الفصل 7

102 14 2
                                    

1

كان جالسا في مكتبته داخل قصره الذي تصدع بين جدرانه صوت أزيز الرعد ونفخ الريح ,حرك قلمه بسلاسة على الورقة أمامه بيده المكسورة في محاولة عقيمة لرسم شيء جيد, لكن العيب لم يكن في يده بل كان في قلبه فقلبه المتحجر لم يكن يعطيه الهاما لتصميم حقيبة تخطف الأنوار كما أراد, فاض كأس صبره فرمى الأوراق جميعها عن مكتبه وبدأ بالزئير كالأسد الذي فرت فريسته من بين مخالبه, لقد أحس بالخيبة فأخد يتجرع من كأس النبيذ على يمنه, انه يريد شيئا ليحمله المسؤولية سيتهرب مرة أخرى ويرمي أحجار اللوم على شخص ما, انه لا يتقبل أنه سيخطئ فلا بد أن هناك من تسبب في فشله هذا.

نهض عن كرسيه وتنفس الصعداء ثم مرر يده على الدولاب ,سحب سلسال فضيا وقرأ ما كتب عليه بخط رفيع "وصال" ثم أدرك على من سيلقي اللوم نعم انها السبب فهي السبب في كسر يده وبالتالي عجزه.

لم يتردد ثانية فقد حمل معطفه الأسود ومفاتيح سيارته وسارع متجها لبيتها.

أوقف سيارته أمام العنوان الذي دون في ملفها ثم نزل من سيارته بغضب, مشى بخفة نحو الباب ليطرق بغضب, كانت نقراته متتالية مضجرة أزعجت وصال التي فتحت الباب في الفور وقد بدت الدهشة على وجهها لتسأله عن سبب قدومه

"أنت هي السبب عليك معالجة غلطتك"

"هل هناك مشكلة؟"

"هناك مشكلة...مشكلة كبيرة"

قالها ثم دفعها ليدخل, رمى معطفه على الكنبة وجلس فتبعته وصال بعد أن أقفلت الباب ,وقفت أمامه وهي تشبك يديها بينما تحاول تغطية ملامح الغضب عن رئيسها في العمل

"ما الأمر يا سيد ناصر؟"

حرك رأسه كأنما ينفر من الاجابة وقد مال بعينيه يتأمل منزلها :ان منزلك أسود بالكامل

"هذا ليس سؤالي...هل هناك ما تريد قوله؟"

"لا هناك ما ستفعلينه"

"كان يمكنك ارسال رسالة وسوف أفعل ما تطلبه لم يكن عليك القدوم بنفسك...كما أن الجو بارد في الخارج"

كفض ناصر يديه ورفع ذراع قميصه حتى المرفق ثم نهض :هيا اذا أحضري أوراقا وقلما جيدا.

استغربت وصال من طلبه الغريب لكنها نفذته, صعدت لغرفتها تنبش عن الأوراق بينما تأمل في نوع طلبه وماذا يريد بالضبط.

نزلت لتجده يجلس بهدوء على طاولة الطعام, توجهت نحوه وضعت الأوراق والأقلام أمامه.

ورود سوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن