الفصل 29

41 3 0
                                    

1

دخل ناصر بغضب الى الشركة, كان يزفر بأنفه, مقلتا عينيه احمرتا و كان قد أعمي بالكامل. تطفل لمكتب عمر فلم يجده ثم دهب لمكتبه, نادى على السكريتير الدي وقف أمامه خائفا.

"أين عمر؟"

"السيد عمر...خرج لمكان ما قال أنه سيعود بعد قليل"

"أين دهب؟"

"لست أعرف"

"أخرج"

خرج السكرتير فانفرد ناصر بنفسه يمشي هنا وهناك, ألقى نظرة على الخزنة فتقدم منها, كانت على غير الشكل الدي تركها, لقد فتحها شخص ما, تفقدها ناصر فصعق حين لم يجد أوراقه الصحية. ارتعد أنامله حين تدكر قول عمر البارحة

"الا ما تخطط"

فتح الباب فالتفت ناصر ليرى عمر يدخل كأنه لم يفعل شيء, اقترب ناصر منه ونظر اليه باستعلاء محاولا كبح غضبه.

"هل هناك ما عليك اخباري به؟"

ابتسم عمر ابتسامته المعوجة: مثل مادا؟

رفع ناصر صوته وقال بصوت أجش: بخصوص ليليان

"لمادا تفتح الماضي, مرت خمس سنوات على ما أظن"

"لما لم تضرب ضربتك طوال تلك المدة ادا؟"

"مادا تعني؟"

"هل كنت مشتركا معها في الاحتيال علي؟"

ضحك عمر غير مصدق: مادا؟

"عرفت كل شيء, أنت من حدثته تلك الليلة, لقد كنت تنتظرها في المطار" ابتعد ناصر وأولى ظهره لعمر فهو غير قادر على النظر اليه, أمسك رأسه في تحسر وقال مشمئزا :كم كنت غبيا, كل تلك الليالي التي مثلت ليليان المرض كي لا تقابلني, وأنت كنت تقول أنك مشغول, رأتك تحادثها كثيرا في شركتي لكن لم يخطر في بالي أنكما تطعنان في ظهري, يمكنني أن أفهم أنها كانت تريد ثروتي, لكن أنت.

التفت ناصر لعمر الدي كان واقفا كالصنم ينظر بعينين باردتين: أنت...أنت يا عمر؟ أكنت تساعدها؟

ابتسم عمر وقال بصوت رقيق: أخيرا فتحت عينيك يا صديقي, أهنئك, و نعم ليليان وأنا كنا في علاقة حب طوال تلك المدة

زم ناصر على شفتيه كأنه لم يرد سماع تلك الكلمات, لقد كان يأمل أنه هو من فهم بشكل خاطئ.

"مند متى؟"

"فلتقل يوما ما فقط, لكن هي من بدأت الأمر, لقد كانت محتالة صغيرة, أعني كانت تخطط من البداية لسرقة بعض من مالك, ربما مليون أو مليونين فقط, كان سقف توقعاتي أعلى منها, أعني لم أكن أريد بضع دولارات, كنت أريد كل شيء, ولا أنكر اني وقعت في حبها أيضا, لكنها كانت سادجة وكان من السهل أن أتحكم بها وأجعلها تساعدني, لقد كانت تتردد لبيتك طوال الوقت, كانت قريبة منك, و أنت كنت غارقا في حبها, أعمى, لدا كان لدي المجال أخيرا كي أتلاعب بكل شيء دون ترك أثر, ودون أن تشعر أنه تمت سرقتك, أعني ستعلن افلاسك, لكن ستكون أنت السبب...أعرف تبدو خطة غير واضحة, لكنها كانت ناجحة...حتى تلك الليلة"

ورود سوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن