الفصل 23

76 4 4
                                    


1

ابتعدت وصال عن آية بعد عناق طويل وشهيق وبكاء.

"لما ستمضين وتتركيني لقد ألفتك هنا...سكاي أيضا سيكون كئيبا"

قالت آية: آسفة لكن علي الذهاب كما تعرفين لدي عمل.

"اللعنة على العمل...فلتصلي بالسلامة...و اتصلي بي. حسن؟"

"حسن...وداعا"

كانت وصال تشعر بالحزن الشديد على مفارقة صديقتها لكنها تذكرت أنها هي الأخرى لديها رحلة لمراكش غدا.

افترت وصال لا اراديا وهي تتوهم مستقبلها مع ناصر. احمرت خجلا ثم غمرت نفسها في الوسادة وصرخت من شدة حياءها منه.

وكما في الأفلام اتصل ناصر حين تذكرته فأجابت بلهفة.

"ما الأمر؟"

"هل أنت متفرغة؟"

"نعم...لما؟"

"سآتي في الحال...ارتدي جينز و جاكيت جلد"

تفاجئت وصال من طلب ناصر فقالت بتعجب: ولما؟

"الا تريدين؟"

"أريد أريد...لكن ما المناسبة ولما سأرتدي جينز و جاكيت جلد؟ يبدو وكأني من عصابة"

"سآتي بعد خمس دقائق...جهزي نفسك"

قطع ناصر الخط فنهضت وصال بسرعة لغرفتها كي تغير ملابسها.

*

وقف ناصر المتلبك أمام بيت وصال ثم رن الجرس وما هي الا ثوان حتى فتحت وصال الباب وقد أبدت ردة فعل مستغربة نحوه.

لقد كان يرتدي مثلها, هي لم تراه ولا مرة بملابس كهذه...لقد كان يبدو شابا أكثر.

أقفلت وصال فمها ثم قالت: واو...أنت تبدو...رائع

"حقا؟"

تفقد ناصر ملابسه ثم ابتسم ابتسامته البريئة التي جعلت قلب وصال يرفرف عاليا بين قضبان صدرها. لاحظت أنه كان يتأبط خوذة للدراجات النارية فسألته.

"هل جئت بسيارتك؟"

ابتسم ناصر ثم جرها خارج الحديقة كي يريها دراجته النارية السوداء.

"لقد اشتريتها مؤخرا...لذلك أردت أن تركبي معي عليها في المدينة...أردت أن نقضي وقتا جميلا"

ورود سوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن