أنا حزين
أنا حزين ومتأخر
أنا حزين وغاضب
أنا حزين وخائف
أنا حزين ووحيد
أنا حزين وغريب
أنا حزين وجائع
يحدث أن يسير الحزن بجوارك ككلبك العطوف
كمرآة جيبك المصغرة
كملاءة سريرٍ بيضاءٍ تتناوب عليها أحداث حياتك
تتلطخ وتُمحى
تُمحى وتتلطخ
تتساقط عليه أجنةٌ وفراشات
مساميرٌ وقصائدُ وملاعق
حبٌ يزول ومسافةٌ تنقضي
ويبقى بياض الحزن
يحدث أن ينمو الحزن كشامات جسدك
يتوارثها ابنائك في نفس الموضع
شامةٌ بجوار الحاجب الأيمن لمحمد
شامةٌ في الساق اليسرى لعلي
وشامةٌ تتجول بيننا
ربما يأتي الحزن خافتاً
كوخزةٍ في القولون
وربما يأتي غرائبياً
كخناجرٍ تتدلّى من سقف الحجرة
وربما يجيء كنبيٍ تملؤه السكينة
فيرتعد القلب مرةً ثم يخفتُ في ترقب
وكثيرا يهبط الحزنُ حراً
بدون سببٍ تقليدي وبلا أية أعراف مجتمعية
ناشزاً ومهمشاً وهشاً
بلا تعريفٍ أو هوية
ولكن لم يحدث أبداً أن يأتي جنائزياً
يعرفه الجميع
ويكشفه الجميع
ويراه الجميع...
أنا حزين وصامت
أنا حزين وصامت
أنا حزين وصامت.