أعلم جيدا
أنني أسوق نفسي إلى مصيدة عظيمة
و أنني لن أكون بخير!و أنني أرتجي نفثة أخيرة
و لن أجمعني بعد اليوم!
و أنك زهرة الأقحوان البعيدة
و أنني أطوي التراب كل يوم
أتصلّ بجذورك
و أتعثر بالمطر،
أوهم الصباح برحيق و سكرّ،
أسكب زخاتنا العذبة
و لا أدخرّ منك شيئا!
أعلم جيدا
أنّ الريح مذبحة الحمام
و أننا نحط بأجنحة الضوء
فوق الشرفات
في مواسم البرد لا ننطفئ!
و أعلم جيدا
أنّ التعلقّ مخالب الحظ ّ
و أنّنا نقدّم القرابين الطريّة،
جياعا،
لا نأبه بخواء و لا بنقص
نقتحم الغواية بشيطنة
و مجون فاحش؛
نقرأ الطالع و الفناجين
و الرمل و الشمع
ونسترق من القمر أصوات الأحبةٍ!
أعلم أنّنا، في العشق، نمكر بذواتنا
نعبث بحواسنا كالغجر،
نعزف الليل،
نحضن الكرى
و القشّ و الورق
نغوص في اليمّ
سكارى
و لا نثمل!
مثلما أعلم جيدا
أنّ الحقائق تشيدّها الظلمة
و أنّ السّكينة لحن يتسربّ تحت الجلد
كوخزات حارقة
لكنني
في الحروب ماهر؛
ورثت القتال من الموسيقى و البكاء؛
لا أفكرفي العدوّ،
لا أستكين
و أمضي إلى المعارك
مليئ بالموت و الحياة!
لا يتعبني الشرخ في قلبي
بقدر ما يتعبني القلب بلا شرخ
لا يوقفني رصاص مرشوق في رأسي؛
أطوّع نفسي إلى نفسي،
أستدير بكلي،
أصوب بكفيّ،
أقاتل بأجمل حلم
و أخر إصبع مبتور،
أسدد بحزن،
بدمعة،
بكأس،
بحضن،
و أهب كلي لكلي
ثمّ ألوّح بفخر في الهزيمة
أقرّ أن ّ الموت، بعشق،
أرحم من صنم يحرس قلوبنا
و أعذب من قطرة دم تُضخّ في وريد بائس
لا تُغامر في جسد آخر!!