1
كان قد مر أسبوع منذ زيارة والدي وصال لمنزلها فكانت حركتها محصورة بين المنزل والعمل لتقابل ناصر وقت الغداء فقط, كانت تشعر بالاشتياق له فلقد سافر منذ يومين الى طنجة وهي لا تنفك تفكر فيه.
وقف الثلاثة أمام الباب وقبلت وصال خد أمها وعانقت والدها بحزن.
"أمكثا قليلا فقط"
قالت أمها بحزن: لا بأس عزيزتي, سنزورك مرة أخرى ان سمحت الفرصة, أما الآن فعلينا العودة لمراكش فأخواتك جالسات بمفردهن هناك. اهتمي بنفسك وكلي قليلا, لقد تركت لك صندوق من الحلوى...وداعا
"وداعا"
لوحت وصال لهما بينما ابتعدت السيارة واختفت عند أحد المنعطفات. تنفست وصال الصعداء ثم أقفلت الباب ودخلت لترمي بنفسها على الأريكة, رن هاتفها فأجابت بلهفة.
"ناصر...أين اختفيت أرسلت لك رسالة البارحة لكنك لا تجيب...لقد خفت"
تسلل ضحك ناصر من خلف السماعة وقال: اني بخير لقد كنت في سهرة مع بعض المصممين وما الى ذلك, تعرفين سهرات عمل مملة.
"آه"
"اذا كيف حالك أنت؟"
"بخير, لقد غادر والداي للتو"
"أوه, يا للحظ العاثر لو أني كنت هناك لزرتك في الحال, اني أتلهف لملاقاتك وتبادل أطراف الحديث"
"أنا أيضا, متى ستعود؟"
"لست أعرف, لما؟"
لفت وصال خصلة من شعرها ثم تفحصت تاريخ اليوم وأدركت أن عيد ميلادها قريب ثم أجابت بصوت أجش: عد قريبا, حسنا؟
"سأعود لا تقلقي, ليس وكأني في الفضاء"
"نعم..."
رن باب المنزل فاعتذرت لناصر نهضت لترى من الطارق, فتحت الباب لترى صديقتها آية وقد لفع عليها حزن سحيق. ابتسمت وصال لكن آية لم تبادلها واكتفت بالدخول وجر حقيبتها خلفها.
تبعت وصال آية للبهو حيث جلست ثم وقفت أمامها.
"واو آية, لم تخبريني أنك ستعودين من برلين"
"نعم, أنا أيضا لم أعرف اني سآتي حتى آخر لحظة"
جلست وصال جنب آية وربتت على ظهرها: ما الأمر؟
"لا أشعر اني بخير مؤخرا...انه حقير"
"من؟"
أنت تقرأ
ورود سوداء
Randomترى هل يدل اللون الأسود دائما على الشؤم؟ -أمسكت وصال بهاتفها ونظرت الى اشعار من شركة معروفة تدعوها للعمل فيها, شركة معروفة بعمل الرجال فقط. ما القصة خلف هذا المدير الغاضب قليل الكلام والبارد...ماذا يخبئ ماضيه مع النساء؟ وكيف سيتعامل مع أصابع الاتهام...