حين الغياب
عرفتُ الى اي مدى يصل صراخي
عرفت كيف تتقطعُ حبالي الصوتية
تعلمت ان أنام مستيقظاً
شاهدتُ دموعَ الروحِ
شعرتُ بكلِّ من قال هذا العالمُ ضيقٌ جدا
عشت ُبرزخاً وسعيراً واكثر قليلا
وتعلمت كيف إن الوجعَ يركضُ حرفاً تلو حرفاً على الورقِ
ليصير قصيدةً
وتعلمتُ كيف انسلخُ من كلّ شيءٍ وكأنّي لا شيء
وفهمت إن الصراخَ والدموعَ والعِشرةَ والحبَّ حتى
لا تعيد الغائبين
وعلمتُ إن كلما اتسعَ الفراغُ ضاقَ العالم
وشرحتُ للروح إن كلَّ حاضرٍ سيغيب
فلم تسمع
وغابت هي الاخرى
حين الغياب
حتى الاحلام التي اقلمُ اجنحتها كل ثانيةٍ
طارت
وتعلمت ايضا أن اشكرَ الغيابَ دائما
لأنه بقي حقيقياً رغم حكم اللا حقيقة