1
كانت وصال تركض بحد شاطئ الرباط رفقة كلبها الذي تقدمها يجري بسرعة, عرجت قليلا لتجلس على حائط قصير يفصل بين رمال البحر الذهبية والرصيف الذي كانت عليه وصال, تأملت وصال أمواج الشاطئ وهي تصطدم بالصخور السوداء ثم تعود خائرة للخلف, لم يكن الشاطئ مليء بالزوار فقط بعض الشباب يلعبون كرة القدم وآخرون يسبحون. رن هاتفها فأجابت بسرعة.
"مرحبا"
"هل معي وصال؟"
"آه نعم"
"معك عمر...مساعد المدير التنفيذي في شركة اتش ام اند كيو ,لقد اتصلت بك لأخبرك أنه قد تم قبولك في العمل كمديرة مالية, يمكنك استئناف العمل بعد غد"
سكتت وصال ثم عادت لتتأكد من الرقم: حقا؟
"نعم...سأرسل لك باقي معلومات الشركة في رسالة بريدية"
انقفل الخط فابتسمت وصال على حين غرة وهي تحادث نفسها: وأخيرا سأعود للعمل
2
كان ناصر مستلقيا على سريره يفكر مليا في قراره لم يكن في وسعه أن يحادث أمه في خصوص قرارها فهي أيضا تملك الحق في الشركة مثله تماما, صرف وجهه لباب الغرفة وقد زفر ثم قال بهدوء: عليك تمالك نفسك...انها مجرد موظفة واحدة, وفي الأغلب ربما لن تراها ,نعم ,نعم لن تراها معظم الوقت, ستختلق أعذارا للانصراف ان رأيتها...الأمر ليس بتلك الصعوبة.
اعتدل في مكانه وقد تذكر كلام طبيبه: كل ما عليك هو أن توهم عقلك أن من أمامك ليس فتاة مثل ليليان. تحدث في نفسه: لم أزر الطبيب مند مدة...لقد تغيبت على الحصتين الفائتتين, علي الذهاب الحصة القادمة.
ارتدى خفيه ومشى برشاقة كأنما يمشي على الماء لينزل للطابق السفلي حيث كان المطبخ العصري والبهو الضخم ذو الأثاث الأبيض ,حضر قهوته ثم صعد للحمام حيث أخد حماما سريعا ثم ارتدى ملابسه, نظر في المرآة وهو يعدل ربطة عنقه, نعم لقد كان ينظر لشخص لا يقبل الخسارة, لن أضعف مرة أخرى.
-شعر ناصر بإحباط مفاجئ وهو يدخل لمكتبه, ان شركته كانت ثاني مكان آمن بالنسبة له ,أما الآن فهو في خطر محتم لا يعرف متى سيظهر, خطر يتربص به طو ل الوقت الوافد, نعم المكان الذي اعتاد العمل فيه براحة سيصبح كالجحيم مجددا بسبب قرارات أمه الحاسمة في توظيف هذه الموظفة, ما المميز فيها لهذه الدرجة حتى ترغب أمه في توظيفها بشدة مكان الرجل الذي تقاعد مؤخرا, لا أظن أنها أكثر كفاءة من أي رجل آخر.
حمل ناصر أوراقا كانت قد وضعت على المكتب قبل وصوله, نعم كما كان يظن انها أوراق الموظفة الجديدة, ألقى نظرة على صورتها دون مبالات لكن سرعان ما كشر وهو يقرب الأوراق من وجهه ليعتدل فجأة ويتأملها, فتاة سمراء شديدة الفتنة, أنزل عينيه بحذر ليقرأ الاسم ببطيء "و...صا.." توقف وقد ارتسمت الصدمة على وجهه ثم سارع لفتح درج مكتب ليبعد الأوراق عن دفتره, فتح الدفتر فانساب شيء ليسقط أرضا, التقطه ناصر ليقابل عينيه ,كان السلسال الذي وقع من تلك الفتاة في ليلة زفاف صديقه, قرأ الاسم مرة أخرى كي يتأكد "وصال" ,تنهد بعمق ثم قال بصوت يكاد يكون همسا: تلك الفتاة, لقد اعترفت أمامها بأني قتلت ليليان, لا, لابد أني مخطئ لا توجد وصال واحدة في العالم ,هناك العديد من السمراوات اللواتي يحملن هذا الاسم, انه شائع.

أنت تقرأ
ورود سوداء
De Todoترى هل يدل اللون الأسود دائما على الشؤم؟ -أمسكت وصال بهاتفها ونظرت الى اشعار من شركة معروفة تدعوها للعمل فيها, شركة معروفة بعمل الرجال فقط. ما القصة خلف هذا المدير الغاضب قليل الكلام والبارد...ماذا يخبئ ماضيه مع النساء؟ وكيف سيتعامل مع أصابع الاتهام...