كلهم يخبرونني بأنني لن أتجاوز ،
و كيف لي أن أتجاوز موت محبٍ،تضيق بي الأرض حتى يخيل لي أنه لا أحد هنا في هذه البقعة يمكنه أن يتالم مثلي ،
أحن
للمشاهد و الذكريات ،أحن
للحديث الطويل و الليالي الكثيرةأحن
إلى كوب الشاي بالزنجبيلأحن
لطاولته الصغيرة ،أحن
لرائحة عطره ،أحن
لصوت ضحكته ،أحن
لرائحة ملابسه التى بدأت في الزوال،أحن
لطريقته في المشيأحن
لأصواته التي تتعالى عند كل غداء ،أحن
لإهتمامه بتفاصيلي المملة و ملاحقته لأحلامي الدائمة ،أشتاق
لقصصه عن كل المدن التي زارها و عن أحلامه في زيارة مدن أخري ،
التذكارات التي كان يحملها معه و خوفه الدائم على تأخري ،أشتاق
للحظة صعوده على الدرجأشتاق
إلى اللحظة التي يخرج عندها من المنزل كل صباح لأردف قائلاً لا تنساني يا أبي،أشتاق
لمقدرته على تأليف الكثير من الأغاني التى يجمعنا بهاأشتاق
لطريقته في المزاح معي ومع اختي ،أشتاق
لتلك النظرة التي كان يخبئها لي في كل مرة أرافقهأشتاق
لذلك الفخر الذي كان حديث كل مجلس.أشتاق يا أبي
لنظرة العطف عند كل خطأ فعلته ،
لكل حديث بلا معنى لكنك جعلتني أكمله ،و لـــكـــن
لـمـــا أنا
الذي كان عليك أن تخبره قبل الجميع أنك لن تعودو لما أنا
الذي كان علي أن أتلقى خبر الوداع بهذه الطريقة ،ولما أنا
الذي كان عليه أن يتحمل كل هذا و يمضي.