف مطولا يتفقد الأنوار في بيت وصال ثم اتصل بها ليعلمها أنه وصل وما هي الا ثوان حتى فتحت الباب واستقبلته ليدخل الى الصالة حيث جلس وقد كان أمامه طعام من كل الأنواع والتحلية وكل ما يطيب اليه خاطره, لم يستسلم ناصر لإغراء الطعام فمد يده ليلتقط بعض المكسرات, وضعت وصال صحن من الحلوى بجانبه فرفع عينه نحوها وحينها شعر بضربات قلبه تزداد فلقد كانت طلتها جميلة وبدى كأنه يراها لأول مرة, خجلت وصال من نظراته فهمست: ما الأمر لما تراقبني؟

"و كيف أبعد عيني عنك؟"

ابتسمت وصال برضى ثم عادت للخلف وراحت تشغل الفيلم بينما كان ناصر ما يزال يعلق بصره بها ,كانت وصال ترتعد قليلا وتخفق قليلا بسبب نظراته لها حتى عقد لسانها وتجمد الدم في عروقها حين جلست بجانبه فحاز نحوها ليضمها اليه بينما يشاهدان الفيلم, تذكرت موقفا كهذا فيما سبق, لكنه كان مع عصام, تذكرت كيف كان يعاملها اضعاف احسان ناصر ورقته, فالتفتت مقصد الزهور التي ذبلت بجانب التلفاز, هي لم تلاحظ أنها همشت أزهاره وتركتها لتموت بينما كانت تروي ورود ناصر بحبها, كان ناصر يضحك تارة ويتأثر تارة أخرى مع مجرى الأحداث بينما وصال لم تعرف حتى ما تدور القصة حولها بسبب يده على كتفها. انه يجعلها تتوتر حد اللعنة.

نزلت شارات نهاية الفيلم فسحب ناصر يديه واتجه بهما ليحمل صحنا ويتناول القليل من الطعام بينما اعتدلت وصال وارتاحت,

قال ناصر وهو يبتسم لها: كان فيلما جميلا حقا...ان لم يأخد البطل الأوسكار فسيكون هذا ظلم.

ورود سوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن