الفصل 27

49 4 0
                                    

1

نزل ناصر من سيارته ثم صعد مسرعا لغرفته لو لم يستوقفه صوت أمه من البهو, التفت نحوها ثم سار اليها.

"ماذا تفعلين في بيتي؟"

نظرت اليه بحدة ثم ضربت رأسه بخفة: ماذا أفعل في بيتك؟ ألم أعلمك الآداب يا ولد؟

"آسف"

قبل يدها ثم رأسها وأجلسها ثم جلس مقابلا لها. نظرت بطرف عينيها اليه وقال: كيف حال الشركة؟

"بخير.. تعرفين اننا نعمل على المجموعة الجديدة لأجل فصل الخريف"

"أعرف...كيف حالك أنت؟"

رفع عينيه ونظر اليها, كانت تترقب في عينيها العجوزتين وتنظر الى عينيه التعيستين يال سخرية القدر, لقد كان طفلا صغيرا يلهو منذ أيام فقط والآن هو شاب مقبل على الزواج يعمل بجد. لم تكن أمه فخورة من قبل أكثر من الآن.

رمت يدها الى فخده ومسحت بحنان ثم تمتمت بصوتها الضعيف: فليعطيني الله الصحة كي أرى أولادك يا ناصر

فتح عينيه ونظر اليها ثم أدرك أنها امرأة عجوز. لقد تسابق مع الزمن ولم ينتبه لأمه وهي تكبر وتبتعد عنه كل دقيقة أسرع من التي قبلها.

"أمي...لا تقولي هكذا...سيلعب أحفادي عند أقدامك...ستأخذينهم للمدرسة وتربيهم على يديك"

ابتسمت بحزن ثم نهضت: والآن الى اللقاء علي الذهاب فأختك مروة تنتظرني في البيت

"مروة هنا؟"

"نعم جاءت مع زوجها اللعين منذ يومين...انهما يقطنان معي هذه الفترة حتى يجدا بيتا...لكني أفضل أن تبقى معي طيلة فترة حملها...كي أعتني بها"

نظر ناصر بعيدا ثم ابتسم وقال بخجل: هل هي فتاة أم فتى؟

بادلته السيدة خديجة الابتسامة ودلفت: انها فتاة جديدة في العائلة...

"اني فرح لها"

"ان كنت فرحا لها فتعال وهنئها وتكلم معها...أنت لم تحادثها حديثا طبيعيا منذ مدة ليست بقصيرة...انها أختك يا ناصر"

"لا أستطيع"

"وما الذي يمنعك؟ ليس بينكما مشاكل هي لم تفعل لك شيء...انها سندك والوحيدة التي ستبقى لك في هذا العالم من بعدي...لا تهجر أختك وحادثها"

تململ ناصر بحزن وهو يفكر في صمت, لو أن أمه تعرف علته لما طلبت منه أن يقابل أخته, لطلبت منه أن يبتعد عنها و ألا يلمس ابنتها, انها ستخاف منه وستتركه أيضا.

ورود سوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن